بسم الله الرحمن الرحيم
انتخاب عمر البشير كرئيس للسودان في هذا الوقت خطـــــــــر عظيم !!
عبدالغني بريش اللايمى / أمريكا
في ابريل/ نيسان من هذا العام سيذهب السودانيين إلى صناديق الإقتراع لإنتخاب رئيساً للسودان وبرلمانا مكونا من أحزاب سياسية متعددة في انتخابات تعتبر هي الأولى منذ انقلاب عام 1989 الذي قادته الجبهة الاسلامية بالتعاون مع بعض الرتب العسكرية العليا ، وستكون هذه الانتخابات نقطة مفصلية في تاريخ السودان الحديث – كونها تأتي بعد عشرين عام من حكم العسكر الذي ساهم في افقار السودان وشعوبه ، وكونها تأتي أيضا بعد مرور أكثر من أربع سنوات على اتفاقية نيفاشا التي أنهت أطول حرب أهلية في القارة الأفريقية ، وكونها تأتي قبل سنة واحدة فقط من ذهاب الجنوبيين إلى صناديق الاقتراع للتصويت لصالح انفصال الجنوب أو لصالح وحدة البلاد 0
يتنافس في هذه الانتخابات على مستوى الرئاسة عشرة مرشحين اعتمدتهم المفوضية العليا للإنتخابات ، ومن بين هؤلاء المعتمدين الجنرال عمر البشير عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم منذ عام 1989 – وياسر سعيد عرمان عن حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – والصادق المهدي عن حزب الأمة القومي – وآخرين ينتمون إلى أحزاب سياسية مختلفة كلها من شمال السودان 00 وسيكون فوز أي من المرشحين التسعة في رأينا بركة ورحمة ومرحبُ به محليا واقليميا ودوليا وعالميا لعدم اتهام أي من الأشخاص التسعة بإرتكابهم جرائم وجنايات كبيرة ” كجرائم حرب والتطهير العرقي والإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية في دارفور ” 00 أما فوز عمر البشير في الانتخابات الرئاسية القادمة سيكون فضيحة وعار في جبين أهل السودان ، وذلك للأتي :
• كون عمر البشير مطلوبا لدى محكمة الجنائية الدولية لإتهامه بإرتكاب الجرائم التالية في دارفور :
1ـ جرائم ضد الإنسانية
2 – جرائم الحرب
3 – جرائم التطهير العرقي ضد إثنيات بعينها في ( دارفور ) 0
• نظام البشير من ابشع الأنظمة السياسية التي شهدها السودان في تأريخه الحديث ومجئ عمر البشير مرة أخرى كرئيس للسودان سيحدث كارثة يصعب علاجها 0
• نظام البشير مسئول عن هجرة اكثر من عشرة مليون سوداني إلى خارج البلاد في الفترة من 1989 – حتى الآن واستمراره في الحكم سيزيد من هذه الهجرة 0
• البشير مسئول عن شرخ المجتمع السوداني وتفتيته باعتماده على بعض القبائل والعشائر السودانية في تمرير أجندته العنصرية التي مزقت البلاد إرباً إرباً 0
• عمر البشير ” انسان جاهل يظلم مَن خالطه ، ويتعدّى على من هو دونه ، ويتطاول على من هو فوقه ، كلامه بغير تدبر ، إن تكلم أثم – وإن سكت سها – وإن عرضت له فتنةٌ سارع إليها فأردته ، وإن رأى فضيلةً أعرض وأبطأ عنها ، لا يخاف ذنوبه القديمة ” 0
كتب الكاتب السعودي إبراهيم البليهي في الجهل والجهلاء ويقول :
{{ إن أشد الناس جهلا هو في الوقت نفسه أشدهم ثقة بكفاية معارفه؛ فالجاهل يملك ذلك المستوى من الغبطة الذاتية، فهو راض عن نفسه كل الرضا موقن أنه محيط بشتى المسائل الكبرى والصغرى، ولديه إجابات جاهزة ساذجة عن أي معضلة تصيب المفكرين بالدوار وهو يؤكد آراءه بمنتهى الصلف والجزم والإصرار والوثوق }} وما قاله هذا الكاتب حقا ينطبق على الجنرال عمر البشير ذلك الشخص الجاهل الذي يحمل عقلية عنيدة متحجرة ، ينفذ فقط ما يملي عليه عناده لتصفية خلافاته المختلفة مع الآخرين دون النظر إلى الكارثة التي قد تنجب من جراء عناده 0
جهل وعناد عمر البشير لأكثر من عشرين عاما جلب للسودان العديد من الأزمات والكوارث المختلفة ، ومجيئه الى رئاسة السودان في انتخابات متعددة الاطراف هذه المرة حتما سيترتب عليه تداعيات وآثار سلبية قد تؤدي الى هلاك ودمار شامل لكل البلاد 00 كما انه يصعب في هذا الظرف العصيب الذي يمر به البلاد تقبل فوز جاهل عنيد متعجرف كالجنرال عمر البشير بالرئاسة السودانية في انتخابات متعددة الاطراف , لأن الكلام الذي ينطق به ويصل إلى الرأي العام السوداني يصعب مضغه بسهولة ويسر, ومن الصعب أيضا تصحيحه بسبب التعنت والغطرسة الفارغة 0
ان السودان بمساحته الواسعة وبأراضيه الغنية وبثراوته المعدنية والحيوانية والبشرية الهائلة بحاجة الى قائد حكيم عاقل لديه القدرة على تمييز الأمور من خلال ما يقرأه ويسمعه ويشاهده , حاضر الذهن واليقين في التعامل مع الأحداث بالتعقل وتحليل الأمور حتى لا يقع كل البلاد في بؤر عدم الفهم والجهل المقيت – وهذه الصفات كلها لا تنطبق ولو جزئيا على عمر البشير 0
عمر البشير يدرك تماما بأنه كاذب ومنافق ومفترى ويستلذ بقتل مواطنيه في دارفور ، وذرع الفتن القبلية في جنوب السودان وجبال النوبة , ويدرك أيضا انه أكثر السودانيين حقدا وكراهية في مواجهة الحقيقية المؤلمة ، ومع كل هذا وذاك ما زال في نوم وسبات عميق لا يعترف بأخطائه القاتلة ، بل ظل في المكابرة والتحدي لإثبات نفسه – وذلك بتشجيع من أشخاص من حوله يخافون إفشاء الحقيقية المرة خوفا من بطشه وفقدان وظيفتهم ومنصبهم 0
الجاهل عمر البشير مهزوم شعبيا ومهزوز الثقة بنفسه ، ولكن تجده أمام الآخرين ينخرط في أحاديث لا خبرة له فيها غير انه حفظها عن ظهر قلب ، ويتكلم بكل بجاحة ووقاحة ودون خجل عن أمور لا يدري عواقبها ونتائجها الكارثية ، غير انه يملك القدرة على خلط الأمور خلطا فاضحا ، فتصبح الهزيمة نصرا ويتحول الشر إلى خير والباطل إلى حق 00 انه الجنرال عمر البشير ذلك العسكري الذي لم يكمل مرحلة الإبتدائي لكنه يحكم السودان منذ عام 1989 عندما سرق واستولى على سلطة الشعب بقوة السلاح 0
وبناءاً على كل ما ذكرناه عن عمر البشير فإنتخابه رئيسا للسودان في الفترة التي يواجه فيها البلاد عددا من القضايا الشائكة – كإستفتاء جنوب السودان حول تقرير مصيره – وقضية دارفور – ونزاع منطقة أبيي الحدودية – وقضية ( جبال النوبة ) وولاية النيل الأزرق – وأزمات سودانية أخرى ، سيكون انتخابه رئيسا للبلاد انتحاراً وخطأً تاريخياً يصعب بل يستحيل علاجه 0
والســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام عليكم000000000