حسن اسحق
انتظرت اسر احداث سبتمبر في محاكمة قاتل الدكتورة سارة عبدالباقي، بعد ان قتلها جندي في تلك الفترة، والكثيرون ينتظرون تلك الجلسات بين غياب الشاكي وحضوره، وتأجيلها لعدم حضوره، انتظار في انتظار،حتي نهاية المسار، والجميع ينتظرون مايقرره القاضي في هذه القضية. يوم الاربعاء الماضي برأت محكمة جنايات بحري برئاسة القاضي، محمد صديق ، المتهم في قضية سارة عبدالباقي إبان مظاهرات سبتمبر، ووجهت باطلاق سراح المتهم الجندي سابق بالقوات المسلحة. وتلا قاضي المحكمة في جلسة النطق بالحكم، وقال ان هناك تناقض في اقوال شهود، وان البلاغ في الاساس تم تقيده ضد مجهول. ان محامي سيسيعي لاستئاف القضية الي جهات عليا. ان براءة قاتل سارة، علي الجميع ان يفهمها، كل من قتل في سبتمبر، وفي كجبار، وبورتسودان، وضباط رمضان،وهذا ينطبق علي ضحايا الحروب ايضا،والمعذبين في سجون الامن.كل من مات تحت الضرب،وقتل بالرصاص، والا نتينوف،دماءهم راحت هباء. وبراءة القاتل شيك رسمي من السلطة، لمدافعيها يعطيهم سلطة القتل العمد تجاه المتظاهرين في السودان. والنظام بهذه البراءة المزيفة، اغلق الطريق امام كل من ينتظرون معاقبة القتلة والجناة في جرائمهم. ان الرسالة المفهومة من هذه البراءة،لا تحلموا ايها السودانيين بمحاكمة المجرمين. والامن والقضاء والشرطة ،هم من يسيرون امورها،ويحددون من يحاكم،ومن يبرأ من جرائمه المشهودة، والقاضي يقول ان الادلة التي امامه ناقصة، ولا ترتقي للقصاص،رغم الشهود الذين شاهدوا المجرم، وهو يغتال سارة. وهل سيثق الاسر في القضاء بعد هذه المهزلة؟. وعندما يصر قادة المجتمع المدني ان المؤتمر الوطني غير مؤهل لتطبيق العدالة، كانوا علي حق،وكل من قتلوا في عهد الانقاذ، لم يحاكم علي جرمه، انها عدالة الانقاذ،تبرأ المجرم،وتسجن البرئ.ان اوكامبو كان علي حق، هو يعلم ان ضحايا الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية والاغتصاب، نظام كهذا فاشل قضائيا في حلها. ان سارة وبقية من قتلهم النظام لن يجدوا وجهة داخلية تنصرهم. وعلي حميدتي ان يفرح ، حتي لو قدم العدالة، سيطلق سراحه لاحقا، لانهم لم يقتل، كان يدافع عن الوطن والسودان ضد الاعداء والخونة، انها الانقاذ نسختها الجديدة بعد الوثبة، وحديث وكيل وزارة العدل، لم يكونوا لجان تحقيق، بل كونوا لجان تختص بالاعمال التخريبية، وكلامهم هذا كان المنصة التي برأت القاتل. وكل من سفكت دماءه، واصابته عاهة مستديمة، لا يتوقع ان يحاسب الجاني. مادام القتلة يزاحمون الاعلام بالنعيق والنباح مبرأون.
[email protected]