بسم الله الرحمن الرحيم
حركة العدل والمساواة السودانية
امانة إقليم دارفور
بيان حول استهداف معسكرات النازحين واللاجئين
المتابعون لأوضاع اقليم دارفور يعرفون الطريقة الفجة والساذجة التي ظل ولاة ولايات دارفور يتعاملون بها مع موضوع العودة الطوعية للنازحين واللاجئين ، فقد أصبح مادة للولاة السابقين والحاليين يسمسرون فيها ويتزلفون بها تقربا لاسيادهم في المركز الذي تولي كبر قتل وتشريد وحرق القري في دارفور ، ونتج عنه معسكرات النزوح واللجوء الحالية ، وهي تقف شاخصة وشاهدة علي فداحة الجرم الذي ارتكب في حق شعب اعزل ، تمثل في الابادة الجماعية، جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية .
كل محاولات الولاة الانتهازيين في السابق ومن لف لفهم تكسرت علي صخرة الوعي الجمعي للنازحين واللاجئين ، وفشلت فشلا ذريعا في تفكيك هذه المعسكرات ،ولم يتركوا حيلة إلا لجأوا إليها ، و اخيرا تفتقت عبقرية رئاسة الجمهورية ممثلة في البشير ونوابه ، عن محاولة مباشرة تخطوا فيها الولاة عسي أن تفلح في طمس آثار جرائمهم الفظيعة ، فانتدبوا لهذه المهمة ابراهيم السنوسي مساعد رئيس الجمهورية ليجرب المجرب ، ورصدت له أموال طائلة لا لتقديم الخدمات الملحة للنازحين ولكن لشراء ذمم بعض القيادات القبلية داخل المعسكرات وخارجها ، وتم توفير العديد من العربات الإدارية بلوحة رئاسة الجمهورية، ولضمان سرية هذه التدابير تم ربطها مع جهاز الاستخبارات العسكرية.
ظللنا نرصد هذه التحركات منذ عدة شهور ، يوما بيوم في نيالا والجنينة والولايات الأخري ، وكنا موقنين بفشلها ، لان عوامل الفشل كامنة في الفكرة وتدابيرها .
تأتي هذه الخطوة ، كحلقة من حلقات التآمر علي ضحايا العنف الحكومي المستمر من 2003 وحتي الآن ، إلا أنها فشلت كسابقاتها ، لذا نود نشير الي الاتي :-
1/ أن العودة الطوعية للمهجريين قسريا ، استحقاق اصيل ، وله معاييره الدولية المعروفة ، وكان جندا حاضرا في كل جولات التفاوض ، فماذا يعني أن تبذل الحكومة كل هذه المجهودات وتصرف كل هذه الأموال سوي الالتفاف علي التفاوض ، والتهرب من دفع هذا الاستحقاق الذي يتلخص في تهيئة مناطق النازحين واللاجئين الاصلية لاستقبالهم ، وتوفير الأمن اللازم ، وتعويضهم تعويضا فرديا وجماعيا لجبر ما وقع عليهم من ضرر.
2/الشيخ ابراهيم السنوسي لم يكن جزءا من الحكومة لحظة وقوع أحداث القتل والنهب والتشريد ، إلا أنه باقدامه علي هذه الخطوة ، سقط سقوطا مدويا في امتحان المصداقية وأصبح جزء لا يتجزأ من الجلادين الساعين لطمس آثار جرائم الابادة الجماعية والتستر عليها.
3/نقول لأهلنا النازحين واللاجئين ، معلوم أن وضع هذه المعسكرات أصبح غاية في البؤس ، وان البقاء فيها ينضح مرارة وشقاء ، إلا أن الذي اخرجكم اول الأمر من دياركم كان أشد ، وصبرتم لفترات ليست بالقصيرة، وتبقي منها القليل ، لان الأوضاع الأمنية في مناطقكم مازالت علي حالها ، حيث انتشار السلاح والمليشيات المستوطنة باراضيكم ، لذا فلا بديل للصبر إلا الصبر حتي تعودوا عودة كريمة تليق بكم.
4/نقول لضعاف النفوس الذين يتاجرون بمعاناة أهلهم وقبائلهم مقابل حفنة من مال ، كفوا عن هذا الصنيع ، فقد انكشف أمركم وعرفكم القاصي والداني ، ولو اردنا تأكيد ذلك بنشر اسمائكم لفعلنا ، أهل المعسكرات يعرفونكم بالتحولات الظاهرة والمفاجئة في اوضاعكم الاقتصادية ، كفوا عن التآمر مع المتامرين علي أهلكم قبل أن يأتي يوم الحساب حيث لا عذر لمن أنذر .
5/ نصيحتنا للحكومة المركزية (أن تبقي لها عمر ولا اظنه ) أن تأتي البيوت من أبوابها ، فالعودة الطوعية وقضايا النازحين واللاجئين مكانها طاولة التفاوض ، وليس التسلل خلسة ومن الأبواب الخلفية للمعسكرات ، ومحاولة استمالة البعض بشراء الذمم.
سنظل نرصد وبالدقة اللازمة اي محاولة من هذا القبيل ، وان انتقلت اليتها من السنوسي الي كبر أو أي شخص آخر ، وسنسعى لافشالها لأنها غير أخلاقية و لا تمثل النازحين واللاجئين وخصما علي مصلحتهم الحقيقية وحقهم في العودة بعزة وكرامة
ولا نامت أعين الجبناء
ابراهيم عثمان
امين الإعلام والناطق الرسمي بأمانة الاقليم
26.1.2019
تسقط بس