حسن اسحق
بعد ان سالت دماء الطالب علي ابكر داخل حرم جامعة الخرطوم ، ولم يحترم النظام موكب تشييع جثمانه في مقابر الصحافة، اغرقت بالغاز المسيل للدموع، ومطاردة الطلاب والطالبات، وتهديدهم، لان الوقفة كانت سندا حقيقيا، واكد جميع الدارسين في الجامعة والجامعات الاخري، انهم ضد اي نظام يريق الدماء البريئة بحجة الامن ، ولو كان الطلاب ينتمون الي الحركات الثورية، فادعاء النظام ان جميع طلاب دارفور لهم علاقة بالحركات المسلحة، كذب وافتراء، الهدف منه زيادة قمع الحريات الاعلامية لقضية دارفور، ومحاولة إنكار الحكومة للموت الجماعي اليومي في دارفور. وحتي تهمة الانضواء لهذه الحركات ليس جريمة، فرفعه نتيجة لسياسة (الدغمسة)، والانكار لحقوق المطالبين في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم، وهذه السلطة، تريد مشاركة في اطار الازقة الضيفة، التي لاتسمح بابداء الاراء المختلفة، فهي مشاركة وهمية، لن تضيف شيئا. فطلابات دارفور لم تسلمن هن من مضايقات الاجهزة الامنية، من ضرب وتهديد وابتزاز، وبعض الطالبات نهبت تلفوناتهن
اثناء دخول مليشيات النظام الحرم الجامعي، واغتيال علي ابكر. في يوم الاربعاء وقفت طالبات دارفور احتجاجا علي اعتقال طلاب الرابطة، ورفعت لافتات، طالبن فيها، باطلاق سراح النشطاء، وهذا مؤشر ان الطالبات دورهن لم يقتصر علي الاجتماعات، واكدن للجميع، انهن قوة كبيرة، لديها قدرة علي تحريك القطاع الطلابي والشارع. فالشرطة والاجهزة الامنية تصدت لهن بقوة، وبعض الطالبات ضربن بالهراوات وكادت اجهزة النظام ان تعتقل بعضهن، ولولا وقوفهن مع بعض لاعتقل الكثيرات يوم الاربعاء. ان جهاز الامن بدأ يخشي التحركات الشبابية، اكثر من الحركات المسلحة، ان القوة تهرب من الثوار، وتتصدي للمتظاهرين السلميين في الخرطوم بالعنف المفرط. لذا نقول لكل الطالبات والناشطات في كل مكان،ان عملكن، ليس اقل من عمل الشباب، فالطلابات في الخرطوم مناضلات،مثل امهاتنا في معسكرات النزوح،رغم التهديد من مليشيات الجنجويد، يخرجن لجلب الحطب من اجل البنات والاولاد، وفي العاصمة يخرجن في سبيل اطلاق سراح المعتقلين. انهن قائدات جدد، عندما تشرق شمس الثورة، فوجود طلقة داخل غرفة احد الطالبات، بعد الوقفة الاحتجاجية ضد فوضي الاعتقال، كما قالت احدي الطالبات في مواقع التواصل الاجتماعي، رسالة لارهابهن، واسكات صوتهن القوي. اذا كان هذا النظام قوي لماذا يرتجف الامن من تجمع العشرات، اذا كان بهذه القدرة، فهن رفعن لافتات، لكن تحية كما للثوار تحية…
[email protected]