انتو الشعب السوداني دا منو ؟

انتو الشعب السوداني دا منو ؟
خضرعطا المنان
[email protected]
يعني بالعربي الفصيح : من هو الشعب السوداني تحديدا ؟ .
هل هم أولئك النفرمن أبناء وبنات بلادنا الذين يتحدث عنهم الاسلامويون بأنهم انما يستمدون منهم شرعيتهم ؟ .. أم أن الشعب السوداني هم أولئك الذين يتغنى بالنظام بمدى (وعيهم وتفهمهم ورضاهم !!!) لكل اجراءات التقشف المذلة الأخيرة ؟.
وهل الشعب السوداني هم أولئك الذين يربطون الشارات الخضراء ( علامة الجهاد) من يفع مغرر بهم يتكدسون في المعسكرات ويهتفون ويهللون ويكبرون وهم لا عرفون (رئيسا ) سواء هذا المشير المطارد دوليا ؟ .
هل الشعب السوداني هو هذه القلة من النساء المتكدسات في صالات المؤتمرات ليتحدثن باسم ( اتحاد المرأة السودانية) وهن يطلقن (الزغرودة) وراء (الزغرودة ( وسباباتهم مرفوعة في السماء وهن يكبرون بصوت واحد في جلبة وضوضاء تجلل لها أرجاء المكان ؟ .

وهل لشعب في التاريخ أن يقبل الاهانة والذل والتجويع باسم ( الشرعية) ؟.. وأي شرعية تلك التي يتحدث عنها هذا النظام الأخطبوطي المحاصر باللعنات والأزمات والحروب والكراهية والرفض الشعبي المعلن ؟..ومنذ متى كانت الشرعية تعني أن أطلق عليك الرصاص ثم أطلب منك ضرورة أن تصبر وتبقى على قيد الحياة ؟ .
أي منطق هذا ؟؟.
وعلى الضفة الأخرى : هل الشعب السوداني هم هؤلاء الفتية – طلابا وشبابا – الذين خرجوا وحدهم متحدين للرصاص و(رباطة ) النظام ورافضين للذل والاهانة وسياسة التجويع وباحثين عن عدالة وكرامة واحترام لآدميتهم ومستقبل لهم ولأهلهم ووطنهم المنكوب ؟.
هل الشعب السوداني هم هؤلاء الذين يحترقون بلظى شظف العيش والتشرد والبطالة وطول الانتظار على أرصفة الضياع لسنوات وسنوات دون أن يبين لهم في الأفق ما يمكن أن يبدد مخاوفهم أو يغرس الأمل في نفوسهم ؟.
اذن عن أي شعب تتحدث هذه العصابة الحاكمة باسمها في الخرطوم ؟ .
انهم انما يتحدثون عن شعب يعيش في كوكب آخر غير الذي نحن فيه .. وهم في هذه الحالة معذورون .. ولكن ما لا يمكن أن يكون هو أن يعلموا بأن هذه الثورة المشتعلة لن تخبو جذوتها أبدا وأن الساعة لن تعود للوراء .. وهل لرصاصة أن تعود يوما لخزانتها بعد اطلاقها ؟ .
لقد آن أوان التغيير في السودان وأصبح امرا حتميا وعلى يد هؤلاء المطاردون في الجامعات و الأزقة والحواري والشوارع والمدن ولا يرجون خيرا من ( ديناصورات ) عفا عليها الزمن وتجاوزتها أحلام هؤلاء الصغار/ الكبار الذين يصنعون خيوط الفجر القادم لا محالة.
واذا كان هؤلاء هم ( شذاذ آفاق ) فذلك شرف لنا جميعا أن نكون منهم ولو تباعدت المسافات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *