+ بعد انتصار الجبهة الثورية الحاسم فى تروجى وجاو — هل تتجه اليها القبايل العربية فى دارفور؟؟!!
++ معركة تروجى / جنوب كردفان ،، قاصمة الظهر لحكومة الخرطوم
+++ اثار انتصار الجبهة الثورية على اوضاع الحكومة بالداخل وبالمحيط الاقليمى؟
++++ هزيمة الحكومة فى جنوب كردفان تضع ادريس ديبى اون هولد/ انتظار،، لاجل قد لا ياتى !!!!
فى يومى الرابع والخامس من شهر يناير ٢٠١٤ ،، تلقت (جيوش ) المؤتمر الوطنى هزيمة مذلة ،، وقاصمة لظهرها على ايدى قوات الجبهة الثورية المشتركة ،، واعنى بها قوات حركة العدل والمساواة و قوات الحركة الشعبية شمال ،، وذلك فى منطقة جنوب كردفان / جبال النوبة تحديدا مناطق طروجى ،، وجاو ،، وانقويلا ،، وقد اتت جيوش حكومة المؤتمر الوطنى ،، ( ثمانية متحركات ) ،، وادواتها من المليشيات ،، اولاد حميدتى من القبايل العربية الرزيقات فى دارفور ،، والمرتزقة من الاسلاميين الماليين المهزومين ،، وقوات دبجو ،، والمعارضة التشادية ،، اتت هذه القوة الحكومية بنية مبيته ،، ومعلنة على الملا ،، هى القضاء على الجبهة الثورية ،، و ( تطهير جنوب كردفان) من المعارضة المسلحة ،، ثم التوجه الى دارفور ،، وقد خاب فال المؤتمر الوطنى ،، وقد لاذت جيوشه بالفرار حفظا على ارواحها ،، فلماذا يموتون؟؟!! تفاصيل المعركة ،، والهزيمة ،، والغنايم …الخ هذه الامور متوفرة بموقع العدل والمساواة على الشبكة العنكبوتية وبقية المواقع السودانية مما يغنى عن التكرار ،، فموضوعنا يتعلق بالتحليل ،، وقراءة الاوضاع لما بعد هذه الهزيمة النكراء للحكومة ،، وذلك على صعيد اوضاعها الداخلية فى الخرطوم ،، وعلى صعيد علاقتها بحلفائها الاقليميين / ادريس ديبي ،، وحلفائها من القبائل العربية / حميدتى ،وموسى هلال ، و المعارضة التشادية ،، والاسلاميين الماليين.
انتصار الجبهة الثورية فى محور جنوب كردفان ،، يكرس مفهوم ان تغيير الوجوه فى حكومة الخرطوم لن يغير شيئا،، وان الحل فى اسقاط النظام وتفكيك مشروعه الظلامى الطالبانى المتطرف:
هزيمة الحكومة على ايدى اشاوس الجبهة الثورية سوف تفاقم اوضاع المؤتمر الوطنى فى الداخل والخارج ،، سوف تتفاقم بالتحديد الازمة الاقتصادية ،، لان الحكومة تستثمر فى الحرب ،، ولا تجنى سوى الخيبة والهزيمة ،، والاحباط ،، وهبوط الروح المعنوية ،، وسوف تاتى حرب الاستنزاف اكلها ،، فالشارع قد كسر حاجز الخوف منذ انتفاضة سبتمبر 2013 ،، وتغيير الوجوه ،، وطرد ( المكنكشين) على الكراسى من قولة تيد لم ولن يغير من الامر شيء لان المشكلة ليست فى الاشخاص فحسب ،، وانما فى النظام ومشروعه الطالبانى ،، الذى يتعين تفكيكه ،، وازالته من الاساس ،، وبناء دولة مدينة ،، لا مجال فيها للمتاجرة بالدين،، فالشريعة الاسلامية ليست تطبيق قوانين الحدود ،، فالشريعة عدالة اجتماعية ،، ووفرة ،، ورحمة .،، ونظافة يد ،، واخلاق وامانة ،، اما تجربة الانقاذ التى كرست الفساد والمحسوبية والجهوية والعنصرية ،، فلا علاقة لها بالاسلام ،، وحرية بالالغاء والرمى بها فى مزبلة التاريخ.
ادريس ديبي اون هولد / انتظار ،، حتى اشعار اخر!!
ا – كانت امال وتطلعات الحكومة من وراء حملتها العسكرية فى جنوب كردفان عالية ،، وهذا يعود الى سببين : الجهوزية عدة وعتادا + نوعية العنصر القتالى ،، فمن حيث الجهوزية فقد وفرت الحكومة ،، رغم شح مواردها ،، وفرت العتاد اللازم لتحقيق نصر عسكرى فى جنوب كردفان ،،بشكل من الاشكال ،، اما تحقيق نصر حاسم ،، وهذا هو الطموح ،، او تحقيق نصر جزيي ،، وذلك اضعف الايمان ،، وفى كلتا الحالتين فان الحكومة ترغب فى ابرام اتفاقيات سلام او استسلام ،، حسب الحال — مع الجبهة الثورية لان لاغلاق ملف الحرب ،، لان الانتصار فى حروب التمرد وحروب العصابات ،، ان تم — فهو انتصار مؤقت ،، لانها حروب كر وفر ،، فمثلا — قد كادت الحكومة فى صيف العبور ان تحقق انتصارا حاسما ،، ورغم ذلك استرد الجيش الشعبى لتحرير السودان زمام المبادرة ،، وعاد بقوة فيما تسمية الحكومة العدوان الثلاثى ،، وشاهدنا ان نموذج التاميل الذى ذهب عبدالرحيم محمد حسين لدراسته بهدف تطبيقه على الجبهة الثورية غير وارد فى حروب الجبهة الثورية ضد الحكومة
ب – اما من حيث نوعية المقاتلين ،، فالحكومة لم تعتمد فى حملتها الجنوب كردفانية هذه على الجيش المحترف ،، لفشله المتكرر منذ حرب الجنوب فى مواجه التمرد ،، لان الجيش المحترف يفكر فى تامين نفسه قبل الاندفاع للحرب ،، اما المليشيات ،، سواء اكانوا جنجويد / حرس حدرد ،، او مجاهدين / دفاع شعبى / ماليين … الخ فانهم يموتون موت الضان ،، ربما يستعجلون اللحاق بالحور العين حتى ولو كان المقتولون هم من بني وطنهم ،، ومن ملتهم .
ج – كانت الحكومة ترسم ،، فى حال انتصارها فى جنوب كردفان — انتصارا حاسما او مدوخا ،، ان تنتقل الى حسم جبهة دارفور،، هنا ،، قنطرت ادريس ديبي / ملف انجرس ،، ليمكن الحكومة من ان (تفاوض وتحارب فى نفس الوقت ) ،، كما كانت تفعل دايما مع الحركات المسلحة الدارفورية ،، فهى لا تلتزم بوقف اطلاق نار ،، ولا يردعها من تصفية الحركات فى كل الظروف الا عدم قدرتها .
ويبدو ان انتظار ادريس ديبي سيطول ،، كثيرا ،، جدا و لن يفيده كثيرا التفويض الرسمى الذى منحه اياه البشير ابان زيارة ديبى الاخيرة للخرطوم,
د – ادريس ديبي ينتظر وعينه على المعارضة التشادية وهى تحارب في صفوف جيش الحكومة السودانية — كما ينظر ديبي الى فلول العناصر الاسلامية المالية وهى تحارب ايضا في جيش عمر البشير — لن خفى على ادريس ديبي ان عمر البشير يقوم بتدريب المعارضة التشادية + الاسلاميين توطئة لارسالهم الى ليبيا ( وقبض الثمن) — ليقوم الاسلاميون الليبيون باستخدامهم لاسقاط نظام ادريس ديبي في انجمينا
درس العصر الذي تعلمه اولاد حميدتى ؟؟
معارك يومى الرابع والخامس من يناير ٢٠١٤ فى طروجى ،، وجاو ،، كانت بالساحق ،، والماحق على اولاد حميدتى / من القبايل العربية بدارفور ،، رزيقات ،، فقد اوردت مصادر الميدان الاكيدة المنشورة على المواقع — ان هذه الفخيذه المكلومة قد فقدت اكثر من خمسين شخصا ،، وقد كانت الخساير البشرية نوعية حيث شملت العقيد حرس الحدود ابراهيم احمد الساعد الايمن للمجرب حميدتى . لقد اغدقت الحكومة الاموال ،، والرتب العسكرية الكبيرة على اولاد حميدتى ،، فالسؤال : ماذا تعنى هذه الاموال لاسر الضحايا الذين فقدوا اعز الرجال ،، هل تجبر اموال الارتزاق ارواح الاموات والجرحى من اولاد حميدتى ؟؟ القاصى والدانى ،، والصغير والكبير فى قبيلة الرزيقات وغيرها يعرف ان ما يقوم به المجرم حميدتى هو بيع رخيص لدماء اهلة فى مقابل الفتات،، ولن يحصد حميدتى سوى الندم ،، وقد رفض اهله فى دارفور قبول العزاء منه فى الضحايا الذين قدمهم بنفسة لمحرقة الانقاذ (في معركة ابوزبد ) السابقة — مقابل دريهمات !!!
بعد ان فشلت حملات الحكومة للقضاء على الجبهة الثورية ،، هل تتجه القبايل العربية للجبهة الثورية ؟؟
هذا السوال لم يات من فراغ ،، او من مجرد امانى غذبة ،متراقصة ، وانما يستند الى التحليل التالى:-
١- التحليل يقول ان قضية السودان فى دارفور هى قضية (تهميش) ،، بمعنى انها مشكلة انعدام التنمية فى دارفور ،، وانعدام خدمات التعليم والصحة ،، والخدمات البيطرية للحيوان ،، ومشكلة كهرباء وماء ،، وطرق ،، وبناء الخزنات والسدود فى دارفور ،، وهذه امور ليست قاصرة على قبايل الزرقة ،، و انما قضية تهم جميع شعب دارفور الكبرى بما في ذلك — وفى مقدمتهم القبائل العربية
٢- التاريخ بيقول ان العدو الحقيقى والتاريخى للمركز فى دارفور هم ابناء القبايل العربية ،، لقد بدا صراع اولاد البحر ضد الغرابة فى دولة المهدية مع القبايل العربية فى دارفور.
٣- حكومة المؤتمر الوطنى مدركة تماما ان عدوها اللدود فى دارفور هم ابناء القبايل العربية — لذا ،، بادرت الى استخدام سياسة ( فرق تسد ) الاستعمارية ،، تضرب الدارفوريين ببعضهم البعض — مستخدمة القبايل العربية ( الجنجويد / موسى هلال ) ،، لضرب قبايل الزرقة من الفور والزغاوة والمساليت . وفى ذات الوقت كانت حكومة المؤتمر الوطنى تصنع الفتن بين القبايل العربية فيما بينها لاضعافها ،، وحتى لا تتوحد ضدها .
٤- اخر الانباء تفيد بان السيد موسى هلال قد تمرد على الحكومة ،، وكون حركة لحسابه وبقيادته ليساوم بها الحكومة والمعارضة المسلحة فى دارفور ،، والمكون الاساسي لحركته من اهله ،، ومن دارفور عموما ،، وصرح السيد موسى هلال لاجهزة الاعلام المختلفة ،، بانه على تواصل مع الجبهة الثورية . معلوم ان البعض يرى ان مشكلة السيد موسى هلال ليست مع المؤتمر الوطنى ،، ولكنها مع السيد كبر شخصيا ،، و يقول التحليل ان هلال كان يطمح فى التعديل الوزارى الاخير ان يمنح منصب النائب الاول ،، او على اضعف الايمان يعطى منصب النائب الثانى ،، وهو منصب مخصص للدافوريين ،، ولم تربح التجارة ،، والان — لعل السيد هلال يتطلع الى منصب والى شمال دارفور ليحل محل محمد يوسف كبر ،،
5- للحقيقة — فقد اتخذ هلال موقفه من الحكومة واعلن عن حركته قبل هزيمة الحكومة في جنوب كردفان يومى الرابع و الخامس من يناير — فان هزيمة الحكومة سوف تسرع خطى هلال نحو الجبهة الثورية — ان تحول هلال – في اعتقاده – من مساندة الحكومة الى معارض — ومقاتل ضدها — ستخلق حالة تصالح بينه واهله في دارفور مما يحسن من وضعه امام المحكمة الجنائية الدولية — ليكون شاهد ملك — مثلا — لقد اصبحت مجزمة — الكل يفر منها — انها سفينة غارقة — قفز منها الاصلاحيون سلفا — فلماذا يبقى فيها موسى هلال حتى تغرق ؟؟
ونعود للسوال ،، ما هى انعكاسات فشل حملة الحكومة للقضاء على الجبهة الثورية على اولويات وخطط القبايل العربية فى دارفور؟
6 – لقد ثبت للقبايل العربية ان امكانية قضاء الحكومة على الجبهة الثورية ما هى الا اوهام فى راس عمر البشير ،، بدليل فشل الحكومة خلال العشر سنوات الماضية من عمر النزاع المسلح في دارفور في وقت كانت الحكومة تسيطر على عائدات بترول الجنوب — العلنية والمسروقة — و بدليل فشل الجولة الاولى فى ديسمبر الماضى ،، وقد كان الشخص المحرك لهذه الحملة في ذلك الوقت هو المطرود على عثمان ،، ونافع ،، وعوض الجاز ،، وكانت ترمى خطتهم الى تحقيق انجاز عسكرى ضد الجبهة الثورية ،، يمكن الحكومة من ابرام اتفاقية سلام مع الجبهة الثورية بضغوط اولا من دولة الجنوب الراغبة فى تصدير بترولها عبر انبوب الشمال ،، وثانيا بضغوط من دولة تشاد عبر ملف انجرس ،، ثالثا : عن طريق امريكا الراغبة فى بقاء نظام الخرطوم الضعيف ،، وقد انهارت هذه الخطة ،، لان الحكومة فشلت فى خطتها الرامية الى كسر شوكة المعارضة المسلحة فى جنوب كردفان قبل نهاية عام ٢٠١٣ ،، ونتيجة لذلك ،، ولاسباب اخرى ،، قامت الحكومة باجراء التعديل الوزارى / الانقلاب الاستباقى الاخير الذى ( تغدى) فيه البشير بنائبيه،، ونافع والجاز ،، وبقية المكنكشين ) على السلطة ،، قبل ان ( يتعشوا ) به ،، فهم كلاب سلطة ،، لم يؤتمنوا على شيخهم الترابي ،، فما بالك بالبشير وبقية عساكره المطلوبين للمحكمة الجنايية.
7 – وعلى صلة ،، فقد تعرض ادريس ديبي الى نكسة كبرى فى افريقيا الوسطى ،، حيث تحركت ضده القوى الكنسية المسيحية المحلية والدولية ،، وضد قواته الموجودة فى افريقيا الوسطى لحفظ السلام ،، حيث ثبت للمسيحين فى افريقيا الوسطى ان قوات ادريس ديبي ليست محايدة ،، بل انها قوة لدعم الاقلية المسلمة بهدف (تمكينها)،، وديبي هنا يلعب نفس الدور السلبى لحكومة الخرطوم التى كانت تدعم الاقلية الاسلامية فى افريقي الوسطى لاسلمة البلاد ،، و تغيير موازين القوى فى هذه الدولة ،، ومعلوم فى الاماكن الفقيرة الناس على دين ملوكهم ،، لذلك شكل التعاون التشادى / الانقاذى فى افريقيا الوسطى عنصر تهديد للهوية الدينية فى افريقيا الوسطى لصالح المسلمين،، فخرجت المظاهرات الشعبية المناهضة للوجود التشادى ،، والهيمنة التشادية فى افريقيا الوسطى ،، ثم ان فرنسا قد استيقنت بنفسها هذه الاتهامات الموجهة لادريس ديبي في هذا الخصوص ،، فواجهته فرنسا بالحقايق على الارض ،، وتدخلت فرنسا بنفسها ،، بقوات التدخل السريع ،، وحسمت الامور فى افرقيا الوسطى لغير صالح ادريس ديبي وعمر البشير ،، والقبائل العربية في دارفور ،، تعلم بهذه الحقايق الناصعة . وشاهدنا ان هذه الامور وغيرها ستضعف زواج المصلحة التشادى – الانقاذى مما سيعجل بخطى القبائل العربية نحو الجبهة الثورية.
8 – كما ثبت للقبايل العربية هزيمة مشروع الاخوان المسلمين فى المصدر ،، فى مصر ،، وانتهى بهم الامر الى اعتبارهم تنظيم ارهابى ،، وذلك بدعم قوى ،، ومعلن من السعودية والامارات ،، وسوف يجرى الاستفتاء على الدستور المصرى الجديد فى منتصف شهر يناير الجارى ،، وفى المحصلة سوف تاتى حكومة جديدة برئاسة وزير الدفاع الحالى – السيسي – ،، مما يعنى ان نظام الخرطوم غير مرغوب فيه مصريا ،، وسعوديا / خليجيا – ربما باستثناء قطر التى باتت مقتنعة بضرورة احداث تغيير جوهرى فى الخرطوم ( يشمل البشير شخصيا) ،، من اجل ان يبقى المشروع الاسلامى فى السودان .
9 – السيد هلال يخشى ان يقدمه البشير للمحكمة الجنائية ككبش فداء — بصحبة كوشيب — وربما لو اقتضى الامر اضافة مولانا احمد هارون — لكل هذه الاسباب اعتقد ان هزيمة الحكومة في جنوب كردفان على يدى الجبهة الثورية سوف تعجل خطوات الدارفوريين ( زرقة + عرب) للوحدة وتوجيه كل السلاح الى صدر المؤتمر الوطنى ولاسقاط النظام وتفكيك مشروعه — وسوف يقع مكر التاريخ على نظام البشير — سيجرى اسقاطه باسلحته التى اعطاها للقبائل العربية لقتل وابادة اشقائهم من الزرقة — سينقلب سلاح البشير الى صدره — والله خير الماكرين .
ابوبكر القاضى
كاردف – ويلز
[email protected]