بسم الله الرحمن الرحيم
بيان للرأي العام وكل دعاة السلام الاجتماعي وحقوق الإنسان:
ماذا يجري في معتمديه شعيرية بولاية جنوب دارفور؟؟؟؟
ظلت محافظة شعيرية بولاية جنوب دارفور طيلة الحقب الماضية تمثل دارفور مصغّر بل سودان مصغّر لما تتمتع به من تعدد قبلي وعرقي وثقافي، ساهموا جميعاً طيلة تاريخ المنطقة عبر الحراك الثقافي والاجتماعي والاقتصادي في تكوينها الجغرافي بشكلها الحالي، فكانت التمازج الفريد، وأصبح الجميع لهم الحق التاريخي في تأسيس، وبناء المنطقة، ولا يدّعي أي قبيلة بأحقيتها العيش منفرداً بالمنطقة أو محاولة إبعاد،أ وتهجير القبائل الأخرى.
لقد تابعتم مسلسل الأحداث المأساوية التي شهدتها منطقة شعيرية / بولاية جنوب دارفور، في الفترة الماضية. وهي محاولة تهجير قسري منظمة لعناصر قبيلة معينة عبر سياسات الأرض المحروقة من قبل مليشيات قبيلة البرقد . ولكن السؤآل المهم هو ماذا نفسر صمت الحكومة المركزية للذين يتعرضون للتقتيل والتهجير ألقسري المنظم؟ وهل هذا العمل يتم بمباركتها ، وآخرين يلعبون دور بالوكالة عنها في تنفيذ أجندتها؟.
لقد ظلت حكومة ولاية جنوب دارفور تنظم انعقاد المصالحات الصورية التي لا تحق حقاً ولا تجبر ضرراً، بقدر ما تريد أن تصرف أنظار الرأيين المحلي والعالمي عن حقيقة ما يدور على الأرض .
لقد تم انعقاد عدة مؤتمرات صلح بين المكونات الاجتماعية المختلفة دون جدوى من تحقيق النتيجة المرجوة منها، ومن ضمن تلك المؤتمرات ، المؤتمر التي عقد في عهد الوالي السابق: الحاج عطا المنان ،والخاص بالصلح بين قبائل منطقة شعيررية{البرقد والزغاوة والمسيرية} والمتابع يعلم أن ذالك المؤتمر قد فشل في تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي في المنطقة ،وذالك لعدم جدية الحكومة في عقد مؤتمرات صلح حقيقية ، ومحاباتها لقبائل بعينها ودعمها ضد القبائل الأخرى، فكانت من ضمنها دعم قبيلة البرقد ا عسكرياَ بعدة وعتاد تفوق مقدراتها القتالية ، فنفذوا غارتين إلى منطقة(مهاجرية) في العام2006 بغرض تهجير إثنيات معينة منها ، وبعد فشل تلك الغارتين بدأت تلك المليشيات بإتباع سياسة الاختطاف والاغتيالات على مسمع ومرأى من الجهات الرسمية في الولاية والمركز.
لقد تابعتم الهجوم الغادر التي قام بها مليشيات:موسى جالس آدم يعقوب، ناظر قبيلة البرقد المدعوم من قبل الحكومة على قرى( منطقة أمان الله) في 20/10/2009بأقصى شمال حدود معتمديه شعيرية بغرض تهجير أهلها بحجة أنهم لا يدعمون الناظر: موسى جالس سياساً وهو يطمع أن يكون ممثلاً للمنطقة في الانتخابات القادمة خاصة أنه قد أخفق من قبل في كسب أصوات أهالي تلك المنطقة بفعل سياساته العنصرية، الإقصائية، .فكان نتاجاً لذالك أن نزح أهل تلك القرى إلى منطقة ( شنقل طوباية)، وهنا لابد لنا أن نشيد ب (شرتاي) منطقة( شنقل طوباية) لما قام به من جهود جبارة للسيطرة على الوضع هناك وأجرا صلح بين القبائل في تلك المنطقة بالتعاون مع أعيان الإدارات الأهلية بالمنطقة ، وكادت تلك البادرة أن تنجح لولا تدخل الناظر: موسى جالس ناظر قبيلة البرقد برفض أي صلح أو حتى هدنة ، ليس هذا فحسب بل طلب من السلطات الولائية باعتقال ممثل الإدارة الأهلية لقبيلة البرقد في المنطقة وهو : محمدين سليمان المشهور ب(ودبير). والذي تم اقتياده إلى رآسة الولاية حيث تم أعتقالة هناك قبل أن يطلق سراحه بشرط عدم مغادرة مدينة نيالا رآسة ولاية جنوب دارفور، وأيضا لابد لنا أن نشيد بدور بعثة ( اليوناميد) بالمنطقة والحادبين من أبناء البرقد اللذين ما زالوا ينشدون السلام الاجتماعي في المنطقة ، ولكن ما زالت كل محاولاتهم تصطدم بتعاند الناظر :موسي جالس الذي ينفذ أجندة هو نفسه لا يعلم محتواها .والغريب في الأمر أنه سافر ضمن الوفد الشعبي لمنظمات المجتمع المدني لمفاوضات الدوحة الأخيرة، وبدلاً من أن تبارك حكومة الولاية المساعي الحميدة التي يقوم بها الحادبين على مصلحة المنطقة من أبنائه في أقرار الصلح بين مكونات المجتمع المدني بالمنطقة ، ظلت تماطل في اتخاذ القرارات الداعمة لمجهود تلك المجموعات وتعتقل البعض منهم على سبيل المثال العمدة: محمدين سليمان(ودبير) عمدة قبيلة البرقد بمنطقة نقيعة كما أشرنا. كما وأننا نجد أن الوالي لا سلطة له في إنزال بعض من مبادراته التي أطلقها مؤخرا وإلزام أطراف النزاع الالتزام بها. وإلا فماهوالمبرراً المنطقي لتحدي الناظر: موسى جالس للوالي عندما دعي من قبل الأخير للجلوس والتفا كر في شأن أجرى تصالح في المنطقة؟ وكأن الحكومة فوضته للعب دور صوري بالوكالة عنها في رفضه للصلح ، والإستقواء بالحكومة نفسها ، والدليل على ذالك ما قاله الناظر: موسى جالس في منطقة (نقيعة) مخاطباً لمليشيا الإرادة الشعبية التي تقاتل إلى جانب الحكومة بقيادة المدعو: إبراهيم سليمان الشهير(أبضر) :
* أنه لا يريد أي سلام أوهدنة مع قبيلة الزغاوة .
*أنه يخرج أفراد قبيلة الزغاوة من حدود معتمديه شعيرية إلى حيث أتى أسلافهم .
*أنه لم يفوض أحد بإجرى أيّ صلح،أو هدنة،في المنطقة وأنه الوحيد المفوض بذالك من قبل حكومة المركز. ونعت أفراد قبيلة الزغاوة بأنهم بذرة نتنة يجب اقتلاعها.
*طمأن الحشد بأن الحكومة المركزية متفق معه تماماً في كل ما ذكره، وبالتحديد وزير الدفاع ، ووزير الداخلية.
*و بعد حديثه قدم أحداً من مرافقيه وعّرفه بأنه من الاستخبارات العسكرية، وأمن هذا الأخير على حديث موسى جالس وزاد عليه أنهم على إتصال مباشر مع قائد الإرادة الشعبية: إبراهيم سليمان لتنفيذ كل المهام الموكلة إليهم من قبل حكومة المركز،و طمأن الحضور أن الطائرات العسكرية جاهزة متى ما طلب قائد مليشيا الإرادة الشعبية .
وفي اليوم الثاني حلّقت سرب من الطائرات العسكرية(أبابيل) على سماء المنطقة بصورة استفزازية و زرع الرعب في نفوس المواطنين ، موكداً مما لايدع مجالاً للشك أن ما ذكره الناظر: موسى جالس هو حقيقة.
وفي لختام هناك سؤال هام هو: ما هو الدور المشترك بين الحكومة والناظر موسى جالس؟
وسنجيب على هذا السؤال لاحقاً.
والله المستعان
8/12/2009
لجنة مراقبة السلام الاجتماعي بولاية جنوب دارفور
Oversight Committee for social peace in South Darfur
[email protected]