..أعلنت دولة جنوب السودان تأجيل مباحثاتها المرتقبة مع السودان، والمقرر عقدها في إثيوبيا، إلى السبت بسبب تأخر وصول رئيس لجنة الوساطة الأفريقية، وذلك في وقت خاضت فيه القوات السودانية معارك ضارية مع مقاتلين في قرية تالودي بولاية جنوب كردفان الحدودية.
وأكد كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم أن الوفد الحكومي لبلاده جاهز للانخراط في اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة مع السودان لمناقشة القضايا الخلافية بين الدولتين. كما أوضح وكيل الخارجية السودانية السفير رحمة الله محمد عثمان أن جولة المفاوضات الجديدة ستبحث مسألة الأمن على طول الحدود بين الدولتين.
وقال أموم، في تصريح لمراسل الجزيرة نت مثيانق شريلو، إن جولة التفاوض تأجلت إلى السبت لاستحالة وصول رئيس الوساطة الأفريقية إلى أديس أبابا قبل هذا التوقيت، مؤكدا سعي بلاده للعمل على وقف الأعمال العدائية والمناوشات وإعادة طرح مبادرة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الساعية لعقد قمة رئاسية بين الدولتين لحل كافة القضايا العالقة.
وتتبادل الدولتان الاتهامات بعد يومين من تجدد الاشتباكات -الأسوأ منذ إعلان جنوب السودان انفصاله عن السودان في يوليو/تموز العام الماضي- بينهما في منطقة هجليج المتنازع عليها، وذلك ما دعا الرئيس السوداني عمر البشير لتعليق زيارته لجنوب السودان التي كانت مقررة في الثالث من أبريل/نيسان المقبل.
وفي السياق، قال وزير الإعلام بولاية الوحدة الجنوبية -الغنية بالنفط- قاركوث قيديون لمراسل الجزيرة نت إن سلاح الجو السوداني لا يزال يواصل عمليات القصف لحقول النفط في المناطق الواقعة بين فارينق وربكونا وأجزاء قريبة من بنتيو بولاية الوحدة، مؤكدا أن الطائرات السودانية تقصف حقول النفط التابعة لجنوب السودان ليلا.
في المقابل قال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية العبيد أحمد مروح إن من حق السودان تأمين حدوده وطرد الجيش الشعبي لدولة الجنوب خارج الحدود السودانية، مشددا على أن تأمين الحكومة لحدود السودان لا يحتاج لإذن من أحد.
وكان البشير قد تعهد بحل كافة نقاط النزاع مع دولة جنوب السودان سلميا، وأكد أن بلاده تريد حل كافة نقاط النزاع وإعادة الأمور إلى طبيعتها ومراعاة مصلحة البلدين في العيش بسلام حيث إن “السودان عازم على المضي قدما نحو إيجاد تسوية سلمية للقضايا المعلقة عبر التفاهم”.
معارك بكردفان
وعلى صعيد مواز، خاضت القوات السودانية معارك ضارية مع مقاتلين تابعين للحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال) في قرية تالودي بولاية جنوب كردفان الحدودية بين الدولتين، وذلك حسبما أكدت مصادر من الجانبين.
وذكر المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد إن القوات السودانية صدت اعتداءات لعناصر تابعة للحركة، لكنه قال إنه لا يملك حصيلة ضحايا الاشتباكات.
في المقابل قالت الحركة إنها قتلت ما يزيد عن عشرين شخصا من القوات الحكومية، وأكد المتحدث باسمها أرنو نغوتولو لودي فقدان أربعة من عناصر الحركة وإصابة سبعة آخرين.
وكانت الحركة الشعبية قطاع شمال السودان وثلاث حركات متمردة في دارفور -هي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناحا مني مناوي وعبد الواحد نور- أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تأسيس تحالف باسم الجبهة الثورية يهدف لإسقاط حكومة الخرطوم.
وتشهد ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق -المتاخمتان لجنوب السودان- اشتباكات دامية منذ عدة أشهر بين الجيش السوداني ومقاتلي الحركة الشعبية، حيث يوجد بالولايتين عشرات آلاف من المقاتلين الذين حاربوا الخرطوم ضمن الجيش الجنوبي أثناء الحرب الأهلية التي انتهت عام 2005 في إطار ما تعرف باتفاقية السلام الشامل في نيفاشا .
وتتهم الخرطوم جوبا بمواصلة دعم المتمردين، وهو ما ينفيه جنوب السودان، مع العلم أن العمليات العسكرية أجبرت في الأشهر الأخيرة نحو 417 ألف شخص على الفرار من منازلهم منهم أكثر من 80 ألفا فروا إلى جنوب السودان، وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة.
…