بيان الجتمع المدني الدارفوري بالخرطوم حول الاستفتاء على الاقليم وانشاء ولايات ومفاوضات الدوحة

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الجتمع المدني الدارفوري بالخرطوم حول الاستفتاء على الاقليم وانشاء ولايات ومفاوضات الدوحة
بيان المجتمع المدني الدارفوري – الخرطوم
في صمت صاعق ذهب الجنوب منفصلاً ، ما تعلمنا كيف نحترز ليسلم من بعد الوطن . فعلى خطى خطاياها تُرسم وتُدار أزمات الوطن ، فنغفل مخاطر الاستمرار في تقطيع وصائل الوحدة  بالحرب !
غابت الارادة لحل ازمة السودان في دارفور ، وعم التخبط وسوء المقصد كل تدابير الحل ، تارة بالمراوغة ، وتارة بالمجاهلة ، وتارة بالمخادعة ، ظناً بأن المطاولة و التفتيت و التفريق منهك ومستنزف و تقود لنسيان الحقوق و الى التزلف و قبول حلول تُصنع لتحفيز الفئات والافراد ولا تحل مشكلة عامة اهل الاقليم . بيد ان الانهاك في حقيقته انهاك لوطن اسمه السودان ، ما ذاق الاستقرار منذ الاستقلال ، وذهب ثلثه بفشل التدبير ، و ما تبقى منه سقيم معتل بذات العلل ، و قادته ما يتعلمون أن مصاريف الحروب خسارة لانها تفني وجود الوطن الذي يحرصون ان يكونوا حكامه بكل حال.
تابع المجتمع المدني بكل أسف إجراءين تواليا  في ظرف لم ترع فيه التغيّر في المحيط الاقليمي و الاحتقان في الداخل ، الاول اجراء الاستفتاء حول الاقليم الواحد خلال ثلاثة اشهر ، و الثاني انشاء ولايتين و بإسمين باعثين للفتنة لاحيائها مخطط قديم يهدف التنكر للتاريخ بتغيير اسم الاقليم لتتذكي النزاعات القبلية وتتكرس سياسات تفريق ابناء الاقليم و منع توحدهم .
يرى المجتمع المدني أن الاستفتاء و انشاء الولايات الجديدة ؛ قبل التوصل لاتفاقية السلام ؛ يقصد بهما الاحاطة بقضايا الخلاف و افراغها من المحتوى ، و فرض رؤية طرف بقوته و بالاستباق ، و بتوظيف الظروف لاخراج النتائج تزويراً بالشكل الذي يريده هذا الطرف . ويعرب المجتمع المدني عن خشيته بأن حل الازمة عبر التفاوض لم يعد الخيار ، و ان خيار الحرب عاد مرة اخرى ، خاصة و ان هناك تصعيدا حربياً في مناطق جبل مرة الآهلة و المكتظة بالسكان . و يرى المجتمع المدني ان الوقت قد حان لاتخاذ قرار حاسم و نهائي بحل قضية دارفور بالتفاوض فقط  ، و ترك المزاوجة بين الحلّين التفاوضي و الحسم العسكري لتعارضهما موضوعياً . فمصلحة الوطن في انتهاج حل يتعاون فيه الاطراف و يبتعدان عن تسجيل النقاط و المكاسب المحدودة .
إن المجتمع المدني حريص على نجاح منبر الدوحة ، وهو وجل من كل خطوة  تُعرّض الوساطة للفشل ، و يدعو أولا الى تعزيز النجاح بنظر الاطراف للمجتمع المدني كشريك في بناء السلام ، و أن رؤيته يتغلّب و يكون مرجعيا في قضايا الخلاف . وثانيا بجعل اجراءات السلام سليمة من ناحية شمولها لكل الاطراف ، و في هذا الاطار يبارك المجتمع المدني التقارب و تنسيق المواقف ما بين حركتي التحرير والعدالة والعدل والمساواة ، ويحث حركة التحرير بقيادة عبد الواحد وكل الحركات الاخرى للالتحاق بمسيرة الحل التفاوضي للازمة . ويطلب المجتمع المدني من الحركات جميعا ؛ التوافق حول موقف تفاوضي واحد و وفد تفاوضي واحد باسرع وقت ممكن . وبالنسبة للوساطة ؛ فإن المجتمع المدني الدارفوري يقدّر ويثمّن جهدها المضني من اجلنا و يشدها للنجاح والتوفيق بالمحافظة على ثقة اطراف النزاع بالتزام العدالة والتمكين على احقاق الحق . والمجتمع المدني يؤكد للوساطة انها ستستقوى به فالمجتمع المدني صاحب حق و قضية و سلطة عرفية على ابنائه في الحركات .
قال تعالى ( والله يدعوا الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم ) صدق الله العظيم .

آلية المجتمع المدني الدارفوري بالخرطوم – 12 / مارس / 2011 م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *