حركة العدل و المساواة السودانية و حركة/جيش تحرير السودان – م.م
بيان مشترك حول اجتماع أم جرس
دعا الرئيس التشادي إدريس دبي، بالتنسيق مع رأس النظام في الخرطوم، بعضاً من أعيان قبيلة الزغاوة السودانيين، و ثلة من عملاء نظام الخرطوم، إلى لقاء في مدينة أم جرس التشادية في الفترة من .. إلى .. لإملاء ما يراه من حلول للقضية السودانية. و إزاء هذا الأمر العجيب المريب، تودّ حركة/ جيش تحرير السودان بقيادة القائد مني أركو منّاوي و حركة العدل و المساواة السودانية توضيح الآتي:
1- ترحّب الحركتان بأي جهود إقليمية أو دولية للتوسّط في حل المشكل السوداني وفق ضوابط و شروط الوساطة المعمول بها دولياً، و على رأسها الحياد التام، و عدم التدخل في الشأن الداخلي للبلاد إلا في حدود ما يأذن به طرفا النزاع.
2- أعطت الحركتان و غيرهما من قوى المقاومة السودانية لجمهورية تشاد، بحكم الجيرة و أواصر الدم و التاريخ المشترك بينها و بين السودان، فرصاً ذهبية للمساهمة في حل قضية السودان في دارفور؛ إلا أن إصرار الرئيس إدريس على فرض ما يراه من حلول جزئية ضيّقة على قوى المقاومة، و انحيازه الكامل إلى طرف نظام الإبادة الجماعية، أضاعت الفرصة على جمهورية تشاد، و أفقدت رئيسها الحالي أهلية الوساطة في القضية السودانية.
3- ترحّب الحركتان بأي جهود أو مساهمات في تنمية دارفور، إلا أنهما تشكّان شكّاً شديداً في جديّة هذا الحديث و في هذه المناسبة تحديداً، و لهذا الشك ما يبرره، إذ أمضي الرئيس إدريس في حكم جمهورية تشاد ما يقرب من ربع قرن من الزمان و لم يشهد إقليم دارفور أي مساهمة له في تنمية الإقليم فكيف لأهل الإقليم يصدّقوا أن للرجل نيّة صادقة للمساهمة في تنمية إقليمهم. و بالتالي، ترفض الحركتان هنا أي محاولة لاستخفاف بعقول الأهل، و دغدغة مشاعرهم، و إيهامهم بشعارات و وعود جوفاء يعلمون سلفاً أن قائلها لا يعني ما يقول، و أن تاريخه خير دليل على غياب المصداقية في وعوده بالتنمية.
4- قضية السودان في دارفور قضية وطنية تُعنى بالحريات، و سيادة حكم القانون، و المواطنة المتساوية، و العدالة في تقاسم السلطة و الثروة، و غيرها من القضايا الوطنية الكلية، بجانب معالجة إفرازات الحرب من دمار و لجوء و نزوح، و إشكالات التنمية غير المتوازنة في الإقليم؛ عليه؛ يحقّ للرئيس إدريس أن يتحوّل إلى زعيم قبيلة أو فرع منها إن أراد، و لكن عليه أن يعلم أنه ليس بالإمكان حل قضية السودان بإختزالها إلى قضية إقليمية ناهيك عن محاولة تقزيمها في مطالب إثنية واحدة. كما أن أبناء قبيلة الزغاوة في السودان سودانيون، و لهم إسهاماتهم في بناء السودان على مر التاريخ، و لهم إرتباطاتهم الاجتماعية و السياسية المصيرية بمجتمعهم، و من غير المجدي محاولة عزلهم عن محيطهم الاجتماعي بإملاء خارجي.
5- درج الرئيس إدريس على التدخّل عسكرياً في الشأن السوداني الداخلي، و التّعدي على حرمة أراضيه. و قد هدد مجدداً في لقاء أم جرس، و أعلن عن عزمه شنّ حرب ضروس على الحركتين إن لم يخضعا لشروطه في حل القضية السودانية في إطار مطالب إثنية ضيقة. و لا شك أن هذا السلوك المخالف لكل القوانين و الأعراف الإقليمية و الدولية، يضع الرئيس إدريس تحت طائلة القانون باعتباره شريكاً أساسياً في الجرائم التي ارتكبها و ما يزال يرتكبها نظام البشير العنصري في دارفور و أطراف أخرى من السودان. و إذ تستهجن الحركتان هذا التهديد و تدينانه بشدّة، تطالب الحركتان الأمم المتحدة و المجتمع الدولي النهوض بمسئولياتهما في حماية سيادة السودان و استقلاله من التدخل الأجنبي السافر في شأنه الداخلي.
6- تدعو الحركتان قوى المعارضة الوطنية، و كل الوطنين الحادبين على سيادة السودان و استقلال قراره، إلى الوقوف بصلابة في وجه تدخّل الرئيس التشادي في الشأن السوداني، و سعيه للإبقاء على نظام الإبادة الجماعية جاثماً على صدر الشعب رغماً عن أنفه، و ذلك بتجزئة القضية السودانية، و اضعاف المعارضة بشنّ الحرب علي طرف أساسي منها.
7- تعبّر الحركتان عن احترام الشعب السوداني لشقيقه التشادي، و تقديره الخاص لأواصر الرحم و التاريخ و المصالح و المصير المشترك، و تؤكدان أن هذا الاحترام و التقدير قائمان حتى و لو أساء بعض الأنظمة الحاكمة في البلدين إلى هذه العلاقة. فالعلائق بين الشعوب أقوى و أدوم من أن تزيلها نزوات الحكّام.
هذا ما لزم توضيحه و السلام،
مني أركو مناوي د. جبريل إبراهيم محمد
رئيس حركة/جيش تحرير السودان رئيس حركة العدل و المساواة السودانية