بعد 10 محاولات للتطبيع: تفاؤل في الخرطوم وأنجمينا لنتائج زيارة موفد البشير إلى تشاد
دعوة إلى تعزيز الثقة وتفعيل التعاون
الخرطوم: إسماعيل آدم
اتفق السودان وتشاد بالتعاون التام لتطبيع العلاقات بينهما، وفقا للاتقاقيات المبرمة بينهما في السابق، في بيان مشترك صدر أمس في العاصمة التشادية أنجمينا في ختام مباحثات أجراها الدكتور غازي صلاح الدين، مستشار الرئيس السوداني ومسؤول ملف دارفور، شملت الرئيس التشادي إدريس دبيي، وكبار المسؤولين في حكومته. وكانت الزيارة، التي وصفت في الخرطوم بالخاطفة، محدد لها يوم واحد، غير أنها استمرت ليومين. وساد التفاؤل الحذر في العاصمتين بإمكانية تطبيع العلاقات بين البلدين في مقبل الأيام.
وقال بيان مشترك صدر في أنجمينا، إن الجانبين تعهدا بعدم القيام بأي عمل من شأنه الإضرار بالعلاقات بين الدولتين، مشيرا لاتفاق الطرفين لعقد لقاء بينهما في أقرب فرصة ممكنة بالخرطوم، لتعميق الحوار والنقاش للوصول لتحقيق كامل لإرادة السلام. وذكر البيان أن المباحثات بين الطرفين تركزت حول إعادة الثقة وتفعيل التعاون بين تشاد والسودان. كما هنأ الوفدان كلا منهما الآخر لروح الصراحة والشفافية التي تميزت بها المفاوضات.
وأكد الوفدان على إرادة بلديهما بالتعاون التام والمخلص لإعادة الوفاق والسلام النهائي وفقا للاتفاقيات المبرمة بين البلدين. كما تعهد الوفدان كل من جانبه على عدم القيام بأي عمل من شأنه الإضرار بالعلاقات بين الدولتين. كما تعهد الوفدان بعقد لقاء بينهما في أقرب فرصة ممكنه بمدينة الخرطوم لتعميق الحوار والنقاش بغية الوصول لتحقيق كامل لإرادة السلام. وعبر الوفد السوداني عن بالغ شكره إلى رئيس الجمهورية وإلى الحكومة التشادية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والعناية الخاصة التي حظي بها أثناء الزيارة. ويذكر أن نحو أكثر من 10 محاولات أساسية لتطبيع العلاقات بين البلدين منيت بالانهيار منها: اتفاق على التعاون للقضاء على عصابات النهب المسلح والخارجين على القانون في دارفور، توج بزيارة زيارة الرئيس ديبي للسودان في أبريل (نيسان) 2003، وصفها الرئيس البشير بالمهمة. وفي منتصف عام 2003 هاتف الرئيس البشير نظيره إدريس ديبي عدة مرات، وتم تكوين لجنة سداسية مشتركة بين الحزبين الحاكمين في البلدين، لإجراء تنسيق في المجالات المختلفة، وقامت على الأثر تشاد بطرد عناصر من الحركات المسلحة في دارفور. وفي الثلث الأخير من عام 2003 زار الرئيس البشير أنجمينا للمشاركة بالعيد الوطني لتشاد وعودة ديبي من الاستشفاء، ولبحث عودة الاستقرار للمنطقة، وتلى الخطوة توقيع على بيان مشترك لإيقاف الانفلات الأمني وتبادل المعلومات والشفافية التامة في تعامل الأجهزة المعنية في البلدين، ثم مباحثات عسكرية للعون المشترك لتأمين الحدود. وآخر عام 2003 التقى الرئيسان البشير وديبي لوضع حد نهائي للمشكلات الأمنية في دارفور.
الشرق الأوسط