لندن: مصطفى سري
بدأ تبادل الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بين حكومة جنوب السودان والمتمردين بقيادة النائب السابق للرئيس رياك مشار، وسط شكوك من إمكانية صمود الاتفاق بين الطرفين، حيث قالت جوبا، إن «قوات التمرد واصلت عملياتها بالهجوم على مواقع الجيش الحكومي، في وقت بدأت أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اجتماع اللجنة الإشرافية على اتفاق وقف الأعمال العدائية، وتوجهت فرق عسكرية فنية إلى جوبا لتحديد نقاط انتشار القوات المتنازعة ومراقبة الاتفاق على الأرض، فيما يصل مبعوث خاص من رئيس جنوب السودان إلى الخرطوم اليوم برسالة خاصة من سلفا كير إلى نظيره السوداني عمر البشير». وقال وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان مايكل مكواي إن «قوات التمرد قامت بشن هجوم على مواقع القوات الحكومية رغم توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية الخميس الماضي في أديس أبابا»، وأضاف أن «الجيش الشعبي سيقوم بمهامه في الدفاع عن نفسه». من جهتها أعلن مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحات حق أمس أن «معارك متقطعة سجلتها قوة البعثة الدولية في عدد من المناطق في جنوب السودان، رغم وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ مساء أول من أمس بين القوات الحكومية والمتمردين، داعيا الطرفين للالتزام بتنفيذ الاتفاق المبرم بينهما»، وقال: «من المهم التزام الطرفين وعلى الفور باتفاق وقف إطلاق النار والأمم المتحدة مستعدة لتقديم مساعدة كبيرة للتحقق من الالتزام في تنفيذ وقف إطلاق النار»، مشيرا إلى أن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ستواصل عملها في حماية المدنيين الذين يتعرضون للخطر، مطالبا طرفي النزاع إلى ضمان الأمان للعاملين مع المنظمة الدولية ومؤسساتها. وكان متحدث باسم المتمردين قد اتهم القوات الحكومية بشن هجوم على مواقع قواته في ولايتي الوحدة في شمال البلاد وجونقلي في شرقها، وعد الهجوم بأنه ينذر بأن اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الطرفين سيواجه عراقيل من الجانب الحكومي. وقد وقع وفدا التفاوض من حكومة جنوب السودان وجماعة النائب السابق للرئيس رياك مشار قد وقعا اتفاقا لوقف الأعمال العدائية بين قواتهما بعد معارك استمرت لأكثر من شهر قتل خلالها قرابة ألفي شخص بحسب تقارير الأمم المتحدة ومنظمات محلية.
إلى ذلك بدأت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس اجتماع للآلية المشرفة على اتفاق وقف الأعمال العدائية بين القوات الحكومية بدولة جنوب السودان والمتمردين، وقد اتفق الطرفان على وضع آلية مشتركة منهما إلى جانب دول الإيقاد لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار ولجنة أخرى لتلقي الشكاوى والتحقق منها، وينتظر أن تصل إلى جوبا فرق عسكرية وفنية إلى جوبا لتحديد نقاط إعادة انتشار قوات الطرفين في مناطق الصراع ولمراقبة بنود الاتفاق. من جهة أخرى يتوقع أن يصل تيلار رينق دينق المستشار القانوني لرئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت إلى الخرطوم اليوم، حاملا رسالة هي الثانية منذ اندلاع الحرب الداخلية في بلاده إلى نظيره السوداني عمر البشير تتعلق بالأوضاع والتطورات التي تشهدها دولة الجنوب، وتعد هي الزيارة الأولى لمبعوث شخصي من كير إلى الخارج بعيد توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية مع مجموعة مشار. إلى ذلك قال فوت بييل مديو أحد العسكريين الذين انشقوا عن رياك مشار وسلم نفسه إلى السلطات الحكومية، إن «النزاع المسلح الذي شهدته دولة جنوب السودان كان صراعا سياسيا بين كبار الساسة في البلاد»، وأضاف «لن نكون جزءا من هذا الصراع ولذلك قمنا بتسليم أنفسنا ووجدنا معاملة كريمة من قبل السلطات»، وقال، إن «رسالته إلى حاملي السلاح إلى العودة وعدم الانصياع وراء أجندة الآخرين».
ومديو هو أحد أفراد الفرقة السادسة للجيش الشعبي لتحرير السودان القوات الحكومية التي انشقت وانضمت لمشار خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكنها عادت وسلمت نفسها للأجهزة الأمنية قادمة من ولاية غرب الاستوائية (جنوب غرب السودان).
من جهته دعا مسؤول أمني رفيع في جوبا حملة السلاح من جماعة التمرد إلى وضع السلاح وتسليم أنفسهم إلى أقرب معسكر للجيش الحكومي، مشددا على التزام الحكومة بعدم الاعتداء على أي فرد قام بتسليم نفسه، مشيرا إلى أن كير كان قد وجه عفوا عاما في وقت سابق لا سيما أن هناك عملية تضليل واسعة قد جرت من قبل قيادة التمرد للشباب بتصوير الحرب التي دارت بأنها قبلية.