ثروت قاسم
الخميس 16 مايو 2019
Facebook.com/TharwatGasimOfficial
ملحمة البطل النقيب حامد عثمان حامد ؟
في يوم السبت 6 ابريل 2019 بدأ الاعتصام هادراً كريح صرصر عاتية في الساحة المواجهة للقيادة العامة في الخرطوم ، وهو اليوم الموافق للذكرى ال 34 لانتفاضة السبت 6 ابريل 1985 .
يالها من مصادفة تاريخية سبت وسبت ، وبينهما 30 سنة من العذاب والاستبداد والفساد ، والابادات الجماعية ، والجرائم ضد الانسانية ، وجرائم الحرب . ولكن عندما اشتدت العتمة ، بزغ الفجر ، وفُرجت وكنا نظنها لا تُفرج .
في نفس يوم السبت 6 ابريل ، ارسلت الافعى اللافقارية المكنية باسم علي عثمان محمد طه ، بعضاً من كتائب ظلها المدججة بالسلاح ، لموقع الاعتصام ، سراً وعلى دفعات صغيرة ، حتى لا تثير الملاحظة . باتت هذه الكتائب الذئبية داخل القيادة العامة ، على مرمى حجر من المعتصمين ، وهي تراقب بالنظارات المعظمة التي تنظر ليلاً ، كل حركة من حركات ومواقع شابات وشباب الثوار، استعداداً لعدوان كاسح فجر الاحد 7 ابريل 2019 ، لتأخذ الثوار على حين غرة ، ومن حيث لا يحتسبون .
فجريوم الاحد 7 ابريل 2019 ، كان ميدان الاعتصام هادئاً ، خصوصاً وقد اكد المجلس العسكري الانتقالي ان المعتصمين باعينه ، وانهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
وفجاة ، وبدون سابق انذار ، هبطت الى ساحة الاعتصام الميليشيات الشيطانية من كتائب الظل البايتة والمتخفية داخل القيادة العامة ، وهي مدججة باحدث انواع الاسلحة الفتاكة ، وبدأت تطلق نيرانها لتقتل ، نكرر لتقتل المعتصمين كلهم جميعهم ، حسب اوامر زعيمها الافعى علي عثمان ، وليس لتحذر وترعب وتفرق وتفض المعتصمين ، .
كانت الميليشيات الشيطانية تصوب نيران مدافعها ورشاشاتها على رؤوس وصدور الاطفال والشابات والشباب العُزل المعتصمين لقتلهم ، حسب شعار الافعى المعروف :
Shoot to Kill
وكما امرهم شيطانهم الاكبر علي عثمان ، كما توضح هذه الصورة ادناه لطفل شهيد :
اصابت رصاصات طائشة ظهر الطفل محمد عيسى كوكو ( 16 سنة ) ، واستشهد بعد عملية جراحية لم تنجح في انقاذ حياته … تباً للافعى علي عثمان قاتل الاطفال .
صورة الطفل محمد عيسى كوكوادناه:
لحظتها كان البطل النقيب حامد عثمان حامد يقوم على حراسة المعتصمين من فوق ثاتشره وهو يمسك بمؤخرة مدفع الدوشكا المثبت على ظهر الثاتشر ، وحوله كتيبته العسكرية من ضباط وصف ضباط وجنود القوات المسلحة . هال البطل النقيب حامد عثمان حامد ما راى ، وانقلع قلبه غضباً ، وهو يرى الرصاص الحي ينهال على المعتصمين ، وكانهم جراد منتشر .
بردة فعل لا ارادية ، قام البطل النقيب حامد عثمان حامد باطلاق وابل من قذائف مدفعه الدوشكا على الكتائب الذئبية المعتدية . وتبعه زميله النقيب يوسف الجيلي وقواتهما في رش المعتدين بنيران مدافعهما الدوشكا . توقفت الكتائب المعتدية عن اطلاق النار على المعتصمين العُزل ، خوفاً وجزعاً وهلعاً ، إذ لم تكن تتصور في كوابيسها الفجرية ان يدافع عن المعتصمين المدنيين العُزل مُدافعين من القوات المسلحة ، يرمون اخوانهم من كتائب الظل بحجارة من سجيل .
قالوا آنى هذا ؟
قل هو من عند البطل النقيب حامد عثمان حامد ؟
هرول جنرال من القوات المسلحة عنده علم من كتاب المجلس العسكري الانتقالي ، آمراً البطل النقيب حامد عثمان حامد وكتيبته بالتوقف عن اطلاق النار ، وترك كتائب الظل لتنهي مهمتها في سحق المعتصمين العُزل ، كما سحقت قوات الامام الاكبر عليه السلام جيش هكس باشا العرمرم في غابة شيكان فجر يوم الاثنين 5 نوفمبر 1883 ، وابادته عن بكرة ابيه . مع الفارق الاخلاقي والوطني بين الحدثين ؟
توقف ضباط وجنود كتيبة البطل النقيب حامد عثمان حامد ، ومنهم زميله النقيب موسى الجيلي ، عن اطلاق مدافعهم ضد كتائب الظل المعتدية ، طاعة لاوامر جنرالهم العظيم . اما البطل النقيب حامد عثمان حامد فقد استمر في اطلاق نيران مدفعه الدوشكا مستنسخاً جده الاكبر البطل عبدالفضيل الماظ ، الذي اصلى المستعمرين ناراً من فوهة مدفعه المكسيم .
تقدم الجنرال من البطل النقيب حامد عثمان حامد ، يأمره بوقف اطلاق النار .
قال البطل :
الناس بقتلو في أخواني والله ما أخليهم . اي زول يضرب المعتصمين العُزل ديل انا بضربو طوالي .
قال الجنرال :
دي أوامر.
قال البطل :
مخالف سعادتك . ودي استمارتي والبورية حقي . انا الليلة مواطن.
الحصة وطن كما قال الامام الصادق . دي ابسط حاجة ممكن اقدمها لاخواني المعتصمين ، والجاي من الله كلو كويس .
رفض البطل النقيب حامد عثمان حامد أمر جنراله بوقف اطلاق النار ، وبإدخال التاتشر الى داخل حوش القيادة العامة … وواصل اطلاق النار الكثيفة على كتائب الظل المعتدية .
تابع بطولة البطل النقيب حامد عثمان حامد على الفيديو في الرابط ادناه :
https://www.youtube.com/watch?v=k7smPUkRV7o
وعلى الفيديو في الرابط ادناه :
ps://www.youtube.com/watch?v=BDWu9VWR-SQ
عندها حدث امر لا يُكاد يُصدق ؟ امر لا يحدث الا من الابطال السودانيين الحقيقيين .
فقد عادت كتيبة البطل النقيب حامد عثمان حامد ومعها زميله النقيب موسى الجيلي ، وواصلت اطلاق النار على كتائب الظل المعتدية ، بعد ان توقفت بأمر الجنرال .
ورجعت كتيبته ومعها زميله النقيب موسى الجيلي ، الى البطل النقيب حامد عثمان حامد بعد ما اعطاها المثل والقدوة الحسنة ولم يعطها الاوامر، وبعد ما ازال الزعازع من قلوبها ، وثبت اوتادها بثباته وربطة جأشه الاسطورية .
كانت تلك لحظات مفصلية في تاريخ الثورة تم تسطيرها باحرف من نار ومن نور . لحظات زالت الزعازع من القلوب ، وثُبتت الاوتاد في ساحة القيادة العامة .
للأسف ، اُصيب البطل النقيب حامد عثمان حامد بطلق ناري في يده اليسرى ، ولكنه واصل اطلاق النار من مدفعه الدوشكا على كتائب الظل المعتدية ، بيده اليمنى .
بعدها تم طرد البطل النقيب حامد عثمان حامد من الجيش ، لعدم طاعته الاوامر ، ولمساعدته الثائرات والثوار .
ولكن اهل منطقته حجر العسل استقبلوه استقبال الابطال عندما زارهم يوم الخميس 2 مايو 2019 ، كما يوضح الفيديو على الرابط ادناه :
https://www.youtube.com/watch?v=6JavGTwCP94
ندعو مجلس وزراء الثورة الجديد للتكرم بالعمل على اعادة البطل النقيب حامد عثمان حامد للخدمة العسكرية وترقيته ترقية استثنائية لبطولته ووطنيته .
نعم … البطل النقيب حامد عثمان حامد من الذين جاء ذكرهم في محكم التنزيل في الايتين 173 و174 في سورة آل عمران :
الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيمانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ .
نعم … لولا أن ثبت البطل النقيب حامد عثمان حامد الاوتاد فجر ذلك اليوم المبارك ، لحلت الزعازع محل الاوتاد ، ولإغتالت ميليشيات وكتائب الظل الذئبية شباب المعتصمات والمعتصمين كلهم جميعهم في إستنساخ لمجزرة رابعة العدوية في اغسطس 2013 . ولانفض سامر الثوار، ولتم اجهاض الثورة وهي نطفة في رحم ساحة القيادة العامة .
نعم ونعم … ثبت البطل النقيب حامد عثمان حامد الاوتاد في ساحة الاعتصام من فجر الاحد 7 ابريل 2019 وحتى يوم الدين هذا ، الذي انقلب الثوار فيه بنعمة من الله وفضل ، لم يمسسهم سؤ ، وانتصروا على جحافل البغي والظلم والاستبداد والفساد .
يثبت الله الثوار بالقول الثابت في الحياة الدنيا ، فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان تواباً .
نعم ونكرر كانت تلك لحظة مفصلية في الثورة ازالت الزعازع وثبّتت الاوتاد في ساحة القيادة العامة الى يوم الدين هذا .
يحتفظ الهرم منصور خالد بالملكية الفكرية لمفردتي الزعازع والاوتاد ، لذا لزم التنبيه .
ولولا تلك اللحظة المفصلية لانتهى الاعتصام بإغتيال كتائب الظل لجميع المعتصمين ، كلهم جميعهم ، حسب اوامر الطاغية المخلوع البشير ، وكلبه علي عثمان .
بعدها ، وبفضل من الله وتوفيقه ، والموقف الثابت الشجاع البطولي للبطل النقيب حامد عثمان حامد ، استمر وتواصل واستدام الاعتصام حتى يوم الخميس 11 ابريل 2019 ، عندما تهاوى تاج الطاغية ، وتمت ازالة الطاغوت الى مزابل التاريخ .
وبعدها استدام وتعاظم الاعتصام حتى يوم الخميس 16 مايو 2019 عندما توصل المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى اعلان الحرية والتغيير الى اتفاق لم يمت فيه ذئب المجلس العسكري الانتقالي ، ولم تفنى فيه غنم شابات وشباب الثوار المعتصمين .
في يوم الاحد 7 ابريل 2019 ، صار حامد الجيش … حامد الوطن . صرنا كلنا جميعا حامد الوطن .
قوموا الى صلاتكم ، وانصبوا تمثالاً في ساحة القيادة العامة للبطل النقيب حامد عثمان حامد ، يرحمكم الله .