توقع مسؤول سوداني رفيع أن يتم التوصل اليوم إلى اتفاق بين السودانيْن بشأن القضايا الخلافية بين البلدين في قمة تجمع رئيس السودان عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية العبيد أحمد مروح للجزيرة إن النقاش استمر بين وفديْ البلدين مساء الثلاثاء بشأن المنطقة المنزوعة السلاح ومنطق أبيي الغنية بالنفط، مشيرا إلى أن الملفات الخاصة بهاتين القضيتين المعقدتين رفعتا إلى الرئيسين ويتوقع حلها اليوم الأربعاء، وربما يتم التوصل إلى اتفاق إطاري أو نهائي في هذا الصدد.
وأشار إلى أن “الأجواء إيجابية والإرادة السياسية متوفرة لدى الجانبين من أجل حل القضايا العالقة للوصول إلى سلام مستدام بين البلدين”. وأوضح أنه تم خلال المفاوضات “إنجاز الكثير من القضايا المتعلقة بالاقتصاد والحدود”.
وكان مراسل الجزيرة في أديس أبابا نقل عن مصادر أنه تم الاتفاق -خلال المحادثات المستمرة منذ يومين- على العديد من القضايا، إلا أن ملفيْ الأمن وأبيي لا يزالان ضمن الملفات الشائكة التي تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي بين الدولتين.
جهود محمومة
ولم تحرز الجهود المحمومة للتوصل إلى اتفاق لحل الخلافات بين الطرفين الكثير من التقدم أمس الثلاثاء، في اليوم الثالث من القمة الرئاسية التي تعقد في العاصمة الإثيوبية.
وساد جو من التفاؤل في البداية عندما بدأ الرئيسان محادثاتهما الأحد، في اللقاء الذي كان من المفترض أن يستمر يوما واحدا فقط، ولكن التوتر أخذ يسود بسبب النقاط العالقة المتعلقة بالمناطق الحدودية المختلف عليها والقضايا الأمنية.
وقال دبلوماسي غربي لوكالة الصحافة الفرنسية إنه “جرى أخذ ورد وطوال الثلاثاء لإيجاد موقف مقبول لدى الطرفين، ولا شيء مستبعد بعد”.
والتقى الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفاكير في وقت لاحق من الثلاثاء لإجراء جولة جديدة من المحادثات المباشرة شارك فيها كبير وسطاء الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي الرئيس السابق لجنوب أفريقيا، وابتسم البشير وسلفاكير لبعضهما أثناء جلوسهما على طرفيْ الطاولة قبل أن يُطلب من الصحفيين مغادرة الغرفة.
ووسط ضغوط دولية للتوصل إلى اتفاق -بعد انتهاء المهلة النهائية التي حددها مجلس الأمن الدولي يوم السبت- أمضى الوفدان المفاوضان أمس الثلاثاء وهما يسعيان لتقريب مواقفهما بمساعدة الوسطاء.
وسبق أن التقى البشير وسلفاكير يوم 14 يوليو/تموز الماضي على هامش قمة الاتحاد الأفريقي، في أول لقاء بينهما منذ المعارك الحدودية الكثيفة بين جيشيهما بين مارس/آذار ومايو/أيار الماضيين. وكان من المقرر مبدئيا عقد قمة مطلع أبريل/نيسان الماضي، إلا أنها ألغيت بعد اندلاع معارك حدودية.
وانتهت الأحد مهلة الاتحاد الأفريقي للبلدين التي تم تمديدها بعد تجاوز موعدها الأصلي المحدد يوم 2 أغسطس/آب الماضي. وفي مطلع الشهر الماضي توصلت الخرطوم وجوبا إلى اتفاق بشأن النفط يشمل عودة نقل نفط جنوب السودان عبر خط أنابيب الشمال، وهو من المواضيع الشائكة بين البلدين الجارين.
ملفات خلافية
وقد ورث جنوب السودان 75% من نفط السودان بعد الانفصال، لكنه يعتمد في تصديره على البنية التحتية للشمال. ولا يزال على البلدين إقرار تفاصيل الاتفاق النفطي، وكذلك وضع منطقة أبيي المتنازع عليها، وترسيم الحدود وإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح.
وتهدف هذه المنطقة العازلة إلى منع تجدد المواجهات الحدودية، وقطع خطوط إمدادات الحركات المتمردة الناشطة بولايتيْ جنوب كردفان والنيل الأزرق السودانيتين، والتي تتهم الخرطوم جوبا بدعمها.
ويؤكد الجانبان منذ أشهر رغبتهما في السلام، إلا أن العديد من الاتفاقات الموقعة بالفعل -وخاصة بشأن المنطقة المنزوعة السلاح- لم تطبق حتى الآن، كما جرى انتهاك عدة مواثيق لمنع الاعتداء.
وقد أدى النزاع إلى تدهور اقتصادي، خاصة مذ أوقفت جوبا إنتاجها النفطي في يناير/كانون الثاني الماضي، احتجاجا على استقطاع الخرطوم جزءا منه مقابل نقله عبر أراضيها بسبب عدم وجود اتفاق على رسوم النقل.
المصدر:الجزيرة + وكالات