ايها الامنيون اليس لديكم احترام

كلمة امن التي نجدها في القواميس معرفة بانها تعني حالة عدم الخطر،عدم الفقدان،الشك،القلق،والبعد من الفشل والخذلان،مستقر وقوي،الامن يعرف بانه كل شئ يؤكد السلامة ويتضمن الخلاص من المخاطر .واما الكلمة اللاتينية الاصل تعرفه ،ان كل شئ بلا رعاية ،فهو آمن،بمعني ان الامن ينبع من تقليل الخطر الناتج من تعاطي المجتمع مع بعضه البعض.وكذلك تم تعريف الامن ،كمطلب
قومي في دراسة للامم المتحدة عام 1986،وذلك ليكون لديهم القدرة للنمو والتطور بحرية. عندما يتناول الافراد فيما بينهم كلمة امن ،اول ما يرافق هذه الكلمة التعذيب،الاعتقال،الضرب والاهانة ،والاستفزاز العنصري ،والكلمة في حد ذاتها مصدر رعب وخوف ،فزع.ان الامن الحقيقي المعروف بين مجتمعات العالم ،حيث الاستقرار والطمأنينة،الحرية الشخصية والمجتمعية ،ولماذا تحولت هذه الكلمة من مصدر للشعور بالامان الي كارثة نفسية ،وجهاز الامن في هذه البلا د تجاوز حدود عمله ،ويتركز عمله في جمع المعلومات ،تحليلها،تقديمها للاجهزة ذات الاختصاص،حسب ماينص عليه الدستور،ان النظام محتكر الكرسي السلطوي دجن المؤسسة الامنية ،واستطاع ان يدخلها تحت الثوب الحزبي،واصبحت حزبية،تنفذ سياسة الحزب وتأتمر باوامره،وتقوم بكل مايخطط له المؤتمر الوطني حزب البشير.ويقوم جهاز الامن بمراقبة الطلاب الجامعيين ،الناشطين والصحافيين،ويعطي تعليمات الي رؤوساء تحرير الصحف اليومية ،ويحدد لهم ينشر،ويمحو ويزيل مع ما لا يتماش مع سياسته،ومؤسسة الصحافة في السودان يديرها المجلس القومي للصحافة والمطبوعات ،باعتبارها مؤسسة يدها الطولي مع الحزب الحاكم وتخدم اهداف امنية وسياسية في المجال الصحفي،وهذا الجهاز في عهدهم يمارس الاختطاف من المنازل والداخليات والشوارع ،واي فرد يعارض الحكومة لايأمن انه سيصل الي مكان عمله او بيته ،الا بعد ان تطأ قدماه عتبة الباب المنزلي ،وحتي هذا الامان يكون مؤقتا ،جليلة خميس كوكو ،المعلمة والناشطة المدنية،اعتقلت من ليلا ،هي داخل بيتها قبل (7) اشهر ،حتي البيت مكان الامن والاستقرار الاسري والنفسي ،ليس امنا علي الاطلاق ،وهدية العيد التي وجدتها الناشطة والمدونة نفيسة هندوسة ،عندما وصلت ارض السودان للفرح مع اسرتها في الخرطوم ،اعتقلت وحلق شعرها والقوا بها في العراء في مدينة بحري بعد استفزازها واهانتها عنصريا.ان الفرد في السودان بات يخشي الحديث عن السياسة والقضايا الاجتماعية ،
والثقافية والدينية في الاماكن العامة للتعبير عن وجهة النظر وتداول الاراء خوفا من الاعتقال او الرصد من قبل جهاز الامن وافراده ،ووضعه ضمن قائمة المطلوبين والمستهدفين ، وغير المرغوب فيهم .وما افرزته سياسة نظام الرئيس البشير ،جعلت صورة فرد الامن العامل في المؤسسة الامنية اكثر تشوها ،لانها مرتبطة بالتعذيب،الاغتصاب،والقتل مورس ضد طلاب الاقليم الغربي ،بالاخص طلاب الجامعات ،ان الذاكرة الجمعية او الفردية
،المناطقية الاقاليمية لن تنس ،ما قام به هذا الجهاز سواء في الاوقات الماضية او الراهنة ،ستكون ذاكرة التعذيب بمثابة المخزون الاستراتيجي للاجيال القادمة لتحكي لهم عن حجم المعاناة في سبيل الحرية والكرامة والتحرر من كافة اشكال التسلط العرقي،الديني،اللغوي والاقليمي،وايضا ان الحرية ثمنها باهظ،وتكلفتها غالية ،لذا لابد ان تدفع جزءا من الحياة ،والتضحية هي جزء من حلم الحرية وكابوس الاستبداد. ولا ننس ايضا ان جهاز الامن في مؤسسة الانقلاب البشيري ،التي تجاوزت العقدين هدفها كسر شوكة المطالبين بالحقوق السياسية المدنية والثقافية ،وحقوق الافراد في وطن يحلم جميع من فيه ،بفكرة وطن يسع الجميع من الجامعات وشبابها الي مؤسسات الاحزاب السياسية الساعية الي كسر ظهر المؤتمر الوطني،ليس لديه قناعة في مايطلق عليه الحرية بكل اشكالها ،وحديث النظام عنها ماهو الا استهتار ومحاولة فاشلة لتطمين الاخرين ،ان النظام الخرطومي حريص علي الاراء المختلفة ،لكن الحزب الذي استولي علي الكرسي بالقوة والذي روض المؤسسة الامنية ،لا يفكر بالتداول السلمي بعيدا عن الحوار الحقيقي ،واذا فكر في سياسة الحوار اوتمناه ،يكون بغرض استهلال الوقت ليس الا. واذا سقط النظام بثورة مدنية او غيرها في القريب الاجل ،هذه المؤسسة يجب ان تفتح كل ملفاتها السرية للعلن ومعرفة ماكان يدور داخلها،وايضا علي يقدم للمحاكمة كل من عذب واغتصب واهان واستفز معارضا وصحفيا وناشطا في المجتمع المدني ،ليعود الا حترام ان الشعوب السودانية وانسانها ،وتحاسب هذه المؤسسة كل شئ قامت به وكل مواطن تعرض في الماضي الي اساءة وسؤ معاملة يقدم افادته للقضاء ويعمل القانون علي قص اجنحة المتواطئين مع الانقلاب ،ويعيش الجميع دون من جهاز الامن وافراده وبصاصيه في كل مكان
حسن اسحق
صحفي
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *