أبدى نازحون في بعض المعسكرات بإقليم دارفور،غربي السودان، تمسكهم بالبقاء في المخيمات ما لم تتوفر شروطهم التي وضعوها للعودة الي ديارهم رغم النداءات المتكررة من الحكومة للنازحين بالرجوع إلى قراهم التي تحقق فيها الأمن والقضاء علي التمرد حسب زعمها.
وقال رئيس هيئة النازحين الشيخ علي عبد الرحمن الطاهر لـ (سودان تربيون) السبت ،ان أوضاع النازحين تسير نحو الأسوأ وان حركة النزوح لم تتوقف حتى الآن خاصة في ولايتي وسط وشمال دارفور نتيجة للأحداث الجارية في محيط جبل مرة.
ولفت إلى أنه رغم المأساة الإنسانية التي يعيشها النازحون بمخيمات النزوح من نقص حاد في المعونات الغذائية بعد تخفيض المنظمات الحصص الغذائية إلي أكثر من 40% إلا أنهم لايمكنهم الرجوع لقراهم نتيجة لعدم توفر الأمن مشيرا العديد من النازحين تعرضوا للقتل أثناء طريق العودة، على يد المليشيات المسلحة التي استولت علي قرى النازحين.
واشترط الطاهر لتحقيق العودة الطوعية توفر الأمن ما يضمن سلامة أرواح النازحين، وممتلكاتهم با
لاضافة الي إخلاء المستوطنين الجدد الذين قال انهم استولوا علي مناطق النازحين ومزارعهم فضلا عن تعويض النازحين بنحو عادل علي مستوى الأفراد والجماعات علاوة علي توفير الخدمات الأساسية والضرورية مشيرا الي أهمية تحقيق العدالة الانتقالية والمصالحات الاجتماعية علاوة على أهمية محاكمة المجرمين على ما ارتكبوه من جرائم ابادة.
وأشار الطاهر إلي أن أية محاولة لإغراء النازحين في برامج العودة الطواعية ليست سوى تعمد تعريض أرواحهم وممتلكاتهم لما أسماه خطر الإبادة الجماعية مرة موضحا ان النازحين مجبرين على البقاء بالمعسكرات رغم أنها تمثل إهانة للكرامة الإنسانية.
وترى الحكومة السودانية ضرورة تفكيك مخيمات النازحين القابعة علي جنبات عواصم ولايات دارفور الخمس لفترات امتدت لاكثر من ثلاث عشرة عاما هي عمر اندلاع الأزمة في الاقليم .
وأفاد مصدر رسمي فضل حجب اسمه ” سودان تربيون ” الجمعة ان حكومة ولاية جنوب دارفور عازمة على تفكيك المعسكرات بنهاية العام الجاري مشيرا الي انه لم يتبقى من أزمة دارفور الا هذه المخيمات الي انعكست سلبا علي سمعة الاقليم منوها الي ان الامن والاستقرار شمل كل أرجاء الولاية بما ينفي أي مبرر لاستمرار وجود المخيمات.
وقال والي ولاية جنوب دارفور ادم الفكي محمد في تصريحات سابقة ان من اهم أولويات حكومتهبعد القضاء علي التمرد وتحقيق المصالحات القبلية والتعايش السلمي بين القبائل إنهاء وجود معسكرات النازحين بالولاية حيث طرح الوالي ثلاثة خيارات لتفكيك المخيمات احداها تحويل المعسكرات الي خطة سكنية لاستيعاب النازحين او دمجهم في مجتمع المدينة ليصبحوا جزءا من سكان المدن بينما الخيار الثالث الذي تفضله الحكومة هو عودة النازحين الي قراهم طواعية.
وقامت حكومة ولاية جنوب دارفور بإعادة إعمار عدة قرى للعودة الطواعية بواسطة المنظمات الأجنبية ولكنها فشلت في إقناع النازحين بالرجوع خاصة بعد تعرض العديد منهم لاعتداءات في أعقاب العودة الي ديارهم حيث لقي العديد حتفهم على يد مسلحين محسوبين على الحكومة يقفون ضد عودة النازحين الي ديارهم في تحد واضح لتوجيهات السلطة تحت ذريعة ملكيتهم الأرض .
ووقع اخر اعتداء تعرض له النازحون بقرية ” هشابة” للعودة الطوعية التابعة لمحلية قريضة 86 كلم جنوب مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور في يوم الاحد الماضي مما أودت بحياة 9 واصابة مثلهم بجراح مما زاد من مخاوف النازحين من تعريض حياتهم للخطر .
ويعيش ما يربو عن 3,5 مليون نازح حسب ما أوردته إحصاءات الأمم المتحدة في مخيمات المنتشرة بحواضر ولايات دارفور الخمس منذ2003 في أعقاب اندلاع أزمة دارفور بين ثلاث حركات متمردة والقوات الحكومية وفشلت الأطراف في التوصل الي السلام حتي اللحظة رغم التوقيع علي عدة اتفاقيات .