بيان صحافي من المرشحة المنسحبة

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحافي من المرشحة المنسحبة
من منصب الامين العام بحزب الامة القومي

في اجتماع الهيئة المركزية التاريخي لحزب الامة القومي والذي انعقد في ظروف حرجة وبالغة التعقيد من تاريخ الوطن وفي وقت دقيق يمر به الحزب وهو يعمل على لم الشمل الداخلي ورتق النسيج الوطني والحفاظ على التماسك الاجتماعي والسيادة السودانية، خلا منصب الامين العام للحزب. فرأى قيادات الجهاز الرئاسي بالحزب ملأه بالتراضي درأا لأي اختلافات تصرف الانظار عن القضية الوطنية او تشتت الجهود، خاصة وان الحزب يعد لمؤتمره العام الثامن والذي يحين موعده بعد عام، والذي من شأنه اعادة النظر واجراء الانتخابات على كافة المواقع والتسكينات الدستورية بالحزب. فتمت تسمية الامين العام على هذا الاساس وبهذه الروح الوفاقية الرضائية.
رغم ذلك إلا ان بعض الحبيبات يؤازرهن بعض الاحباب رأوا ضرورة تثبيت حق المرأة في القيادة على قمة الجهاز التنفيذي بعد ان اثبتت دورها في ريادة النضال والثبات على الموقف وتقدم الصفوف في كافة الحقب منذ تكوين الحزب في اربعينيات القرن الماضي. ولذلك قمن بترشيحي وتثنية ذلك الترشيح دون مشاورتي.
وإنني إذ أحمد للنساء والرجال الذين قاموا بالترشيح ترسيخهم لقيم العدالة والديمقراطية في حزبنا. وأعتقد في أهمية ما قاموا به لتذكيرهم وتثبيتهم لأحقية النساء في تقدم الصفوف واهليتهن للتقدم لكافة المناصب العليا. فإنني قد انسحبت من الترشيح تحقيقا للوفاق والرضى في صفوف الحزب في هذا الوضع الحساس، وليس لنقصان في الأهلية أو ضعف في الاستحقاق، أو تأخيرا لنيل حق واجب ومستحق.
فالنساء وان اختصهن الفكر المحدود بالمواقع الخدمية في الدولة ووزاراتها، التي برعن وانجزن فيها، إلا انهن الأحق بالمواقع السيادية في الدولة ووزاراتها: الداخلية، المالية، العدل، الدفاع، والخارجية. بواقع تجربتهن في الحياة وتأهيلن. فهن اللواتي يدبرن ويحمين ويدرن الامور بالحصافة والدبلوماسية ويوازن بين الامور بالعدل والاحسان والرفق يوميا وكواجب حياتي في المدن والارياف، في مناطق السلم وفي أماكن النزاع والقتال التي تمددت في أرجاء السودان، الوطن الذي وصل لحالة من الوهن وصار في أمس الحاجة لهن ولقدراتهن.
و أقول آن الأوان للنساء في الحزب ان يتقدمن الصفوف على أعلى المستويات، بما فيها رئاسة الحزب. كما آن للحزب ان يثبت ما يقول عن دور المرأة وحقها بيانا بالعمل؛ وليس الاكتفاء بتسكينها كمساعدة او نائبة او امينة لأمانات وقطاعات ودوائر تنمية المرأة فقط، بل على قمم الاجهزة في المركز والولايات.
وآن للنساء ان يحتلن مواقعن في ادارة الحياة كما قرر دين التوحيد والعدالة والحرية في محكم التنزيل. فالعدل هو التوازن، والعدل هو احد ركائز الحكمة التي هي ضالة المؤمن، والعدل هو أساس الحكم والملك. وآن لنا أن نحارب الظلم في كل صوره، فالاخذ ببعض الكتاب وترك بعضه هو سبيل الضالين. والظلم ظلمات يوم القيامة، كما أن الظلم هدام. فلنقوم بالعدل بصورة شاملة فنحن أحوج ما نكون لمجهوداتنا ومقدراتنا وامكانياتنا ومعارفنا جميعا رجالا ونساءا من اجل وطن نحبه ولاجل شعب نجله ومن اجل ابناء وبنات نريد لهم ولهن الافضل. والله ولي التوفيق
مريم الصادق المهدي
.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *