انقلاب (غوش) الفاشل ومؤشرات حتمية انتصار ثورة الهامش؟

انقلاب (غوش) الفاشل ومؤشرات حتمية انتصار ثورة الهامش؟
بمجرد ان  وصفت مخابرات المطلوب للعدالة عمر البشير—وصفت  انقلاب صلاح غوش (بالمحاولة التخربية) تبين لكل من يعمل بالسياسة (هوية قادة الانقلاب) – وشعرنا بالامان لاهلنا المهمشين فى الحزام الاسود فى الخرطوم من القبض على اللون والهوية والجهوية – وذلك لاننا تيقنا ان تهمة (الانقلاب) لن توجه للجبهة الثورية  التى تتشكل من الغرابة (دارفور) ومن الكردافة – اى كردفان والمقصود شعب جبال النوبة –ومن شعب الانقسنا – لان الوصفة التى تناسب هذه الفئة هى (الانقلاب (العنصرى) الحاقد) —  او (المرتزقة) – الخ.
اى تغيير فى الخرطوم – (انقلابى ) او (مدنى )هو نتاج مباشر لثورا ت الهامش
 على الرغم من ان مخابرات محمد عطا المولى لم تتهم الجبهة الثورية بتدبير هذا الانقلاب – الا انى فى هذا المقال اقول : ان هذا الانقلاب هو نتيجة مباشة لثورة الهامش المسلحة – واضيف الى ذلك بان اى تغيير (مدنى ) يحصل فى الخرطوم هو نتاج مباشر لثورة الهامش – وانه لا يمكن ان تحدث (ثورة سلمية) فى الخرطوم  بعد انتشار ثورة الهامش المسلحة لتتجاوز الجنوب (القديم ) لتعم منطقة جبال النوبة والانقسنا والشرق ودارفور – وان اى انتفاضة او ثورة فى الخرطوم – هى (ثورة شعبية مسلحة) – ولا مجال لثورة (سلمية) وبيانا لما اقول اقدم الادلة التالية :
 اولا : المقاومة المسلحة – سواء فى الجنوب او فى جبال النوبة او الانقسنا او الشرق او فى دارفور – هذه المقاومة لها استراتيجية – ولها تكتيك – ولها اهداف وهى تدرك تماما تواضع قدراتها العسكرية مقارنة بمقدرات (دولة الاحتلال) الاستعمارية العنصرية فى الخرطوم – والتى تتفوق بسلاح الجو وبالامكانيات المادية والبترولية – فضلا عن علاقاتها الخارجية مع دولة مثل ايران – والدعم الغير محدود من الجامعة العربية مجتمعة ودولها على انفراد –  فى ظروف الاوضاع غير المتكافئة عسكريا فان استراتيجية المقاومة لا تهدف الى الانتصار السريع و الحاسم فى الحرب – وانما تقوم على (حرب استنزاف طويلة الامد) – يتعرض فيها جيش الاحتلال الخرطومى الى هزائم وخسائر فادحة – مما يدفعه الى الانقلابات لتغيير النظام الفاسد – ومن ثم التوصل الى اتفاقية سلام مع المقاومة المسلحة بعد الاعتراف بمظالمها ومطالبها المشروعة التى انكرها (العهد البائد) ظلما وجورا – وهذا ما حدث بالضبط بعد انقلاب 25 مايو 1969 – حيث اعترف النظام بمظالم اهل الجنوب (بيان 9 يونيو) – ثم ابرم نظام مايو فى 3 مارس 1972 اتاقيية اديس ابابا – وكما حدث فى نيفاشا بعد حرب استنزاف طويلة الامد.
 ثانيا : استراتيجية المقاومة المسلحة غير المتكافئة مالا وعتادا مع دولة (الاحتلال) فى الخرطوم هى ان يحدث الاستنزاف طويل المدى (ثورة شعبية مسلحة) فى الخرطوم وهنا يتعين علينا ان نتوقف طويلا لنقول بالفم المليان انه ( مع وجود مقاومة مسلحة تحارب الحكومة فى الهامش) فان اى (ثورة شعبية) فى الخرطوم لتغيير النظام هى (ثورة شعبية مسلحة) —  و (كاذب ) و (ضليل) من يتحدث عن (ثورة سلمية) وذلك لان (الثورة الشعبية) هى عملية تراكمية نتيجة حرب الاستنزاف طويلة المدى وليست وليدة (زيادة اسعار المحروقات) – وذلك لان مسالة زيادة اسعار المحروقات نفسها هى نتاج لحرب الاستنزاف التى جعلت 70% من ميزانية البلاد للدفاع والامن . ثورة اكتوبر 1964 لم تكن (ثورة سلمية) – ومن يقل بذلك لا يعلم شيئا عن (علم فن الحرب) — وانما كانت (ثورة شعبية مسلحة) لانها نتيجة مباشرة لحرب الجنوب – وكذلك انتفاضة ابريل 1986 لم تكن (سلمية) – وانتما هى ثورة مدرجة بدماء المهمشين فى الجنوب وجبال النوبة والانقسنا بقيادة الزعيم التاريخى الراحل المقيم جون غرنق .
ثالثا : هنالك واقعة لن يسمح المهمشون بتكرارها – وهى ان التغيير (سواء اكان بانقلاب عسكرى او انتفاضة) هو عمليا يشكل (انقاذا) لمشروع دولة الاحتلال  — وليس انقادا للسودان – ويقطف ثماره ابناء (دولة الاحتلال) – وذلك بتغيير شكلى لا يمس (مشروع دولة الاحتلال ) – وانما بتغيير ينصب على (الاشخاص) و لا يمس بنية السلطة – وقد راينا كيف فشل الصادق المهدى فى تصفية اثار مايو – وفشل حتى فى رد الاعتبار المعنوى للغرابة رفاق الشهيد محمد نور سعد الذين وصفهم نظام مايو (بالمرتزقة) – اى تجريدهم من المواطنة السودانية .
   وقد كرر الامام الصادق ذات الموقف حين قبض الثمن وشرب مع البشير نخب دماء الشهيد الجمالى ورفاقه حين دخلت قوات العدل والمساواة الخرطوم بقيادة الراحل المقيم الشهيد د خليل ابراهيم فى العاشر من مايو 2008 واستقبل الامام الصادق عمر البشير المطلوب للعدالة الدولية  فى بيت الامام بام درمان بهذه المناسبة وطالبه بتقديم شرفاء العدل والمساواة  لمحاكم الانقاذ الظالمة – نعم طالب الامام بتقديم اشاوس العدل والمساواة — الذين عبروا ذات الطرق الصحراوية التى سلكها من قبل الشهيد محمد نور سعد – ووصفهم نظام الانقاذ (بالمرتزقة) كما وصف من قبل نظام مايو جيش الشهيد محمد نور سعد (بالمرتزقة ) – طالب الامام الصادق البشيربتقديم مناضلى العدل والمساواة للمحاكمة وهو يدرى يقينا ان محاكم الانقاذ ليست محاكم عدالة – كانما اراد الامام  بذلك ان ينالوا نفس المصير الذى ناله اسرى حركة 2 يوليو 1976 – رحمهم الله .
رابعا :  حروب المقاومة المسلحة لها ثمن فادح يتمثل فى ايقاف التنمية والخدمات التعليمية والصحية والكهرباء والمياه – الخ –  ليس على مستوى الهامش فحسب وانما على مستوى كل الدولة لان الحرب تستنزف موارد كل البلاد — لذلك يجب ان يدفع هذا الثمن مرة واحدة فى عمر الشعب –  لقد علمتنا انقلابات دولة الاحتلال فى الخرطوم ان اتفاقيات السلام التى تبرمها مع مقاومة الهامش السودانى سواء بموجب اتفاقية اديس ابابا او نيفاشا — انها اتفاقيات (هدنة)  ثم بعدها تعود الى مربع الحرب من جديد  — لذلك – لا تحتفى حركات المقاومة بالهامش السودانى باى انقلاب سواء أكان على شاكلة انقلاب (صلاح غوش) المجرب المعلوم لدينا – والذى شارك – بل كان العنصر الاساسى فى تنفيذ الابادة لشعب دارفور – او اى انقلاب اخر –  وذلك رغم رغم الحقيقة التى تقول بان اى تغيير يجرى فى الخرطوم هو من صنع مقاومة المهمشين المسلحة  — لقد علمتنا التجارب ان الحل المثالى هو (الانتفاضة المسلحة المحمية بواسطة قوات الجبهة الثورية) – والتى تؤدى الى اسقاط النظام وتنفيذ برنامج اعادة هيكلة الدولة السودانية  وتحقيق التحول الديمقراطى وتحقيق التغيير المطلوب فى بنية السلطة والجيش بحيث يتحول الى (جيش وطنى) وليس جيش دولة احتلال .
ابوبكر القاضى
الدوحة
[email protected]
23 نوفمبر 2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *