++ الحرب العبثية في الخرطوم واسطورة سيزيف للفيلسوف البيرت كامو !!
++ سخرية القدر ومكر التاريخ ضد البرهان وحميدتي وسكان ولاية الخرطوم!!
الحرب العبثية الدائرة في الخرطوم منذ ١٥ ابريل ٢٠٢٣ حتي تاريخ اليوم ٢٥ ابريل ٢٠٢٣ هذه الحرب تدور بين الحركة الاسلامية السودانية من طرف.. وبين الدعم السريع ، هذه الحرب اللعينة من صناعة الحركة الاسلامية السودانية بلا منازع.. ولاعلاقة لها بالجيش السوداني وقانون دفاع السودان في تخلقاته المتجددة.. فالجيش السوداني عبر تاريخه المجيد لم يدبر إنقلابا ناجحًا.. فانقلاب ١٧ نوفمبر ١٩٥٨ كان من تدبير حزب الامة/عبدالله خليل.. وانقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩ كان من تدبير قبائل اليسار السوداني وعلي رأسهم الحزب الشيوعى السوداني ولا يغير من الامر شيءا انكار الحزب الشيوعى.. وانقلاب ١٩ يوليو ١٩٧١ أيضا من تدبير الحزب الشيوعى وان انكر .. وانقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩ كان من تدبير الحركة الاسلامية السودانية.. الشعب السوداني اذكي من تعبث الحركة الاسلامية بمقدراته .. ولن يجوز هذا العبث مكشوف العورة علي الشعب السوداني!!
قصة الحرب الاهلية العبثية اللعينة في الخرطوم تكاد تطابق في جوهرها اسطورة سيزيف للكاتب والفيلسوف الفرنسي البيرت كامو (١٩١٣ – ١٩٦٠) التي كتبها في عام ١٩٤٢ وعبر فيها عن فلسفته عن العبثية.. تحكي الاسطورة عن رجل غضبت منه الآلهة فامرته ان يحمل حجرًا مستقرًا من قاع الوادي ويصعد به الى قمة الجبل.. وكلما اوشك الرجل المغضوب عليه الوصول الى قمة الجبل سقط منه الحجر وتدحرج الى قاع الوادي وهكذا.. في رحلة عذاب سرمدي بلا فائدة!!
اسطورة سيزيف تكاد تطابق تطلعات ألشعب السوداني صانع الثورات الشعبية.. ورغبته في العبور عبر مشروع التحول الديموقراطي ، ولكنه-الشعب السوداني- يعود الى قاع الوادي في عبثية بلا نهاية ، لترتيب مقاومة جديدة للانقلاب (الحزبي ) الجديد الذي يحمل (واجهة الجيش السوداني) كذبا وبهتانا!! وربطا بانتحار الحركة الإسلامية.. فقد تساءل الفيلسوف كامو: هل تقود العبثية الي الانتحار ؟ وهو سؤال تقريري جابته (نعم ) .. ولكنه كامو اجاب علي السؤال بالنفي… وأضاف: انه (العبث) يقود الي الثورة !! واجابة كامو هذه تنطبق على الشعب السوداني.. فكلما فشلت أحزاب النخبة النيلية في الخرطوم في العبور بالثورات الشعبية السودانية الي مدارج التحول الديموقراطي.. وغيرت النخبة النيلية جلد الافعي وأتت للسلطة عبر إنقلاب حزبي في ثوب إنقلاب عسكري (يطلق عليه ثورة ) .. يعود الشعب السوداني الى قاع الوادي ليدير المقاومة المسلحة التي تهيء الشارع السوداني للثورة .. وتتكرر دورة سيزيف العبثية التي تقود الى الانتحار .. النهاية الطبيعية للعبثية .. وهكذا فعلت الحركة الاسلامية في مشروع انقلابها في ١٥/ابريل ٢٠٢٣ .. نعم لقد انتحرت الحركة الاسلامية السودانية!!
++ سخرية القدر ومكر التاريخ ضد البرهان وحميدتي وسكان ولاية الخرطوم!!
أولي تجليات سخرية القدر ومكر التاريخ ان يسقط نظام عمر البشير علي يدي الدعم السريع ، ومحمد حمدان دقلو/حميدتي.. الذي قال عنه البشير المخلوع: (حمدتي حمايتي ) .. لقد أوتي البشير من حيث لا يحتسب .. من مأمنه – الدعم السريع! انه مكر التاريخ!!
ويتجلي مكر التاريخ بصورة خاصة في حرب (القنص داخل الخرطوم بين البرهان- رب الفور – وبين حميدتي ودعمه السريع -صناعة البشير وصلاح غوش – أنا أتصور شماتة نساء دارفور.. ونساء قبيلة الفور في معسكرات الذل والهوان .. وقد تسبب البرهان شخصيًا في اخراجهن من بيوت عزهن وكرامتهن .. اسمع طبول الحكامات في الشماته علي البرهان وقولهن: (يمهل ولا يهمل ) ! لقد تعرض منزل البرهان داخل القصر الجمهوري باعترافه للهجوم والإتلاف.. امهال لا اهمال .. !
وبالمثل جري مكر التاريخ على حميدتي ودعمه .. فقد ظل الجيش السوداني لأكثر من نصف قرن يضرب المهمشين من ابناء ألشعب السوداني بطائرات الانتينوف سيئة السمعة.. في الجنوب الذي ذهب وفي جبال النوبة والنيل الازرق ، أخيرا في دارفور.. أكيد لم يخطر ببال اي جندي في الدعم السريع أن طائرات الجيش السوداني سوف تصوب اسلحتها (قنصًا لجنود الدعم السريع- صناعة البشير وصلاح غوش ) .. انه مكر التاريخ وسخرية القدر !!
مكر التاريخ يجري في حق سكان ولاية الخرطوم!!
ظلت الإبادة الجماعية (التي يصنعها الجيش السوداني الذي يقوم عقيدته القتالية علي إبادة شعوب الهامش) .. وليس الدفاع عن حدود ألدولة السودانية.. فقد إحتلت مصر مثلث حلايب ولم يحرك الجيش السوداني ساكنًا.. واحتلت أثيوبيا منطقة الفشقة.. ولم يحرك الجيش السوداني ساكنًا.. وكذلك لم تخرج مظاهرة واحدة من سكان ولاية الخرطوم تندد بالإبادة الجماعية في دارفور.. بل ان انسان بقامة الصادق المهدي عليه الرحمة يرفض القصاص من البشير المسؤول الأول عن هذه الإبادة بقوله: (البشير جلدنا وما بنكر جلدنا في الشوك ) .. مما يعني ان الصادق المهدي الذي يستلم الهبات من عمر البشير بيده السفلي وابنه عبدالرحمن مساعد رئيس الجمهورية لا يبالي بإنسان دارفور وما لحقه من إبادة وتطهير عرقي .. والصادق المهدي هو نموذج لإنسان ولاية الخرطوم.. وانا اعلن تضامني مع د مريم المنصورة التي شاهدناها على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تتباكى على الموت المجاني والدمار للعاصمة المثلثة.. فقد كانت الإبادة تجري في الجنوب الذي ذهب وفي جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور وإنسان ولاية الخرطوم يقط في نوم عميق.. عديم الإحساس بالدمار الذي تحدثه طائرات الانتينوف التي تقلع من قاعدة وادي سيدنا وتفرغ علي رؤوس المدنيين الابرياء في الجنوب وجبال النوبة ودارفور!! انه مكر التاريخ! يمهل ولا يهمل !!
++ التفاوض.. وقبول الاخر هو الحل الوحيد!
الحرب الدائرة في ولاية الخرطوم منذ ١٥ ابريل ٢٠٢٣ هي امتداد لحرب الإبادة في دارفور.. واطرافها هي الحركة الاسلامية السودانية والجنجويد وهي التي نفذت الإبادة في دارفور.. والحركة الاسلامية التي اشعلت نار الفتنة في ولاية الخرطوم املأ في العودة للسلطة ليس بمقدورها ان تجعل ولاية الخرطوم هي الأرض المحروقة.. فالحرب الدائرة في الخرطوم منقولة علي الهواء مباشرة عبر شاشات الجزيرة والعربية.. وما لم يوقف البرهان (واجهة الحركة الاسلامية) وحميدتي الحرب فان المجتمع الدولي لن يصمت ابدا .. ليس امام البرهان وحميدتي سوي العودة الى نقطة البداية في ١٥ ابريل.. وقبول الاخر.. والذهاب للثكنات وإخلاء الطريق للدولة المدنية ليتحرك قطار التحول الديموقراطي.
ابوبكر القاضي
ويلز UK