بيان من أئمة ودعاة وعلماء السودان وحفاظ القرآن دعما للمظاهرات والخروج في الجمع والجماعات حتي الخلاص من نظام الطاغوت الفرعون المتجبر

بيان من أئمة ودعاة وعلماء  السودان وحفاظ القرآن دعما للمظاهرات والخروج في الجمع والجماعات حتي الخلاص من نظام  الطاغوت الفرعون المتجبر
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي :
{طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون } .
َ
صدق الله العظيم.
الحمد لله صدق وعده  ونصر عبده وأعز جنده وهزم ألأحزاب وحده.
الحمد لله قاصم الجبارين ، ومهلك الظالمين ، ومدرك الهاربين من العدالة  ، نكال بالمجرمين , الحمد لله صريخ المستصرخين ، وغياث المثتغيثين الملهوفين ، معتمد المؤمنين , ناصر المستضعفين , والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين , وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
قال تعالي : ” وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر”

والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد ،  يعيش الشعب السوداني في هذه الأيام ظروفاً قاسية ، والوانا من التحديات لم يعشه  شعب قبله في هذا الارض ، وقد خرج هذا الشعب مطالباً بحقوقه العادلة، بل هي الحد الأدنى من الحقوق المستحقة ، مثل ألاكل والشرب والمعيشة ولقمة العيش ، و إتاحة الحرية المشروعة للناس كافة ، وإلغاء القوانين الظالمة ، ومحاربة الفساد  السياسي والإداري ، وإبعاد الأمن الذي تسلط على الناس وأذلهم، وعندما قام أهالي مدينة الخرطوم وطلابها في جامعة الخرطوم بالمظاهرات ،  وتبعتها بعض المدن الأخرى للمطالبة بهذه الحقوق المشروعة ،  جوبهوا بإطلاق النار والهيروات والغاز المسيل للدموع  من قبل رجال الأمن ووقع عدد غير قليل  من الجرحى ، وتعج المستشفيات بالجرحي والمصابين عددنا العشرات منهم حتي ولا زالو ياتون الان ، وامتد يد الغدر ليضرب المتظاهرين بالسواطير والكرباجات من قبل بلاطجة المؤتمر الوطني ،والائمة والدعاة إذ تدين  بشدة الوحشية والبربرية والقسوة ، وتأسف لسفك الدماء المعصومة المحرمة، يقول سبحانه: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} [النساء:93]، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم” الحديث، فإننا نعزي أهالي الجرحي القتلى الذين سقطوا دفاعاً عن حقوقهم المشروعة .
وقد كان ألأجدي  والأجدر بحكومة البشير  أن تصغي لمطالب الناس العادلة وان لاترفع الاسعار بل ترحل كحكومة فاشلة  كما طلب المتظاهرون فورا (( الشعب يريد اسقاط النظام ))  ، فقد عاش الشعب الثائر اليوم  عقوداً من الزمن تحت خط الظلم والفقر والقهروالحرمان ، وصبروا لعل التغيير أن يأتي ، ولكن شيئاً من هذا لم يقع، فخرجوا يريدون العيش الكريم  ، والحياة العزيزة التي كفلها لهم الإسلام، حيث إن أهم مقاصد الشريعة بعد حفظ الدين حفظ النفس وحفظ المال ولم يتحقق شيء من هذا .
شعبنا السوداني ابناءنا وبناتنا  :
1 / الائمة والدعاة  والخطباء والوعاظ كانت تتمنى أن تأخذ الحكومة السودانية  الدروس والعبر مما حدث في البلْدان الأخرى  المجاورة وفي المنطقة العربية فيما سمي  ( بثورات الربيع العربي ) وأن تتنازل عن كبريائها وصلفها وعنجهيتها وغرورها ،  وتقبل بمطالب الشعب المشروعة في الرحيل فورا وتسليم أزمة ألأمور في البلد لحكومة ترضاها الشعب السوداني ،  وتححق مطالبهم المشروعة ، فإن الاستبداد آثاره وخيمة، وعندما تستجيب لمطالب الناس فإنها تقوم بواجباتها التي تحقق لها ولهم الأمن والسلام والتنمية، فإن استمرت بسياسة الظلم فإن سنة الله جارية وستتحقق مراد قول الله سبحانه في القريب العاجل  {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227
تحيي الائمة والدعاة والعلماء  والخطباء والوعاظ وحفاظ القرآن الإصرار القوي والمتواصل لجماهير الشعب السوداني  البطل على صموده في الساحات ، طيلة التسعة أيام الماضية  للمطالبة برحيل النظام ، ونحثهم علي الصبر والثبات وسنكون منذ الآن معهم قلبا وقالبا وأماهم .
ونرفض  استمرار هذا المسلسل من القتل والتنكيل والبظش بالثوار ،  ومحاولة فرض الأمر الواقع بقوة السلاح على الشعب السوداني  الذي شهد الله بصبرهم ، والذي قرر من خلال ثورته الشعبية المباركة من الله  إزاحة هذا النظام الحاكم الظالم .  ووقف رافضا  مواصلة الرئيس الراقص  في المراوغة والتحايل  على مواجهة العدالة الدولية وتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية  ،  والامتثال للقرارات والاتفاقيات الإقليمية والدولية .
وعلي ضوء ما تقدم الائمة والدعاة وحفظة القران والمرشدين والوعاظ يدعون  إلى جملة قرارات  مؤيدة للشعب السوداني:

1 /  تطالب الائمة والدعاة  في هذا السياق وتدعو المنظمات الدولية بتحمل مسئوليتها كاملة  تجاه حماية الشعب السوداني ،من القصف والقتل المنظم من قبل قوات ومليشيات البشير في دارفور والنيل الازق ،  وجنوب كردفان  ، وكل السودان اليوم وفي الايام القليلة القادمة ،  لما تشهده  الساحة من براكين غضب وثورة وغليان ، وإعمال القانون الدولي الإنساني، وتطبيق القوانين والمواثيق الدولية .
2 / بعث الائمة والدعاة بالتشاور والتنسيق مع النشطاء الشباب وعلي رأسهم الزعيم حيدر محمد أحمد النور نائب رئيس حركة / جيش تحرير السودان ، وأحد أهم مؤسسيها ، وعضو الهيئة القيادية العليا لتحالف جبهة القوي الثورية وأحد أهم مفجري الثورة المباركة وقائدها الشبابي النشط والذي ظل يحث الشباب لاكثر من عام ونصف بالثورة وتغيير الاوضاع بعنفوان الشباب كما في الدول والعالم من حولنا وقد تحقق مقصوده فجزاه الله عنا ألف خير  ، وقد  ظل  الزعيم حيدر النور يخاطب العلماء والدعاة والائمة لاكثر من عام ونصف أيضا في المساجد والساحات ، وظل يجابه علماء السلطان بالحجة والمنطق والقران والسنة وصحيح الدين الذي ،و بعثنا وسنبعث  برسالة واضحة  إلى العلماء والدعاة وخطباء المساجد يحثهم فيها على تخصيص الخطب، وإصدار الفتاوى، وتعبئة وحشد الشعب السوداني وشعوب العالم الاسلامي ، لإظهار التضامن مع الشعب السوداني الثائر المظلوم المسكين المقتل والمشرد والضائع  والإدانة للنظام .
3 /نظرا لضيق وقت الزعيم حيدرمحمد النور وارتبطاته اجلت الائمة والدعاة والخطباء والوعاظ محاضرة هامة جدا ، كان من المقرر أن يخاطبها زعامته كما ظل يخاطب وسيكون المحاضرة والخطاب في غضون اليومين القادمين ، نسأل الله أن يوفثقه علي مخاطبتنا .
ووعدنا زعامته بتوجيه خطاب هام ورسالة واضحة  للامة السودانية ، ولجماهير الشعب الثائر ، عبر ألائمة والدعاة والخطباء والوعاظ بالتنسيق مع أبناءنا من النشطاء الشباب ، وستخرج فيها بقول أكثر تفصيلا وتعميما بعد الخطاب التي سننشرها  لوسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية  ما استطعنا لذلك سبيلا .
4 / الايمة والدعاة والخطباء والوعاظ وحفاظ القرآن تترحم علي روح العالم الجليل وأحد أهم الرموز الدعوة الاسلامية ، والدعوة والدعاة في السودان عامة ودارفور خاصة ،  وزالنجي بصفة أخص ، الشيخ والعالم الجليل  محمد أحمد النور المغفور له بإذن الله تعالي ، ونسأل الله أن يجعله مع السفرة الكرام البررة ، بقدر ما قدم للدين وما أعد  من علم وعلماء وحفاظ  قرآن  وخطاب فقد كان الخطيب مدرسة ومعهدا وجامعة ونسأل الله ان ينتفع بما علم وأن لايحرمنا أجره وأن لايفتنا بعده .  وأن يجعله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، ونسال الله لذويه الصبر وحسن العزاء (( إن لله ما أعطي وله ما أخذ وكل شيئ عنده بأجل مسمي فلتصبرو ولتحتسبو))  .
وقد ظل عدد من الائمة والدعاة حضورا جنازته وصلو صلاة الغائب علي روحه الطاهرة مرارا وستبقي تصلي عليه ونترحم وندعو الله  ونتلقي العزاء وتعزي فيه حتي أربعينيته رحمه الله ولن ننساه مابقينا  أحياء .
والائمة والدعاة والوعاظ والخطباء يؤكدون للبشيروحكومته  الاتي :

أولا  : إن قهر الناس وقتلهم دون مطالبهم المشروعة والمكفولة لهم بحق الدين الاسلامي مسلك خطير،  يستوجب غضب الله سبحانه ولعنته ، على فاعله ويجب ان يكفوا عنه قال تعالى “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً” سورة النساء:93 الاية ..
ثانيا : إن مطالب الإصلاح ورحيل النظام فورا ،  وحرية الناس في التعبير والتغيير مطلب مشروع يقره الإسلام، بل وتقره سائر الشرائع السماوية ،  والانظمة الدولية الراشدة كلها .
ثالثا : إنه لمن العار على الحكومات العربية أن تهب  بعض الدول الغربية لنصرة الشعب السوداني ، وتتبني قضياها ،  وتبقى الدول العربية متفرجة ومنحازة أحيانا كثيرة  ،  ولم نسمع لها حتي الآن  قرارا ولا بيانا ولا شجبا  ولا إدانة ولا تنديدا أبدا .
رابعا : إن من  أوجب واجب القادرين من الشعب السوداني الابي  في كل القرى والحضر الأخرى أن ينهضوا جميعا لمحاصرة هذا الطغيان ومجابهتها ، والعمل مع كل الشعب السوداني ،  لفك الحصار عن إخوانهم في دارفور والنيل الازرق  وجبال النوبة ومن يقتلون ويضربون في الساحات يوميا منذ تسعة أيام  ، وتخفيف المعاناة عنهم ، والتبرع بالدم للجرحي والمرضي منهم .
خامسا : إن من أعظم الناس أجرا عند الله يوم القيامة  من قام لسلطان جائر فأمره أو نهاه فقتله  ، ففي الحديث الشريف عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ” رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر” رواه أبو داوود والترمذي وابن ماجه وإسناده صحيح فنرجوا من الله للشهداء الذين صدعوا بالحق أمام هذا النظام الجائر الظالم القاتل  أن ينالوا من هذا الأجر أوفر نصيب .
سادسا : إن من واجب واجبات أمتنا الاسلامية  أن تهب هبة واحدة  لنصرة المستضعفين من الشعب السوداني ومساعدتها للتخلص من قتلتها باسم هذا الدين الحنيف ، كما هبت لنصرة المسلمين في غزة لأن ما يفعله نظام البشير  في حق إخوانكم في دارفور  ، الذي قتل منهم في دارفور وحدها خلال العشرةأعوام الماضية   يفوق خمسة أضعاف ما قتلهم اليهود في كل الصراع العربي الاسرائيلي ،  والمعارك التي جرت بين العرب والمسلمين كلهم طيلة الاكثر من الخمسة والستين عاما الماضية ، ويقتل قي جبال النوبة والنيل الازرق ، ويقتل الآن في الخرطوم وام درمان والقضارف وبورتسودان والنيل الابيض ، والابيض  في وحشيته يفوق وحشية  مافعله اليهود في غزة والضفة الغربية ، وشبه جزيرة سيناء ، وجنوب لبنان وكل حروبهم الشرسة مع المسلمين والعرب في المنطقة العربية بأسرها   .
سابعا : تدعو الائمة والدعاة والعلما والوعاظ كل  أهل العلم ، والمصلحين والدعاة في السودان وخارجها ،  القيام بواجباتهم الشرعية والعملية في قيادة أمتهم وتسديد مسيرتها، وتوجيهها نحو أعدل السبل وأقوم الطرق والتصدي للباطل ، والوقوف مع الحق التي بها يصلح حال البلاد والعباد، متحرين في ذلك رضا ربهم ،لارضا السلطان  ومراعين فقه واقعهم، دون حيف أو خوف .
ثامنا  : نناشد نحن أئمة ودعاة السودان وحفاظ القرآن منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي , والمؤسسات الأهلية وكل شرفاء الأمة التحرك العاجل لنصرة الأطفال والنساء والعجزة والمسنين في دارفور ، وجبال النوبة ، والنيل الازرق ، ومن يقتلون في الخرطوم وفي كل مكان  ، لا لشيئ الا لانها قالو لا للظلم  ..  ونناشدهم بعدم التخاذل والتواطؤ مع النظام السوداني التي ارتكبت جريمة الابادة الجماعية والتطير العرقي  ، والسلب والنهب والفساد وغيرها من جرائم هذا النظام  المجرم التي ارتكبت كل الجرائم بحق هذا الشعب السوداني الابي الكريم .
تاسعا : يجب على المسلمين في كل العالم الاسلامي والعالم أجمع الدعاء لإخوانهم في السودان ،  بالصبر ، والثبات حتي تفريج الكربة والنصر ،  على نظام البشير وزبانيته وكل من أراد بهم شرا فإنما  “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتفق الحيث من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه .
الائمة والدعاة والعلماء والوعاظ وحفظة القرآن الكريم في السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *