بسم الله الرحمن الرحيم
بيان أبناء المعاليا بالمهجر
ترحيبا بمؤتمر الصلح بين المعاليا والحمر
نُرحبُ نَحنُ أبناء المعاليا بالمهجر بإنعقاد الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر الصلح بين قبيلتي المعاليا والحمر اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2014م بمدينة الفولة حاضرة شمال كردفان بمبادرة من أهلنا المسيرية مؤكدين حرصنا على دعمه والمضي به الي نهايات إيجابية تضع حدا ونهاية ابدية للحرب والإقتتال بين أهلنا المعاليا والحمر الذين إقتسموا العيش والتعايش الإجتماعي بسلام عبر مئات السنين. فليكن مؤتمرا حقيقيا للصلح نُعِيدُ عبره بناء اللحمة لمكوناتنا الأجتماعية لأننا شعبا واحدا يجمع بيننا الدم والملامح والتاريخ والتراث والثقافة والفلكلور الشعبي وحتى الاساطير، تلك المنظومة المادية التي شكلت وجودنا المادي ووعينا الإجتماعي الذي تخلقت في رحمه ثقافة التعايش السلمي المتجلية في علاقات الدم والزواج والتداخل المناطقي.
نُعبر نحن أبناء المعاليا بالمهجر عن ثقتنا في وعي وإرادة و حكمة قيادتنا الأهلية والشبابية التي تعرف قيمة و تهتم بتاريخية العلاقة مع اهلنا الحمر، وقد جاءت وفودنا الي الفولة بقلوب مفتوحة وعزيمة رجال صادقة وحريصة على ضرورة صيانة هذه العلاقة عبر العمل الجاد للوصول الي سلام عادل وقابل للحياة والديمومة بالوضوح والشفافية والمصداقية للكشف عن ماهية هذا الصراع و حقيقة أسبابه. قيادة إدارة قبيلة المعاليا وإدارة قبيلة الحمر ظلتا على إتصال وتواصل لم ينقطع أبدا بغرض تحقيق مصالح أبناء القبيلتين وحقهم في الحياة وفي الأمان والسلام الذي هدمته عناصر معروفة لها تحالفات ومصالح مع جهات لا تريد للقبيلتين العيش بسلام ولن تشتري الأمان والمستقبل لأبناءنا لذا نناشدكم أيها الوسطاء والمؤتمرين ان تغلبوا العقل والحكمة والإرادة الحقيقية في تناول المشكلة وتوصيفها ومعالجتها بهدف الوصول الي صلح نهائي وعادل يعيد المنطقة الي تلاحم نسيجها الإجتماعي ويساعدها على تجاوز الجراحات بالمصراحة وبالحقيقة والصلح على أسس التعايش السلمي وومبادئ المصير المشترك في أرض لن تبخل علينا بالكثير إذا ما إنصرفنا للتنمية وبناء قيم التعايش السلمي المستدام.
ومن هنا نناشد نحن أبناء المعاليا بالمهجر الوساطة ” أهلنا المسيرية وحكومة شمال كردفان ” ان تعمل بحكمة وحرص على توفير الشروط الموضوعية التي تقود الي إنجاح مؤتمر الصلح، الشروط التي تتمثل في تحاشي تمثيل اي عناصر من ولاية شرق دارفور غير المرحب باي دور لها ربما تريد ان تلعبه في هذا المؤتمر وذلك لوضوح موقف قبيلة المعاليا من ولاية شرق دارفور (الوكر ) الذي إنطلقت منه عشرات الآلاف من مليشيات الرزيقات من الجنجويد وقوات الدعم السريع وأبوطيرة من داخل مدينة العنصرية (الضعين) وعلى مرأي ومسمع ولاة الولاية ورجال الدولة في الأجهزة الأمنية والقوات النظامية بالولاية وإرتكبت فيها مليشيا الرزيقات المدعومة من عناصر شرطة الضعين وابي جابرة أبشع المجازر التي ترقى الي جرائم ضد الإنسانية ، جرائم إبادة جماعية ضد المعاليا في كل قرى المعاليا ومدنها فقتلت المئات من منسوبي قبيلة المعاليا بينهم نساء واطفال تم ذبحهم بوحشية ومخلفين مئات الأرامل وآلاف الايتام.
ونحن أبناء المعاليا بالمهجر إذ ندعم قرارات أهلنا المعاليا وخياراتهم في مقاطعتهم لولاية شرق دارفور سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ونثمن موقف ابناء المعاليا من الدستوريين والنقابيين والوزراء الذين إستقالوا من كل الأجسام السياسية التابعة لولاية العنصرية والقبلية والفاقدة للشرعية والأهلية أنحيازا لخيارات جماهير المنطقة. لقد عبرت جماهير معتمديات عديلة وابي كارنكا وكليكل ابو أم سلامة في كل القرى والمدن في إستفتاء شعبي واسع عبر مظاهرات سلمية كبيرة، عبرت عن عدم تبعيتها لولاية شرق دارفور وأغلقت في رمزية شعبية كل المعتمديات لفترة قصيرة مؤكدين حرصنا على تغليب خيارات السلام على الحرب التي فرضت علينا فرضا من كل الجهات، سلام نبنيه مع كل من أعتمد مبادئ التعايش السلمي سبيلا لعلاقات حسن الجوار في وطن واحد هو السودان، وفقكم الله في سعيكم لرتق النسيج بيننا وأهلنا الحمر لما فيه خير أمتنا وشعبنا وأهلنا والسلام عليكم.
إعلام أبناء المعاليا بالمهجر
24 سبتمبر 2014م