الخرطوم -الصحافة: أعلن وزير الخارجية، علي أحمد كرتي، أن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في السودان”يونميس” التي ينتهي تفويضها في 8 يوليو المقبل، طلبت تمديد عملها في أبيي والنقاط الحدودية المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، لكن الحكومة تسعى إلى اتفاق مع “الحركة الشعبية” لإنهاء مهمة البعثة في موعدها و جعل تلك النقاط الحدودية منزوعة السلاح.
وقال كرتي خلال لقاء تشاوري مع رؤساء التحرير وقادة الأجهزة الإعلامية أمس ان وزارته تسعى خلال المرحلة المقبلة إلى منع أي نزاع جديد مع الجنوب، وتجنب الآثار السالبة للانفصال ،موضحا أن الجنوب ستواجهه مشاكل وتحديات جمة وربما يشهد صراعا بسبب تركيبته القبلية، وان بعض قادة الجنوب سيبحثون عن عدو مشترك لتحقيق تماسك داخلي وإطفاء حرائق دولتهم الوليدة وسيستجيب المجتمع الدولي لأية صرخة من المولود الجديد بحجة أن الخرطوم تسعى إلى إضعافه.
وأكد أن الشمال لن يدعم أي طرف جنوبي يلجأ إليه أو يستنصر به وسيحرص على التعامل الايجابي مع دولة الجنوب لتحقيق منافع مشتركة، وحتى لا يكون مصدر شكوك دولية ،لكنه بدا يائسا من أي تعاون مع الجنوب بسبب مواقف بعض قياداته ،مشيرا إلى أنه ظل لمدة شهر يسعى إلى التشاور مع وزير التعاون الإقليمي في حكومة الجنوب دينق ألور في شأن الكوادر الجنوبية في الخارجية، غير انه لم يجد أية استجابة.
وكشف كرتي عن حراك في المجموعة الأوروبية لاستخدام ملف المحكمة الجنائية الدولية عقب انفصال الجنوب بصورة قد تصل مرحلة المساس برئيس الجمهورية، لكنْ هناك تباين في مواقف الدول الأوروبية إزاء هذه المسألة مما يتيح للخارجية التحرك للتأثير على مواقف هذه الدول بصورة منفردة عبر حوار مباشر، والاستفادة من الأجواء الايجابية التي خلقها الاستفتاء،وتبني المبادأة السياسية في قضية دارفور،وتفكيك المواقف الأوروبية الأميركية المتسقة تجاه السودان.
ورأى كرتي أن الموقف الأفريقي الداعم لقضايا السودان خصوصا في ملفي دارفور المحكمة الجنائية الدولية ، قد لا يستمر طويلا في حال حدث تغيير في مفوضية الاتحاد الأفريقي، مبينا أن المفوض السابق كان يستجيب للضغوط الغربية والدولية،لافتا إلى انه طرح على مسؤولين في الولايات المتحدة ودول أوروبية زارها اخيرا استعداد الحكومة للتعاون والشراكة في شأن تسوية أزمة دارفور على غرار ما حدث في قضية الجنوب، ووجد ذلك ارتياحا غربيا لافتا.وأضاف انه لمس خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن رغبة أميركية في الاستماع إلى وجهة نظر السودان تجاه القضايا الثنائية، وقال إن الإدارة الأميركية أعلنت أنها بدأت إجراءات لرفع اسم البلاد من لائحة الدول الراعية للإرهاب، لكن الخرطوم تنتظر أفعالا لا وعودا،مشيرا إلى أن هناك مجموعات ضغط ومنظمات تسعى لإضعاف موقف السودان لمنع شطب اسمه من لائحة الإرهاب، ورفع العقوبات الاقتصادية والتأثير على موقف إدارة الرئيس باراك أوباما.