ام كدادة رحل جنوبا / الفاضل النور

ام كدادة رحل جنوبا  /  الفاضل النور

ام كدادة حاضرة مديرية شرق دارفور سابقا, هى التاريخ و الاصالة  و رائدة التعليم فى دارفور الكبرى , حيث امتهن انسانه التدريس او التعليم حرفه  مخلصا له , تجدهم حيث  احلت بك  اى مقام فى السودان .  ام كدادة رمزية سياسة  و جغرافيا  تتخللها  الكثبان الرملية , حقا انه رمال متحركة من القيم و المعرفة الاصيلة , عرفها الاخر قبل اهلها  يمتاز انسانه بقوة الارادة و صفاء الضمير و عشرة الاخر … عظمة ام كدادة فى مزكرات الانجليز ومن عاشرهم من السياسين الوطنيين  شىء عجبا و امرا  رشدا !!
ام كدادة تتلاشا من الوجود سياسيا و جغرافيا بيدى ابنائها اولا  و متأمرى المركز ثانيا  لتغير خرطتة و ديمغرافيته , بيدا  انها رائدة  التعليم فى جيلها الاول , حيث هجروه كل المتعلمين من حمله الشهادات العليا , منذ نشئتهم الاولى و لا يرجعون اليها الا فى الاعيياد و المناسبات الاجتماعية و منهم من انقطع صلته به تماما ,  هجروها الى كردفان  الكبرى و الوسط و المركز(الخرطوم) , ما تبقى من البشر  فى ام كدادة  اى المديرية الشرقية   سابقا , هم اسرى الفقر و التدهور البيئى و التغيرات المناخية  اى تمرد الطبيعة  على قاطنيها  من المواطنين  البسطاء , حيث   بقى لهم  ما  تمارسه  الخرطوم من  الانحطاط السياسى و الاخلاقى  من الاهمال و التفكيك و الاضعاف, لماذا ؟ لا ادرى !  ام كداده هى شرق دارفور , و شرق دارفور هى ام كدادة ! هذا ليس حكرا على الموقع الجغرافى  بل حق تاريخى و ارث سياسى عرف به  المنطقة , ان تقاطعات الحدود الجغرافية و السياسية للحكم المحلى و الادارات الاهلية  فى دارفور , لم يعرف وسطا  او مركزا   بناءا  عليه  يحدد الاتجاه  الجغرافى  , اذا  سلمنا الامر  جدلا  فيما يتعارف عليه  سياسيا فى دافور  فأن الفاشر مركز سلطوى  , بتعبارها العاصمة  السياسة و التاريخة  للأقيليم دارفور حتى  ما بعد 1989 قليلا , ام اكداه هى الشرق  الجغرافى من الفاشر , و اذا افترضنا    التقسيم   جاء بمركزية نيالا من الضعين , ايضا الحدود الجنوبية لأم كدادة  سياسيا و جغرافيا  هى تقع  شمال و شرق الضعين  ابتدأ من ام سعونة , حسكنيتة  شمالا , فتاحه قى الاتجاه  الشرقى  وحتى   زرقة ام حديدة جنوب اللعيت و شمال شرق عديلة التى تقع شرق الضعين. اذا  ام كداده هى الشرق بالاضافة الى تاريخه و رمزيته للمنطقة .
ام كدادة  تتخللها الموت البطبئ منذ قديم الزمان  بفعل الجلابة و المجولبين من ابنائها , صمدت الرمزية سنين عدد  متحديا القهر السياسى و التدهور البيئ و لكن اوشك ان لا يصبر , اغتالته سياسيا ايادى الغدر  و هىى تئن لمن ينقذها الان هل من مجيب , انه يحتضر ؟؟  ام كداده تنتخب  عبداللة خليل رئيس الوزراء  للبرلمان, قبل خمسة عقود و نيف  من الزمان , لم يكلف نفسه معانة الطريق ليشكر اهله و لم يعرف اين تقع المنطقة جغرافيا ايضا يا للمصيبه ! حقا انه عطية مزين !! اليوم ام كدادة لم يجد من يبكى على ا طلالها الرملية  و رمزيتها التاريخية , حقا انه زمن المحن ؟؟  كأنه بلدا يتيما بلا وجيع , قسم و  قطعت الى محليات : الطويشة , اللعيت , و هو مخطط و مؤمرة لا تقل  عن تقسيم دارفور الكبرى الى ثلاثه و لايات  بهدف تمكين بعضهم  الموالى  هويتة  و اضعاف الاخر المعارض  ايضا , حتى يسهل السيطرة على مخاليد الامور من المركز (الخرطوم) و اهلنا بقولو ( العيش بدقو خزاز..و الخزاز هو حزمة  من سنبابل الدخن .. ) . خزازك وصل يا ام كدادة .
الضعين , و ضعين ود موسى جارة  عزيزة علينا , بل اهل كرام , ان كنت فى الضعين كأنك فى امكدادة  او  كتم  يلاطفك حميمية العشرة و دفىء الود .. هنالك الناس اخوة و اهل , لا مانع ان اخذت اسم جارك او العكس , ما دام  انتم على عسل , و لكن يجب ان تكون على قدر الاسم , و كذلك معرفة القصد ما وراء الاخذ بالاسماء , هل هو حبا و لطفا و تيمنا بك, و بما يحمله من تقدير لك  ام  سما على شفاه مبتسم  تحسبه بهجة و هو داء. لا احسب ذلك و لكن كثرت الحيك و المؤمرات فى هذا الزمن جعلنا نريب فى شىء .
ام كدادة هى فتاحة , و فتاحة تبعد من الضعين  بضعة كيلو مترات  شرقا و ما زالت فتاحة  هى ام كدادة  , على الرغم من محاولة المركز (الخرطوم) اقتطاع جزء  عزيز  منه و اضافته الى الولاية الجديدة  تحت تأثيرات الهندسة الوراثية  لامتداد مرابع 6 النفطى من غرب  كردفان , فشل المخطط لأسباب  يعلمونها جيدا , انه الرمال المتحركة  يصعب التعامل معه  بسهولة , ان الخيل يعركن   النقع  و  وفى الرمال  حوافرهن  وحل .
من المعروف انشاء و لايات جديدة  او اى تقسيمات ادارية  فى مكان ما تقوم على حجج  واضحة  و مقنعة  و يكون الطلب عليه  محليا , بدون و صايا خارجية , اذا سئلنا المؤتمر الوطنى ما الدافع و اسباب القسيم ؟ سيجبنا بسزاجة  و سماجة,  عجبا  التقسيم بغرض  المشاركة السياسة و التنمة  و بنفس المنطق لماذا لا تقسم الخرطرطوم  كعاصمة الى ثلاثة و لايات  بمنطق المشاركة السياسية , ايهم اكثر سكانا  الخرطوم  ام دارفور ؟؟ سلوك سياسى   تخلله المؤمرات و النفاق .  يخضعون  الشعب بالمشاركة  السياسسية  ظاهريا  و لكن باطنيا  هو اضعاف مجتمع دارفور ليسهل السيطرة عليه  من المركز (الخرطوم) عن طريق قسم و احكم (  اى سيطر ) و هى الاحتفاظ بدارفور  مطية للمركز , مواردها البشرية و خاصه  التجنيد فى الجيش للدففاع عن سلطتهم و  اقتصادهم الطفيلى . التقسيم فيها  نعرة قبلية  قحة و غير موفق  سيضر بالمنطقه  اكثر من نفعها و يؤثر سلبا على مبدأ قبول الاخر و التعايش السلمى بدارفور  بفهم وهمى و سطحى وله مدلوات استراتيجة  خطيرة  و هو ميض الرماد , يمكن  اشتعاله اى لحظة , اى اجعل اهل دارفور يتصارعون فى اقاليمهم و ننعم نحنا بحكمنا  فى الخرطوم   و لكن هيهات ..ليس هنالك طريقه  للتخلص من الحريق  الا الحريق , انه اقترب !  كيف رأيتم  اهلنا فى محلية عديلة  و ابوكارنكا يتظلمون و يحتجون على تثمثيلهم  فى الولاية الجديدة  و الحكومة المركزية  ايضا , حقا انه امرا عجبا .
عموما مبروك على الجيران الولاية  و بدون خلو رجل من الاسم ,  طبعا بلغة السماسرة , يبدو انه  ولادة  قيصرية و ادخال الجمل فى سم الخياط عند الاعمى ..اتمنى ان تنالوا مقاصد الحكم الراشد لا قبلنه الفدرالية  الانقاذية , و لنا مطلب واحد نحسبه عطية مزين فى موائد الحاتميين , نطلبه  منكم هو  طريق زلط تربط الضعين بطريق الانقاذ الغربى  الوهمى  عند ام كدادة ,  الى حين الموعد سيغنى جماهيرنا حققنا احلامنا و العاشق عقبالو ..
اما رسالتى الى شباب ام كدادة و تشمل المديرية سابقا بحدودها الجغرافية , اى تشمل الطويشة و اللعيت  كمحليات  جديدة , ان ام كداده ستظل هى  الرمز  التاريخى و السياسى للمنطقة و لا عاش من يفصلنا , لم يكن هنالك من يهمهم امركم .  و المثل بقول ( ما حك جسمك مثل ظفرك) و البلد بنموه  ابنائه و ليس الابناء بالميلاد او المستلبين  تقافيا و سياسا   و لكن بالانتماء الحقيقى  و بكم  الغد واعد , فقط توحدو تحت مسئولياتكم الوطنية .  ليس هنالك مستحيل .
كنت مسافر من جوبا الى كمبالا  سلكنا طريقا بريا  معبد من جوبا الى نمولى  كمدينه حدودية , وانا اتأمل  المناظر الطبيعية من الخضرة  و غابات الابنوس و الجبال  و صفاء الجو ..و صوت موسيقه هادئه  ..فيفيان ..  للفنان انور الجيلانى  ثم تعقبها فنانة يوغندية  يطربك دفء الموسيقى و ميول الرقص ..كان السائق حريص على ان يطرب  و يرضى الكل على الاقل لانهم من الشعبين الجارتين  يوغندا و جنوب السودان ..  كما اثار انتباهى حطام عربات رباعية الدفع و شاحنات عسكرية ملقاه على قارعة الطريق يا للدمار  انه  زمن الحرب  اللعينه ..تعجبت كثيرا لمحراب مسجد  محطم  يستخدم  كحمام على انقاض قرية , عاد اليها من هجرها سابقا بفعل الحرب , يبدو انه معسكر  المهوسين من مليشة  الدفاع الشعبى سابقا .. قلت اهذا خطاء الزمان ام المكان ؟؟ و لكن استدركت ان الاثنين معا !!  و لكن ما  اشدا انتباهى اكثر هو الطريق المشيد  من قبل ابناء  البلد المخلصين , حيث عجز المستعمر  الاجنبى و الوطنى خلال خمسة عقود من الزمان من تشيد  او  ردم  متر  خارج جوبا , من غيرهم يعطى  ذاك  الشعب معنى ان يعش  و ينتصر .
دعنا نتوحد يا اخوتى تحت اهداف رئيسية , من اجل انسان المنطقة  و نحدث تغير حقيقى و ننطلق الى الافضل , بدلا من الشتات و الفرقة و الضياع و اللهف وراء مخانيس المركز , يجب ان نتجاوز  الانتماءت السياسية و المصالح الذاتية  الضيقة  كجيل   ضحية به ,  نود ان نرسم ملامح التغير القادم , لا للأحزاب  المركز لانهم سبب  المعانة و التخلف التنموى الذى نعيشه , لا للمجولبين لأنهم اسرو  انفسهم لخدمة اسيادهم  و يحركهم مصالحهم و اسيادهم فى كل موسم انتخابى  احزروهم  هم تجار السياسة كما الدين ايضا , لا للطائفية و الردكالية الاسلامية  انه  نفق مظلم  فى تاريخ البشرية !  ديننا هو حريتنا و كرامتنا الانسانية ,لا لأمثال  المسخ الذى تربع فى الولاية  ثمانية سنين عجاف , ما برح مكان الا اتسخه , اصبح محسوبا علينا  عند قاصرى النظر السياسى , هو كديك العدة  ان تركته اتسخها و ان  طردته كسرها , و كاالكلب ايضا ان تتركه يلهث و ان تحمل عليه يلهث .. نحن اول المتضريين منه و نقول للذين ينسبونه  الينا  بضيق الافق و الانحطاط السياسى . انتم الذين اتيتم به فى الانتخابات الاخيرة , تعملون تحت سلطته اكثر من اى كيان اجتماعى اخر و يعمل تحت سلطتكم ايضا وان كانت  به كياسة سياسيه عليكم  ردحا من الزمان .. لن نقبل  ان يسقط العجز  السياسى  او الاجتماعى فى ما  جاره  ديك العده  بتجريم  الاخرين , بفعل شخص يعلمون من هو, ولا يمثل الا نفسه  و مؤتمره الوطنى  الخبيث , و لن يفوت ممن ينتمون  معة منكم  بهتنانا وفجور , و تعلمون من هم فى الاتجاه الاخر  و لكن هل يستوى الذين يعلمون و الذين لا يعملون؟؟
ان ام كدادة  عائدة  و بقوة  لتغير ما عجز عنه الكثيريين ولا غرابه  فى ذلك لأنه ثورة وعى  و معرفة و  خلق عظيم , سوف نرسم لوحة جديدة على نغمات  مزامير  الحرية بأرادة جيل لا يعرف المستحيل  بقدر التحدى و الصمود سوف نشعل طريق جديد لأجيال القادمة .. عفوا  ام كدادة  لم و لن يرحل جنوبا .
الفاضل النور
20/1/2012
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *