بعض ما خفي من فظائع ثنائي الفساد حميتي وطه عثمان الحسين ؟

ثروت قاسم
[email protected]

https://www.facebook.com
1-حميتي والنائب العام ؟
في يوم الخميس 20 يونيو 2019 ، اعفى الفريق البرهان ( ترجمة : الفريق حميتي ) النائب العام مولانا الوليد سيداحمد محمود ، وعين في مكانه مولانا عبدالله احمد عبدالله ، رئيس النيابة العامة لولاية الخرطوم ، ورئيس لجنة التحقيق في مذبحة يوم الاثنين 3 يونيو 2019 ، وخريج قانون جامعة القاهرة فرع الخرطوم .
في يوم الاثنين 10 يونيو 2019 ، قدم مولانا عبدالله احمد عبدالله تقرير لجنة التحقيق للنائب العام مولانا الوليد سيداحمد . برأ تقرير مولانا عبدالله احمد قوات الدعم السريع من ارتكاب مجزرة الاثنين 3 يونيو 2019 ، والقى باللائمة على مجموعة شبحية مارقة انتحلت صفة قوات الدعم السريع ، بدون تحديد هوية هذه المجموعة المارقة ، كانساً بذلك وساخة وجريمة قوات الدعم السريع تحت البساط .
ادعوك يا حبيب ان تستصحب معك وانت تقراً هذه الحروف الصداقة الحميمية التي تربط مولانا عبدالله احمد عبدالله بمولانا بابكر قشي ، احد مستشاري حميتي للشئون القانونية .
لم يقبل مولانا الوليد سيداحمد افادات وتوصيات لجنة مولانا عبدالله احمد لهشاشتها وعدم مهنيتها ،التي لا يصدقها حتى عنقالي في سوق الله أكبر .
تصور يا حبيب ، عشرات الثاتشرات محملة بمئات الجنود المسلحين حتى السنان ، تقتحم ميدان الاعتصام الساعة الواحدة والنصف صباحاً وشباب الثوار نائمون . يطلق الجنود النار عشوائياً على الشباب فيقتلون اكثر من 200 شاب وشابة ، ثم يقومون بحرق الخيم والشباب نائم بداخلها ، ويربطون الجثث المتفحمة بالمتقلات الصخرية ، ويلقون بها في النيل حتى لا تطفو . ثم يقومون بإغتصاب 12 شابة من الثائرات وهن يصرخن ويولولن ، ولا من مجيب من عناصر الجيش السوداني المرابطة في الميدان ليل نهار ، والتي لم تحرك ساكناً باوامر عليا .
يستمر هذا الفيلم المأساوي لاكثر من ساعتين طوال ، ثم يبدأ المعتدون في نظافة الميدان ، ويغادرون وآذان الصبح يؤذن في الناس .
بعد هذا السرد الموجز لعملية المذبحة ، هل تصدق تقرير مولانا عبدالله احمد عبد الله بان هوية المعتدين غير معروفة ؟
هل تصدق ادعاءات حميتي بان قواته لم تشارك في المجزرة ، وكانت تلك قوات شبحية انتعلت صفة قواته ؟
هل تصدق ادعاءات المجلس العسكري الانتقالي بانه لم يصدر اوامر بخصوص فض الاعتصام ، وجنوده يرابطون في ميدان الاعتصام 24 على 7 ؟ وتم فض الاعتصام في 12 مدينة اخرى في نفس توقيت فض اعتصام القيادة في الخرطوم ؟
هؤلاء وهؤلاء يضحكون على انفسهم ، ولا يضحكون على الناس ؟
في يوم الجمعة 21 يونيو 2019 ، عقدت ادارة ترامب اجتماعاً موسعاً في برلين ضم كل الدول الاوروبية والعربية والافريقية المتابعة للمسالة السودانية . من اهم توصيات الاجتماع ، اجراء تحقيق جديد محايد ونزيه وشفاف لمجزرة يوم الاثنين 3 يونيو 2019 ، وتحديد المتورطين تخطيطاً وتنفيذاً . هذه التوصية من هذا الاجتماع الدولي المُعتبر تؤكد عدم قبول الاجتماع لتقرير مولانا عبدالله احمد عبدالله ، النائب العام الجديد ، رغم ان محتوياته لم يتم الاعلان عنها رسمياً .
بدأ مولانا الوليد سيداحمد في استجواب الشهود بنفسه ليقطع الشك باليقين ، لانه لم يصدق تقرير مولانا عبدالله احمد عبدالله خليفته في منصب النائب العام . عرف حميتي بمخطط مولانا الوليد سيداحمد ، وإنه ربما عرف الحقيقة من اقوال الشهود العدول ، التي حاول مولانا عبدالله احمد الطمس عليها لتبرئة ساحة قوات الدعم السريع .
تحاور حميتي مع مشغله المستشار السعودي طه عثمان الحسين حول تداعيات تحفظات مولانا الوليد سيداحمد على افادات وتوصيات تقرير مولانا عبدالله احمد . خشي المستشار السعودي طه عثمان من حدوث فتنة كبرى ، لو تجرأ مولانا الوليد سيداحمد على اتهام قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة يوم الاثنين 3 يونيو 2019 ، مدابراً النتيجة التي توصل اليها تقرير مولانا عبدالله احمد .
قال المستشار السعودي طه عثمان إنه لو ثبت تورط قوات الدعم السريع في مجزرة الاثنين 3 يونيو 2019 كما يدعي مولانا الوليد سيد احمد ، حسب الشهود العدول ، فسوف تحدث فتنة ، وسوف تنهار بناية حميتي من قواعدها ، ويتم حرق ورقة حميتي بنار مولانا الوليد سيداحمد .
اتصل المستشار السعودي طه عثمان بالفريق البرهان ، وشرح له الفتنة التي بدأت تطل براسها ، والتي ربما قادت الى حرب اهلية بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية . طلب المستشار طه من الفريق البرهان وأد الفتنة في مهدها ، بإعفاء مولانا الوليد سيداحمد ، وتعيين مولانا عبدالله احمد مكانه ،حتى يستطيع تمرير التقرير الذي سطره بنفسه ، والذي يبرئ فيه قوات الدعم السريع من اي تورط في مجزرة يوم الاثنين 3 يونيو 2019 .
أمن الفريق البرهان على دفوعات المستشار طه ، وقام بإعفاء مولانا الوليد سيد احمد ، وتعيين مولانا عبدالله احمد في مكانه ، ليمرر كنائب عام تقريره كرئيس لجنة التحقيق . لم يجرؤ الفريق البرهان على تعيين نائب عام آخر غير مولانا عبدالله احمد ، خشية ان يتكرر سيناريو مولانا الوليد سيداحمد مع نائب عام يحترم نفسه ومهنته وقسمه ، غير مولانا عبدالله احمد .
في نفس يوم الخميس 20 يونيو 2019 ، وعند مخاطبته نداء مقرن النيلين للمرأة السودانية في قاعة الصداقة في الخرطوم ، امتنع حميتي عن التعليق على مجزرة يوم الاثنين 3 يونيو 2019 ، ( لعدم التاثير على سير التحقيق ) ، أو كما قال . يقول حميتي ذلك ، وهو يعرف ، وحق المعرفة ، ان التحقيق قد انتهى ، وان تقرير اللجنة قد تم تقديمه للنائب العام منذ يوم الاثنين 10 يونيو 2019 .
ولكن علق حميتي في نفس الاجتماع على مجزرة الثامن من رمضان ، والقى باللائمة على مجموعة مارقة تنتحل صفة قوات الدعم السريع .
في يوم الجمعة 21 يونيو 2019 ، جاءت عناوين الصحف الورقية في الخرطوم باللون الاحمر الفاقع مدعية جهلاً ( القبض على مدبري فض الاعتصام ) ؟
لم يتم القبض على مدبري ولا على منفذي فض الاعتصام ، لانهم قوات الدعم السريع ورئيسهم حميتي .
هذه كبيرة من كبائر ثنائي الفساد حميتي وطه عثمان … وما اكثرهن من كبائر ، كما سوف نوضح في هذه المقالة ، والتي تليها .
2-حميتي والتفويض الشعبي بحرب المظاريف؟
يمكنك ان تبدأ العد ، إن كنت من العادين ، في رحلة حميتي لكسب التفويض الشعبي بحرب المظاريف … بقصة واحدة في هذه المقالة ، وقصتين في المقالة القادمة ، مثالاً وليس حصراً :
القصة الاولى :
+ في يوم السبت 15 يونيو 2019 ، خاطب حميتي حشداً جماهيرياً بمنطقة قري شمال الخرطوم بحري ، وقلده وفد من عمد ومشايخ وزعامات الادارات الاهلية والقبلية في المنطقة عهدا ً لدعم مسيرته وميثاقاً للوفاء والولاء حسب الآية 59 في سورة النساء :
يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم …
اما الفريق ياسر العطا ، عضو المجلس العسكري الانتقالي ونائب رئيس اللجنة السياسية اسماً ورئيسها فعلاً ، الذي رافق حميتي لمهرجان منطقة قري ، فقد تفوق على نفسه في تأليه حميتي ، ووصفه بانه نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة السودانية ، مؤكداً ان قوات الدعم السريع مكوناً اساسياً من مكونات الجيش السوداني ، حسب نصوص الدستور . وترجمة كلامات الفريق ياسر ان من يهاجم شخص حميتي انما يهاجم الجيش السوداني ، ومن يهاجم قوات الدعم السريع انما يهاجم القوات المسلحة السودانية .
يمكنك ان تقارن السقوط الاخلاقي المريع للفريق ياسر العطا بموقف هيئة الأركان المشتركة للجيش السوداني التي رفضت ، بالإجماع ، ضم قوات الدعم السريع للقوات المسلحة السودانية ، لأنها ميليشيات قبلية من المرتزقة ، تقاتل وتقتل عمياناً بدون ادنى مهنية بعد ان يستلموا الثمن مقدماً ، وتتحول بعدها لمن يدفع اكثر ؟ وكان ان ضمها المخلوع البشير لقوات جهاز المخابرات والامن الوطني ، قبل ان يعدل الدستور، رغم انف هيئة الاركان المشتركة ، ويضمها للجيش السوداني .
كل اعضاء المجلس العسكري الانتقالي ومثلهم معهم رئيسهم البرهان صورة طبق الاصل من الفريق ياسر العطا في المرجعيات الاخلاقية الواطية .
لا نلقي الكلام على عواهنه ، ولا نتكلم من فراغ ، وهاك مثالاً وليس حصراً قصة خنوع البرهان امام العقال السعودي ، آيات لقوم يتفكرون .
بعد مجزرة يوم الثلاثاء 14 مايو 2019 ، عندما إغتالت ميليشيات الدعم السريع ثمانية من المعتصمين الشباب في محيط ميدان الاعتصام ، اوقف البرهان عملية التفاوض مع تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير ، وإلى حين ( إزالة المتاريس جميعها خارج محيط الاعتصام، ووقف التحرّش بالقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة واستفزازها) ، او كما قال نصاً البرهان . اكد البرهان انهم بصدد تكوين حكومة تصريف اعمال من التكنوقراط تشرف على عقد الانتخابات في ظرف 9 شهور.
في يوم السبت 18 مايو 2019 ، وتحت ضغط بعض اعضاء الكونغرس الامريكي ، طلب ديفيد هيل وكيل الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الامريكية عبر اتصال هاتفي، بنائب وزير الدفاع السعودي، الامير خالد بن سلمان، تدخل الرياض لدى البرهان لإستئناف التفاوض ، وصرف النظر عن تكوين حكومة تصريف الاعمال بدون موافقة تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير .
في نفس يوم السبت 18 مايو 2019 ، اتصل مدير مكتب الامير خالد ( وليس الامير نفسه ) بالبرهان ، ونقل اليه ما طلبه ديفيد هيل من الامير خالد .
قال البرهان للموظف السعودي :
سمعنا واطعنا .
نفذ البرهان ، وفوراً، الطلب السعودي ، متناسياً بيانه بوقف المفاوضات .
في يوم الاحد 19 مايو 2019 ، وحسب الطلب السعودي ، بدأ البرهان المفاوضات مع التحالف في جولة ثالثة ، وكأنه لم يوقفه مهدداً التحالف بتجاوزه بتكوين حكومة تصريف اعمال بدونه .
هل من دليل آخر بان المجلس العسكري الانتقالي يتكون من ارجوزات تحركها قوى اجنبية بدون اي مرجعيات اخلاقية ؟
بعد هذه التخريمة في السياق العام ، نعود للحشد الجماهيري في منطقة قري شمال الخرطوم بحري ، الذي خاطبه حميتي .
تسلم كل واحد من الزعماء والمشايخ والعمد من منطقة قري المشاركون في الحشد الجماهيري ، وأخرون لم نقصصهم عليك ، من يد صديق ودعة ، مستشار حميتي لشئون الادارات الاهلية ، مظروفاً يحتوي على 200 الف جنيه ، في اربعة ربطات ، كل ربطة تحوي على 100 ورقة جديدة لنج تلمع من الورقة ، وكل ورقة فئة ال 500 جنيه الجديدة . وصديق ودعة لمن لا يعرفه من شمال دارفور وهو من اكبر مساهمي بنك تنمية الصادرات وناشر صحيفة الاخبار ، التي اشتراها من الصحفي محمد لطيف .
وكان الله يحب المحسنين .
القصة الثانية :
نواصل مع حميتي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *