بسم الله الرحمن الرحيم
قوى المعارضة السودانية ـ القضارف
بيان مهم
*مواطنو القضارف الصابرين:
لقد ظللنا نراقب عن كثب صفوف الغاز والخبز والوقود والمصارف والارتفاع الجنوني لإسعار السلع الأساسية لمعاش الناس ، لم يساورنا أدنى شك في أنكم قد توصلتم لمعرفة السبب الأساسي والذي يتمثل في نظام الإنقاذ الجاثم على صدورنا لقرابة الثلاثين عاما .
لقد وضح جليا لديكم ولدينا أن استمرار هذا النظام الفاسد لن نجني منه إلا وطنا ممزقا وإثنيات متصارعة وجوعا ومرضا ، وما الحال المؤسف الذي آلت إليه عملتنا ببعيد عن الأذهان فلقد كان الدولار يساوي 12جنيها عند انقلاب الإنقاذ ، والآن الدولار يساوي 47000ج ، كان السودان مليون ميل مربع ، ففقدنا الجنوب والفشقة وأطراف ولاية القضارف وحلايب وإشكيت ؛ فما جدوى السكوت على استمرار هذا النظام ؟
إن تعريض مواطني الولاية لهذا الواقع المرير ما هو إلا مقدمة للأسوأ ، وهذا ما عهدناه من هذا النظام في تواليه الانتخابي المزيف ، مما أدخل اليأس في نفوس شبابنا ، ليصبحوا طعاما لسمك القرش ، بل وصدّرنا دماء أبنائنا لتصبح مهرا لقضايا آخرين نظير استمرار هذا النظام الذي يحركه آخرون من خارج السودان وهم يجهلون أي شيء عن شعبه . إنه منذ مجيء هذا النظام بانقلابه المشؤوم حتى الآن لم نأكل مما نزرع ولم نلبس مما نصنع واضمحلت قيمنا وضعفت روابطنا القومية والأسرية وتضاءل حسنا الوطني .
مواطنو القضارف الأحرار:
ما جرى من أحداث مؤسفة بمنطقة الحمرة بمحلية القلابات الشرقية (على وجه التحديد وليس كل السودان) بين أعداد من أهلنا الهوسا وأهلنا اللحويين الجواميس ، ما هو إلا نتيجة لسياسات النظام التي أدت إلى تقلص الأرض ، فقد تسبب النظام في انفصال الجنوب الذي كان عمقا يتحرك فيه الرعاة ، وتخلى عن أراضي الفشقة ، وغمرت مياه سدي أعالي عطبرة وسيتيت الكثير من المراعي ، بل وباعت الحكومة الأراضي التي سوف تسقى من السد للراجحي السعودي البالغة مساحتها مليون فدان لمدة 99 سنة . وتبنى النظام سياسات اقتصادية أدت للتوسع الزراعي العشوائي على حساب المراعي والغابات ، ولجأ للحلول التي لا تراعي الحساسيات الإثنية التي أججها نظام الإنقاذ نفسه .
ولقصر نظر حكومة الولاية وأميتها السياسية الواضحة في قراءة القادم من الأحداث ، في ولاية تعج بالصراعات الخفية ، فإننا نتوقع في حال استمرار سياسة الحكومة هذه أن تطفو الصراعات على السطح وتصبح صراعا مفتوحا ، ولقد قلنا مرارا أن الخطة الإسكانية في القضارف بل وكل السودان هي خطة تستند على العنصرية .
إن للصراع الذي نشب حال استمراره سيكون له ضرر كبير على الولاية عموما وعلى الطرفين المتصارعين على وجه الخصوص لأن الأرض محل النزاع ستكون خارج الاستخدام الاقتصادي والاجتماعي ، كما أن تقييد حركة الجانبين سيتسبب في أثر سالب على كليهما .
إننا إذ نعزي الطرفين ومواطني الولاية وكافة السودانيين لنتمنى للجرحى عاجل الشفاء . نحن نرى أن يكون هنالك تحقيقا دقيقا للحدث بلجنة لتقصي الحقائق تشمل كل الأطراف السياسية والاجتماعية بالولاية دون تمييز ، لإن حكومة الولاية وحدها غير مؤهلة أخلاقيا لصناعة سلام ؛ ومن بعد تقصي الحقائق يجب تطبيق القانون وتحقيق العدالة بمحاسبة المتورطين مباشرة في القتل والمؤججين للفتنة ، ومن ثم تكون المصالحة ، وعلى حكومة الولاية الاعتراف علنا بأنها هي المتسبب الأساسي لهذه المأساة وعليها أن تلتزم بدفع التعويضات وإطفاء الصراع ومنع تمدده . ونهيب بمنظمات المجتمع المدني أن تساعد المتضررين من الطرفين .
وعلى المواطنين الحذر وتفويت الفرصة على الانتهازيين ومؤججي الفتن بترك التناحر فيما بينهم والعمل على إزالة المتسبب في كل هذه المآسي
“معا من أجل صناعة السلام والعيش في كنفه”
قوى المعارضة السودانية بالقضارف
28/7/2018