بسم الله وبإسم الوطن
منبر جبال النوبة الإلكترونى الديمقراطى بالمهجر
بيان
من منبر جبال النوبة الديمقراطى حول تصريحات البشير الأخيرة بالقضارف
يا جماهير شعبنا السودانى الشرفاء بالداخل .. وكافة دول المهجر .. وفيافي الغربة عامة ..
فى الوقت الذى يمر به الشعب السودانى المثابر والصابر بظروف مرحلية حرجة من تاريخ عمره المعاصر ، ولا سيما هناك خارطة سياسية جديدة بدأت ملامحها تتشكل على الساحة السياسية السودانية ، وفى ظل هذه التظورات صارت الخطى تتسارع ببلادنا نحو سدل الستار على نهاية إتفاقية نيفاشا للسلام ، وأصبح شعبنا يترقب بكل حزن وأسى لهذه المؤشرات والدلائل التى تؤكد إنفصال جزء عزيز من هذا الوطن خلال الأستفتاء القادم لحق تقرير مصير الجنوب ، وذلك بسبب تخبط سياسات هذا النظام القائم على الظلم وقهر إرادة الشعب وعدم الإعتراف بحقوق الآخرين.
ومن خلال هذا المنعطف الخطير والهام الذى يمر به السودان الآن وما يعانيه جماهير شعبنا السوداني ، فإذا بالرئيس عمر البشير يطالعنا ويفاجئ الشعب السودانى والمجتمع الدولى وكل المراقبين للشأن السودانى من مدينة القضارف بخيبة آمل وبتصريحات هيسترية غير مسئولة مخالفة للواقع والتاريخ نافياً وجود أى نوع من التنوع الثقافى والأثنى والتعدد العرقى فى السودان حيث قال .. ( بعد إنفصال الجنوب الشريعة ستكون مصدراً للدستور والعربية هى اللغة الرسمية ولا مجال للحديث عن تنوع الأعراق والثقافات ).
يا جماهير شعبنا السودانى الأوفياء:
فى ظل هذه التصريحات الأخيرة .. فإن خطاب الرئيس البشير بالقضارف يؤكد لنا بأن هناك مخطط وإستراتيجية لفرض سياسة الأسلمة والعروبة فى ما تبقى من هذا السودان أو ما تسمى بدولة شمال السودان ، ولن يكون للشعوب الأخرى ذات التنوع العرقى والثقافى والتعدد الدينى فى جبال النوبة ودارفور والأنقسنا والشرق وكوش فى الشمال أى حقوق فى دولة الشمال المرتقبة ، وليس أمامهم أى خيار سوى الإنصهار فى منظومة الإسلاموعربية ، فإستشعاراً بالمسئولية الملقاة علي عاتقنا وخاصة بعد التصريحات الأخيرة للبشير ، فهذه التصريحات تعتبر جهوية وقبلية تؤكد شكل العقلية العنصرية المؤسسية للإسلاموعربية بإقصاء وهضم حقوق الآخرين ، ومهما حاول المؤتمر الوطنى سياق التبريرات حيالها وبشأنها ، بأنها إنفعالات حماسية للرئيس البشير كعادته دوماً ، إلا أنها لا تمت الى الحقيقة بصلة ، بل تصب فى تأجيج نيران صراع الفتنة ، وتعتبر محفزة لإيجاد توتر يؤدى الى عدم الحفاظ على دولة الشمال ، وهذا حديث يؤكد عدم توفر دولة المواطنة والحقوق التى تعترف بالتنوع والتعدد ، وقد يؤدى ذلك الى تمزق وتفتيت هذا السودان الى دويلات وكيانات عديدة بشأن الذين يحدث لهم تجاوزاً بشأنهم بدل البحث عن سبل التعايش السلمى وعدم تأجل النتائج وخلق الذرائع والمبررات ، ولا بد من يقتنع المؤتمر الوطنى العيش فى ظل التعدد والتنوع بين كافة السودانيين بعد إنفصال الجنوب بالتراضى ، بدلاً من إذكاء وتأجيج نيران النعرات القبلية والجهوية.
يا جماهير شعبنا السودانى البطل:
نحن نؤكد لكم فى منبر جبال النوبة الديمقراطى رفضنا التام لتصريحات الرئيس البشير ، لأنه يعتبر حديثاً غير مسؤول ، ولا يفترض أن يخرج من رجل دولة ، وهكذا يكشف لنا المؤتمر الوطنى عن وجهه الحقيقى بعدم قبول الطرف الأخر والرأى الأخر ، وهذه عقلية متحجرة لمثلث دولة حمدى بمنع أى شخص من أهل الهامش بأن يحمل التنوع العرقى والدينى والتنوع الثقافى ، ولا حتى أن يتمتع بالحقوق الإنسانية لو أصبح رافضاً لفرض الشريعة واللغة العربية بالقهر دون أى إرادة شعبية أن يعيش فى دولة الشمال ، التى بدأ يرسم ملامحها الآن أصحاب الهواجس والهوى والعنصرية ، الذين ساهموا فى تشريد وتهجير وتقتيل المواطنين فى جبال النوبة والأنقسنا ودارفور والشرق ، فلذلك نحذرهم من مغبة هذه المهزلة ، والتى ستدخل السودان فى أتون أزمة سياسية جديدة وإشعال لنيران الفتن.
يا جماهير جبال النوبة وجماهير شعبنا السودانى المناضل الجسور:
من هذا المنطلق نوجه تساؤلنا للمؤتمر الوطنى وقياداته وخاصة المتطرفين منهم ما هى جدوى الوحدة والحفاظ على ما تبقى من هذا السودان بتنوعه الثقافى الفريد وتعدده العرقى والدينى التى تتحدثون عنها مقابل هذه التصريحات ، هل أنتم فى تناسى بأن ما تبقى من هذا السودان لن يستمر فى العيش بسلام إلا ظل هذا التنوع والتعدد ، والتى إرتبطت فيها مصالح الشعب السودانى ومصيرهم ببعض ، أم هى محاولة رفع العصا لتخويف المواطنين من أهل الهامش بالإنصياع والإستسلام والخضوع للإستراتيجية الجديدة للإسلاموعربية فى دولة الشمال.
وفى الختام نؤكد لكم فى منبر جبال النوبة الديمقراطى رفضنا التام لمثل هذه التصريحات وتوقيت صدورها ، والتى ستأتى بنتائج عكسية غير مرغوب فيها ، لأنه حديث جهوى وعنصرى لا ينظر الى إحترام رغبة الأخرين ، وهذا سوف يجعل أهل جبال النوبة دارفور والأنقسنا والشرق ونوبة الشمال ينفرون أكثر عن الوحدة والعيش فى دولة الشمال المرتفبة التى أصبحتم تتشدقون بها ، ونحن بدورنا نعتبر هذه التصريحات حديث من أصابه اليأس فأصبح يتخبط فى المواقف والمنطلقات ، ودق لطبول الحرب والتنصل من إدراك حقيقة واضحة بأنه ( لا يستطيع أحد أن يلغى التعدد والتنوع فى السودان ) ، وأيضاً بمثابة دعوة من المؤتمر الوطنى للحرب من جديد وبمثابة إنذار لشعوب الهامش فى جبال النوبة ودارفور والأنقسنا والشرق وكوش ، ولكن تأكدوا إذا إنفصل الجنوب فلن تحلموا بأن يعيش هؤلاء فى ظل سقف دولة تسودها عقلية التطرف الجهوى والعنصرى.
فلذا ندعو الجميع لوضع ترتيبات جديدة لإستمرارية العمل السياسى والعيش بسلام فى دولة الشمال حال إنفصال الجنوب للحفاظ على وحدة ما تبقى من البلاد التمزق والتفتت، ونؤكد فى ذات الوقت حرصنا التام على إلتزام الدولة بالحريات العامةوسيادة حكم القانون والتداول السلمى للسلطة والإعتراف بالتنوع الثقافى والعرقى والتعدد الدينى ودولة المواطنة.
وعاشت جماهير الشعب السودانى … وعاش كفاح ونضال منبر جبال النوبة …….
أمانة الاعلام
25 ديسمبر 2010 م