براويزالسلام العالقة والمعلّقة
بنظرة واحدة, طبيعة قضية دارفور في أساسها كانت هناك دائما الصورة المزدوجة لإجهزة الدولة في إعاقة التقدم السلمي ” بزرع الفتن ” وتشكيل الكتل المتصارعة لحجب قرص شمس الحق . يسمي البعض هذا الهذيان الثوري على انه شكلا من اشكال التواطء ضد حقوق المواطن في الامن والتقدم و بالتالي المشاركة في السلطة .للحكومة ماضي في صناعة “عصير الخصوم ” بل في تفكيكهم كتفكيك السمسم ليكون سم وسم. وتجزئة القضية الدارفورية شبيهة بهذة العملية الإبليسية.
وهذة الخصيلة السلبية بالذات دائما حاضرة في ذهن طرف من الاطراف التى تفاوض او تنوي التفاوض مع النظام في قضايا السلام ..
السوابق التاريخية تكشف وتثبت دائما أن للمنظومة عادات سيئة في إستراتيجياتها التفاوضية حول السلام كأنها تفاوض أسرائيل وليس فئة من شعبه . إن الحكومة تشبه تاجر الجملة الذي يبيع بالقطاعي .. هي لا تريد معالجة الامور جذريا لذا تتفاقم الازمات . فأنتظر الدكتور جون غرنق ربع قرن حتى لاتجد الحكومة احدا غيره في الميدان لتفاوضه , استطاع الدكتورغرنق إبطال مفعول هذة الاستراتيجية الخطيرة المانعة لتحقيق السلام الفعلي.
حركة العدل والمساواة هي الافضل إستيعابا للذهنية الحاكمة. تمكنت بسرعة فائقة في ملئ فراغ مكانة جناح مني أركو في السياسة الخارجية لتشاد التي كانت في عدم وفاق مع العدل والمساواة لأسبابه خلفيات عديدة منها مسألة الثقة حيث ان لبعض قيادات الحركة تجارب اسلامية مع نظام متشدد صنّف دوليا على أنه نظام يدعم الأصولية والإرهاب العالمي . ولكن المسألة الحسنة في سوق السياسة هي أنه تخزين البضاعة لا تعني تحريمها من المداولة في اللحظة المناسبة .. لذا إنتقل مركز ثقل حركة العدل والمساواة في المقاومة من طرابلس الى إنجمينا , وكانت نقلة نوعية وذكية لحدما بحيث اعطت هذة الخطة الحركة هامش كبير في حرية المناورة ميدانيا وسياسيا والتخلص من العزلة الدولية التي كانت تعاني منها, وهذة هي التي مهّدت لنمو قوة الحركة وتماسكها امام خطر الإنشطار الذي هدّد وجود الحركات المسلحة ولهذة التهديدات جزء حاسم من تدبيرات النظام في الخرطوم . ولكن الحركة وجدت نفسها أمام مازق التشرزم التفاوضي لذا هي اليوم ترفض سياسة مالوفة .اللعب بذات القواعد, دع النظام تجفف عنك المهرولين ” للطفاطيف ” سيوقعون أولا .. فعندما ترمي بكامل ثقلك في ميدان ماكر مثل ميدان منظومة الخرطوم ينبغى ألا تترك خلفك احدا, فلا تستخف باحد في لعبة السياسة .. سوف تستغله المنظومة ضدك .لا تترك للنمل في هذة القضية لاحصى ولا رمل, دعه يمر على الصراط!
عرفت السياسية الخارجية لدولة قطر بأنها مجازفة وطموحة ومدعومة وكل من يتعامل معها ان يدرك ذلك . ولكن يبدو أن هناك من فآجئه التطورات الدراماتيكية في ملف مفاوضات الدوحة و كانه أخذ على حين غرة ولنذكر أن الوسيط القطري ظهر أول مرة في صحراء باهاي في تشاد . وأدركت الحكومة في تشاد أهمية الدروس التى توجهها المنظومة في الخرطوم ضد مقاوميها ” تجفيف المنابع ” فلقد تمكنت المنظومة من أحتواء العناد الارتيري كأحد معاقل التمرد ذات التاثير الفتّاك. ليبيا قديمة في هذة اللعبة , لذا إنصرفت عنها . ولكن تعاملها مع ملف تشاد كانت مبنية على طموحات ترقي الى طموحات نابليون التوسعية في أوربا .. فتلك السياسة كفيلة لوحدها وئد القضية الدارفورية الى الابد .. الدولة المهدية سبقتهم في هذة الشطحات .. إذا كان المرء من حزب الله عليه التذكر ايضا أن حزب الشيطان له بالمرصاد ! فرنسا مازالت رمز الإمبراطورية الغربية ذات مصالح أكبر من طموحات الخرطوم في غرب افريقيا وأن كانت تستمد سحرها بسيف امبراطورية التنين الصينية .. لذا ترقية العلاقات ما بين إنجمينا والخرطوم إملتها هذة الحقيقة الواقعية ..شبح اوباما .. دبلوماسية الشراكة الدولية .. يعتقد النظام في الخرطوم المهدد بتهمة الإبادة بأن هذا السلوك الجديد في النظام العالمي ستفيده في التملص من تلكم الجرائم .. ولكنه يخشى بأن تسوية شاملة للقضية الدافورية ستحرق كل أوراقه للتلاعب مع المحكمة العالمية .. لذا لجأ الى الحلول الهامشية ومن ثم تجزئة القضية وتجزئة ثوارها و مفاوضيها .. ومن ثم إلقاء اللوم على دارفور. ونعلم علم اليقين بأن نوايا من هذا القبيل ستطيل أمد المعآناة على الدارفوريين والسودان .. أول خطوة لمنع هذا هو من يصمد يحصد ثمن المعآناة لأن المعآناة ستبقى هناك لطالما لم تعالج القضية جذريا .. ولا أعتقد الآن أن السودان لن تتاثر بالتغيرات المناخية ” السياسية ” في الكوكب . إنتبه ! والارض ننقصها من إطرافها ” مراكز القوى ستتغير هذة مسألة حتمية وحسب .
كيسر أبكر