اهل بدأ الصراع (الشايقي)…(الجعلي) على السلطة في البلاد…؟

اهل بدأ الصراع (الشايقي)…(الجعلي) على السلطة في البلاد…؟!.

خالد ابواحمد [email protected]

أسئلة كثيرة تدور في خلد المرء وهو يتابع ما يكتبه مؤيدي الحزب الحاكم في أكبر المواقع الالكرتونية السودانية على شبكة الانترنيت عبر منبره العام، هذه الأسئلة مزعجة بمكان بحيث تجعل القارئ قلق ومرتبك ومتوجس خيفةً من مستقبل مظلم للسودان الذي يمر بأسوأ حقبة زمنية منذ تواجده كدولة على وجه الأرض.

والسؤال مكمن القلق..هو هل بدأ الصراع (الشايقي) (الجعلي) على السلطة في البلاد…؟!.

أدري عزيزي القارئ أن مجرد قراءة السؤال في حد ذاته أمر يدعو للاستغراب.. وللخوف من المستقبل المجهول..!!.

 الذي جعلني أرتاد هذه المنطقة الخطيرة هي أن مسؤول الاعلام الالكتروني بالحزب الحاكم  العضو في سودانيز اون لاين علاء الدين يوسف علي المشهور بمعاركه الاسفيرية في عدد من المواقع الالكترونية وصاحب أكبر سجل للشتيمة والألفاظ النابئة كان قد فتح ملف أملاك آل حسن أحمد البشير وبعنوان مستفز (قصور وعمارات آل البشير – حوش بانقا – بكافوري)، ونشر فيه عدد كبير من الصور الملونة التي يرى منها القارئ حجم الاستملاكات الضخمة لأسرة الرئيس في هذه المنطقة المعروفة في العاصمة السودانية، ووضح من خلال الصور كمية المباني والمؤسسات التعليمية التي أنشأها أحد أشقاء الرئيس، وكان غريباً للغاية أن يقوم شخص عضو بالحزب الحاكم ومسؤول الاعلام التقني فيه بفتح هذا الملف بالذات الذي استفز كل الذين تصفحوه وتأملوا في صوره..!!.

قراءتي الشخصية للهدف من نشر هذا الملف كانت لم تخرج من دائرة استفزاز المعارضين من باب (البلد بلدنا ونحن أسيادها)، وكان كاتب الملف يرد على القراء بعنجهية شديدة تزيد من اشتعال نار الكراهية في صدور القراء، وهذه الحادثة لم تجعلني أمر بها مرور الكرام لكنني أعملت النظر والتفكير في ما وراء نشر مسؤول الاعلام الالكتروني لهذا الملف، وأثناء بحثي عن آخر ما كتبه هذا الشخص وجدته قد كتب كلاماً يسئ بوضوح شديد للرئيس عمر البشير بتاريخ 3 اكتوبر 2010م على ضوء اقتراح الحركة الشعبية برئاسة دورية و70% من النفط، الذي نشرته صحيفة (القدس العربي) وبعض الصحف السودانية، وقد وصف علاء الدين يوسف هذه المقترحات بـ (قِلّة أدب غير مقبولة) ومن سوء حظه العاثر أن الرئيس بعد أقل من 48 ساعة طالب الحركة الشعبية بقبول 100% من انتاج النفط من أجل الوحدة، فإذا كانت 70% من النفط.. جعلته ينعت الحركة الشعبية بـ (قلة الأدب) فما باله وقد رضي رئيس الجمهورية عن تقديم تنازلات لدرجة 100% من النفط للحركة الشعبية..!!!.

فماذا هو قائل للرئيس عمر البشير…!!

أليس من الطبيعي أن نتوجس خيفة من هذه الكتابات التي تعكس واقع الحال داخل دوائر الحزب الحالكم..وهذه المماحكات التي تقع في اطار الصراع (الشايقي) (الجعلي) على السلطة…؟؟.. خاصة إذا وضعنا في الحسبان الامكانيات الهائلة التي تم توفيرها لمسؤول الاعلام الالكتروني في الحزب علاء الدين يوسف وصحبه في الموقع السوداني الأكثر شهرة لكي يبث عبره أشجان القبيلة وطموحاتها ورسائلها، علماً أن غالبية العاملين في الاعلام الالكتروني بالحزب الحاكم من قبيلة واحدة..!!…بمساعدة من صلاح قوش في رئاسة الجمهورية، وقد قامت هذه الشبكة الاعلامية الالكترونية الممولة من جهات تعمل تحت الارض ب تغطية كل أنشطة نائب الرئيس علي عثمان محمد طه وفي زياراته الداخلية والخارجية مدعومة بالصور (High-resolution images)، كما قامت الشبكة بتغطية اللقاءات المهمة لمستشار الرئيس للشؤون الأمنية صلاح عبدالله (قوش) وكذلك مقالات المدح والإطراء من قبل العضو محمد المسلمي لصلاح قوش، وتركيز هذه الشبكة الاعلامية على عكس أنشطة النائب علي عثمان محمد طه والمستشار صلاح قوش بالصور الحصرية، هذا فضلاً عن الكثير من العبارات والمفردات التي تشير إلى التوجه باستغلال المواقع الالكترونية في ارسال موجهات معينة لمن يهمهم الأمر في تكبير كوم قبيلة نائب الرئيس وإعدادها لأمر جلل..!!.

عزيزي القارئ..

انا لا أدعو لعنصرية أو جهوية والحمدلله لم أكتب يوماً في مقالاتي أو موضوعاتي على الشبكة إنتمائي لقبيلة من القبائل ..أنا في الحقيقة من خلال طوافي بكل مدن وولايات السودان والتعرف عن كثب على ما يزخر به السودان أصبحت قلبيلتي هي (السودان) وفي اعتقادي انه أجمل وأعظم وطن في العالم لا يمكن أن انتمي لوطن سواه مهما كان..لكنني أعرف جيداً عزيزي القارئ كيف يفكر هؤلاء.. علي عثمان محمد طه.. و صلاح قوش.. وأعرف جيداً مراميهما، وطريقة عملهما في الخفاء وكيف يفكران.. وكيف يستقطبان الأتباع وطريقتهما في الصرف البذخي على من يعمل معهما، والثقة الكبيرة التي يعطيانها للمقربين والسواعد القريبة..!!.

فليس لي من مصلحة غير مصلحة الوطن في أن أنبه الناس لما يجري ويُدبر من إستراتيجيات تفتك بالوطن وتريق الدماء العزيزة كما أريقت من قبل في أكثر من محور، ولا زالت تأثيراتها حاضرة بيننا تأكل من أجسادها ومن عفتنا وشرفنا..ومن تاريخنا الممهور بالدماء الغالية من أجل الحرية والاستقلال.

وإذا كانت حرب داحس والغبراء بين قبيلتي عبس وذبيان من أطول حروب عاشها وخاضها العرب في الجاهلية، دامت أربعين سنة وإشتركت فيها العديد من القبائل العربية بصف بنى ذبيان مثل قبيلة طيئ وهوازن فإن الحرب في السودان التي يشعلها (المؤتمر الوطني) عبر صراع (الشوايقة) و(الجعليين) إذا تجاوزنا الجنوب ودارفور، فإنها ستستمر حتى يفنى آخر مواطن سوداني..تبقى ولا تذر.. وتحرق الأخضر واليابس، ولا تنتهي في حدود السودان بل تمتد إلى الدُول المجاورة التي ستدخل تلقائياً في الحرب بحجة الدفاع عن السودان..!!.

لا أدّعي عزيزي القارئ مقدرة على التحليل، كما لا أدعي أنني أعرّف الناس بما يجري في البلاد من أحداث، لكنها مجموعة هواجس أحسب أنها لم تأتِ من فراغ بل من وقائع موجودة على أرض الواقع قد بينتها في هذا المكتوب، كما أن الكثير من الزملاء الصحافيين والحركيين داخل الحزب الحاكم يبوحون لنا بين الفينة والأخرى بهمومهم وما يسمعونه داخل الحزب من اتجاهات تزرع في صدورهم الخوف من المستقبل.

وأضف إلى ذلك أن القُراء الكرام الذين شعروا بمصداقية ما يكتبه هذا القلم من توجهات تريد سلامة وأمن الوطن العزيز وتطوره ورقي شعبه يبعثون لنا بأشجانهم ومقترحاتهم وانتقاداتهم التي هي محل احترام وتقدير، والكثير منهم يتبرعون بالمعلومات حول ما يجري في البلاد وأتعب كثيراً في التأكد من صحتها وكلها في الغالب تصدق.. إن هاجس الصراع القبلي بين الطرفين المذكورين أصبح مدار حديث طويل بعد أن كان همساً.. يتم تداوله بصوت عال، خاصة بعد الخلاف الكبير الذي حدث بين المسؤول السابق في إدارة الكهرباء المهندس مكاوي محمد عوض والوزير أسامة عبدالله.. هذا الصراع الذي أُستخدم فيه الأُس القبلي بأسوأ ما يكون فتدخل الفريق صلاح قوش ليحمى بنى جلدته الذي بقي في مكانه، وتدخل عمر البشير لنقل مكاوي لمرفق آخر بدرجة وزير، وقال العالمون ببواطن الأمور داخل الحزب الحاكم أن الشتائم الشخصية النتنة التي وجهها الطرفان لبعضهما البعض لم تحدث في تاريخ السودان ألبته، وأن تفاصيل هذا الصراع (القبلي) سابقة تاريخية بكل المقاييس تنطوي على مفارقة واضحة للدين ولكل التقاليد السودانية الأصيلة التي اشتهر بها الشعب السوداني والتي أكدت أن السودان أضحى على وشك السقوط في الهاوية..!!.

مساء الخميس 21 اكتوبر 2010م

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *