دشن 17 حزبا من جنوب السودان، في ختام مؤتمر عقد في العاصمة الخرطوم بعنوان: «المؤتمر الجنوبي ـ الجنوبي»، تحالفا انتخابيا ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقالت مصادر مقربة من التحالف الوليد إن التحالف استوحى فكرته من التحالف الذي نسجته أحزاب كينية عام 2008 تحت اسم «تحالف البرتقالة» بزعامة راييلا اودنقا رئيس الوزراء الكيني الحالي، والذي نافس الرئيس الكيني مواي كيباكي في الانتخابات، وانتهت بأعمال عنف واسعة في البلاد.
ويضم التحالف حزب الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي بزعامة الدكتور لام أكول وزير الخارجية السوداني السابق، وحزب المؤتمر الوطني الحاكم فرع الجنوب، ومجموعة من الأحزاب الجنوبية الجديدة التكوين وأحزاب جنوبية تقليدية أو أجنحة منها بعد أن تعرضت للانشقاق. ويتوقع أن يكون التحالف هيكلا يتضمن جسما رئاسيا يتألف من رؤساء الأحزاب المشاركة كافة. وقال أكول عضو التحالف، إن هذا الجسم سيكون مفتوحا لكل حزب سياسي يرغب في الانضمام إليه. وترى الحركة الشعبية أن حزب المؤتمر الوطني يقف بثقة خلف التحالف، وحسب قيادي في الحركة الشعبية، علق على التحالف في حديث مع «الشرق الأوسط» فإن حزب المؤتمر الوطني «يريد من خلال التحالف أن يدير معاركه مع الحركة الشعبية بالوكالة». وكان الصحافيون فوجئوا بانتقال المؤتمر من قاعة الصداقة، حيث عقدت الجلسة الافتتاحية، إلى مكان آخر دون الإعلان عنه، ليكتشفوا من بعد أنه انتقل إلى فندق في ضاحية بري شرق الخرطوم، وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر انتقل خوفا من «تسرب أعمال المؤتمر السرية» إلى الحركة الشعبية. ويشار إلى أن المؤتمر عاد مرة أخرى إلى قاعة الصداقة بعد يومين من الجلسات المغلقة، ليعقد الجلسة الختامية. وقالت المصادر إن التحالف سيخوض الانتخابات في كتلة واحدة لإسقاط الحركة الشعبية، فيما اعتبرت الحركة الشعبية تحالف الأحزاب الجنوبية ضدها بمثابة «صنيعة» لحزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير، وقال مسؤول في الحركة الشعبية إنها بضاعة فاسدة.
ويدور جدل بين الحركة الشعبية ومعارضيها من الأحزاب الجنوبية، حول قدرة كل طرف على حسم العملية الانتخابية في الجنوب على الأقل لصالحه، ويلاحظ المراقبون في الخرطوم أن أغلب الأحزاب الجنوبية البالغ عددها نحو 22 حزبا تراهن على المكون القبلي لها، ويقولون إنها تعمل الآن لاستقطاب قبائل الجنوب البالغة نحو 45 قبيلة وعشيرة، لصالحها. ونوهت إلى أن أغلب الأحزاب المنضوية تحت لافتة المعارضة في الجنوب لها فروع أخرى تتحالف مع الحركة الشعبية في الجنوب، بعضها انشقت تماما وبعضها تمثل تيارات داخل الأحزاب نفسها. وقال أكول إن الحركة الشعبية ظلت تسعى لتغييب وعي المواطن الجنوبي، وقال إن مواطني الجنوب لا يعلمون بمعنى حق تقرير المصير، وأضاف أن أحزاب مؤتمر الحوار الجنوبي ـ الجنوبي الـ17 ستنفذ توصيات المؤتمر عبر التأثير غير المباشر للذين في السلطة ومباشرة في الانتخابات المقبلة حال فوزها. وقال أكول إن جسم التحالف سيدرس الخيارات للانتخابات المقبلة، ونفى أن تكون هناك أية جهة وراء التحالف، وقال: نحن مجموعة سياسية لا ترتبط بأية جهة عدا التحالف الجديد، ودعا الحركة إلى توضيح ما تم صرفه من أموال الجنوب حتى الآن في عملية التنمية. ودعا البيان الختامي، حكومة الجنوب أن تضمن لكل الأحزاب السياسية حرية كاملة في ممارسة العمل السياسي، وطالبت بمحاسبتها في خرقها للدستور بكبتها للحريات، ووجهت الجيش الشعبي بأن لا يستغل لأغراض سياسية تجاه حزب معين، مؤكدا بأن الجيش الشعبي أصبح المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار بالجنوب. وحول العلاقة بين الشمال والجنوب عبّر البيان عن أسفه للعلاقة بين الشريكين، واتهم البيان جهات داخل الحركة بخلق عداء دائم بين الجنوب والشمال لمصالح ذاتية.
وفي مؤتمر صحافي شن ياسر عرمان القيادي في الحركة الشعبية هجوما عنيفا على حزب المؤتمر الوطني، وقال إنه لم يلتزم وأنشأ منبرا بقاعة الصداقة للهجوم على الحركة الشعبية وحكومة الجنوب ورئيسها، ويضيف: نرد إليه بعض بضاعته التي كانت فاسدة، ويستطرد: ما سمي بالحوار الجنوبي ـ الجنوبي ما هو إلا الاسم التجاري لكنانة ثان.وقال إنه لو كان مؤتمرا للحوار الجنوبي ـ الجنوبي، فكان يجب أن ينعقد في الجنوب، بجانب أنه لم تشارك فيه الأحزاب الفاعلة وعلى رأسها الحركة الشعبية، يوساب، سانو، الجبهة الديمقراطية وغيرها، واعتبر عرمان الهجوم على حكومة الجنوب محاولة لزعزعة الاستقرار في الجنوب،
الخرطوم: إسماعيل آدم
الشرق الأوسط