ايران والسودان تحالف استراتيجي في مواجهة الغرب

ابراهيم محمد اسحق كاتب صحفي وباحث –  القاهرة في 9 دسمبر 2012
             ظل النظام الحاكم في السودان يحافظ علي التحالف الاستراتيجي بينه وبين ايران التي مهدت كوسيط لدخول الصين الي السودان  كشريك استراتيجي لها في الحرب مع الغرب ايضا كما استطاعت ايران تقنع بعض دول الاتحاد السوفيتي الاسلامية في دعم حركة التصنيع التي شهدها السودان مؤخرا .
              واندفعت   المخابرات الايرانية منذ عهد الصادق المهدي في العمل في  نشر مفاهيمها وسط المجتمع السوداني ووالشروع في استقطاب عناصر من النظام السوداني من التابعين للحركة الاسلامية  من خلال تدريب الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية وقد شارك الحرس الثوري الايراني  في التدريب الامني والتصنيع العسكري والاستفادة من الخامات الموجودة في باطن الارض من الثروات المعدنية (كاليورانيوم وتصنيع وتصدير البترول السوداني )
و اصبحت الصين هي الشريك الرئيسي لايران والسودان .
لقد ساعدت ايران السودان في قمع كل الثورات ومحاصرة التمرد في الجنوب وجبال النوبة ودارفور .
        كما ساهمت الخبرة الايرانية ونظرية الجيش الثوري في توسيع دائرة الحرب وأشعال فتيلها باصباغ النزعة الدينية الثورية وامتدت يد الثورة الايرانية في اقناع الحكومة السودانية في استضافة عناصر اسلامية متشددة من تنظيم القاعدة في بداية التسعينات من القرن الماضي حيث نزل اسامة بن لادن ضيفا الي السودان حتي منتصف التسعينات وقد تم اخراجة بصفقة الي افغانستان  .
     اخيرا تمكنت ايران من المشاركة في ادارة عمليات واسعة  لتهريب  السلاح عبر الحدود الي (غزة )عبر الوسطاء السودانيين والمصريين ،
وشرعت في تدريب بعض الجماعات علي استخدام الاسلحة الثقيلة داخل السودان كما فعلت من قبل عندما دربت عناصر الدفاع الشعبي ومليشيات المراحيل ..
الهجرة الي اسرائيل :-
          ظهرت في جمهورية مصر العربية ظاهرة الاتجار بالبشر فيما يعرف (بالتهريب عبر الحدود الي اسرائيل) أو السلك   وقد لاقي الالاف  من الضحايا  حتفهم جراء هذة المحاولات المحفوفة بالمخاطر .
مجموعات تهريب السودانيين:-
        هي مجموعات  منظمة  تجمعها شبكة اتصالات قوية تمتد بين السودان ومصر وليبيا  واسرائيل  تجمعها مجموعات تمكنت ان تخترق الاجهزة الامنية واصبحت تدير عملياتها من خلال هذة العمليات .
مسألة الاتجار بالبشر:-
        تتم عملية التهريب عبر وسطاء وسماسرة موجودين في مصرمن فبائل البدو الممتدين ما بين حدودالسودان الشرقية ومصر وحدود مصر الغربية وليبيا  ولهم علاقات قوية مع سلطات الامن والشرطة علي الحدود قائمة علي تبادل المصالح المشتركة حتي لو كانت علي حساب ارواح الابرياء
كما اصبحت لهذة التجارة سماسرة في السودان وليبيا وبعض الدول الافريقية وصار بعض الضحايا يأتون من السودان مباشرة او ارتريا او ليبيا ولايعرف عنهم احد اي شي الا السماسرة حتي ذويهم المقيمين في مصر قد يعرفون عنهم شيئا الابعد ان يكونوا قد عبروا الحدود
ادانة الابرياء وتبرئة المجرمين :-
           كانت هذة العمليات تدار في البداية بواسطة مجموعات هدفها جمع الاموال بأي طريقة الا انه في الاونة الاخيرة اصبحت جزاء من الحرب المخابراتية بين اسرائيل  وايران وبعض الدول  العربية  بعد ان دخلت فيها ايادي المخابرات السودانية و الايرانية عبر التنسيق الجاري بينهما لدعم المقاومة الفلسطينية واصبحت هذة العمليات تدار كغطاء لاهداف امنية عليا( من خلال تهريب الاسلحة الي غزة عبر مصر  والعمل علي اختراق الامن الاسرائيلي )
           ويتم استغلال تهريب البشر كغطاء لعمليات اكبر  منها:-
         ادخال  المتطوعين من قوات المقاومة  حيث اصبحت تجارة تدر عائدا ماديا كبيرا، كما ان التيار الاسلامي المتشدد الحاكم في السودان من خلال المؤتمر الوطني بمكتبه في القاهرة  استفاد من علاقاته مع الحكومة المصرية في استمالة بعض العناصر من الجماعات الاسلامية  وصار الجانب السوداني هو المستفيد الاكبر خاصة عندما يتم تحديد التهريب بفئات اجتماعية معينة من دارفور تتبع غالبيتها للمتمردين من اقليم دارفور وبهذة العملية تستطيع حكومة البشير الصاق تهمة مؤامرة التدخل الاسرائيلي في قضية دارفور فتعمل علي قتلها وبهذة الطريقة ايضا تعطي نفسها مشروعية جمع الاموال من اجل الدفاع عن قضية الامن القومي العربي والاسلامي فتنهال مليارات  الدولارات لتدعم بها مشروعها الحضاري الذي يسعس لابادة السكان الاصليين في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ،  لذلك استطاعت اجهزة الامن السودانية من اختراق الحركات الدرفورية المسلحة وزرع عملائها وسط حركات التمرد مستفيدة من صلات القرابة والصداقة مع بعض قادتها .
           فاصبحت هذة العناصر المزروعة تدير عملياتها داخل الحركات لصالح الحكومة السودانية وحلفائها الدوليين وقد يبدوا للناظر غير المدقق ان هذة العمليات تدار بواسطة افرادها الا ان الواقع ان ادارة هذة العملية تتم بايعاذ من الامن و المخابرات السودانية ،وقد اشتري  المؤتمر الوطني مكتبا فخما في مصر الجديد ة يدار بواسطة الخبراء الاستراتيجيين
الا ان المتتبع لهذة العمليات يلاحظ ان هولاء العملاء التابعين للحكومة السودانية تجمعهم صفات مشتركة واحدة هي ؛-
1/ انهم كانوا عناصر من اللجان الشعبية او رؤسائها (من افراد الامن الشعبي) وهولاء تم تدريبهم في التسعينات بواسطة جهاز المخابرات الايرانيةعلي نهج الحرس الثوري .
2/ مجموعة منهم كانوا متطوعين في حزب البعث العربي في العراق او سوريا او حركة اللجان الثورية في ليبيا واصبحوا فيما بعد من عناصر النظام الحاكم في السودان باسم الاسلام السياسي .
3/مجموعة من الاسلاميين من ابناء دارفور من العناصر الامنية والدبابين والدفاع الشعبي الذين التحقوا بالحركات مؤخرا  بوصفهم من ابناء دارفور يددعون الثورية  تحت غطاء استراتيجية النظام لاحتواء الثورة في دارفور من خلال العناصر الموالية له من الشباب .
وقد استطاعت هذة المجموعات ان تتغلغل داخل الحركات الدارفورية المسلحة .
ومن الاهداف السرية لهذة العمليات هو افراغ دارفور من الشباب القادر علي حمل السلاح وتهجير اكبر قدر من المتحمسين للقضية .؟
التغطية علي عمليات تهريب السلاح عبر الحدود ما بين مصر والسودان وليبيا .
لكن ماذا تستفيد اسرائيل من ادارة  هذة العمليات داخل اراضيها  ؟
وهل سيساعدها دخول هولاء الشباب مستقبلا في تطويق مصر من الجنوب ام ماذا |؟
 مع العلم بان كل الشباب الذين هربوا الي اسرئيل لديهم تاريخ وماضي سئ و مؤلم خاصة بعد احداث فض اعتصام السودانيين بميدان مصطفي محمودعام2005     
نشرت هذة المعلومات من تحليل  وقراءة للواقع في اغسطس  2010 ونعيد نشرها بمناسبة عودة البارجتين الايرانيتين الي السودان مرة اخر وبعد ضرب مصنع  اليرموك  للتصنيع الحربي  
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *