على الزملاء العمل الصحفي والاعلامي أن يكونوا على صعيد واحد
يبدو أن العام الميلادي 2013م جاءنا ببشاراته المفرحة التي ضخت في شرايين الشعب السودان الفرحة والسرور بالأنباء المصورة التي قررت فيها قوى المعارضة المدنية والمسلحة وتنظيمات الشباب والمجتمع المدنى من حسم خلافاتها بشان وسائل التغيير وترتيبات ما بعد نظام الآرتايد الاسلاموي، وقررت اعتماد العمل بكل الوسائل السلمية والعسكرية لاسقاطه والاستعاضة عنه بنظام ديمقراطى، وكنت مساء أمس أتابع بشغف شديد الأخبار عبر الشبكة المعلوماتية وسعدت للغاية السعادة لهذا الاجماع الوطني الكبير وهي خطوة كبيرة بل قفزة تاريخية بكل المقاييس على الواقع المزري.
إن اعتماد المعارضة السودانية ميثاقا اسمته (الفجر الجديد)، ووقعت عليه فصائل الجبهة الثورية واحزاب قوى الاجماع الوطنى وممثلي المجتمع المدنى والحركات الشبابية من شأنه أن يميز منذ اليوم وصاعداً الوطنيين الأحرار والشرفاء من أبناء وبنات بلادي من المرتزقة وسارقي قوت الشعب ومنتهكي اعراضه وشرفه، من اليوم تمايزت الصفوف فأي حديث خارج اطار (الفجر الجديد) يعتبر خيانة لله وللوطن بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، ذلك لأن كل شئ قد انكشف ولا يعد هناك خافي على أحد فإن النظام مثل كل أنواع التردي والانحطاط الاخلاقي والاداري والسياسي، وقد بات واضحاً للجميع آلاف الضحايا الذي راحوا في كل أنحاء الوطن العزيز بفضل اجهزة الحزب الحاكم الذي تلطخت أيادي منتسبيه وقادته بدماء الشعب السوداني من نساء ورجاله وأطفاله وشبابه.
إن المجازر التي حدثت مؤخراً في جنوب كردفان و دارفور و النيل الأزرق قد وضعت النظام في قائمة القتلة والذين ارتكبوا المجازر في مسيرة التاريخ البشري، والنظام الاسلاموي الأول في التاريخ الذي مارس جهاز أمنه الاغتصاب للرجال والنساء على السواء، والنظام الوحيد الذي رفع شعار الاسلام وارتكب من الموبقات لم يسبقه فيها أحد من الديكتاتوريات حتى أمتلأت المُدن بأبناء الزنى جراء بناء قيادات الحزب الحاكم للشقق المفروشة وانتشرت مهنة البغاء في عاصمة المآذن والطرق الصوفية وبلاد الأولياء والصالحين.
الآن وبعد عشرون عاماً ونيف الحمدلله تعالى.. آخيراً لاح في النفق المظلم ضوء الفجر الجديد الذي سيخرج هؤلاء القتلة وسارقي دمنا ومالنا منالحكم بعد أن عاثوا فيها الفساد وارهبوا العباد باسم الله، وهم نجس ليس لهم علاقة بدين السماحة والرحمة والعطف ودين العدل والمساواة الذي جاءنا به الحبيب المصطفى عليه أفضل الصوات وأتم التسليم الذي قال فيه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (..وإنك لعلى خلق عظيم)، والرسول الأكرم هو نفسه قال “أتيت لأتمم مكارم الأخلاق”، هؤلاء النجس ليس لهم أخلاق،و لم يعرفوا دين الله الذي يعبده أهل السودان.
إن الفجر الجديد يحتم على الزملاء الصحافيين والاعلاميين والكُتاب أن يكونوا على صعيد واحد، باعتبارهم حجر الزاوية في العمل الكبير الذي نريد له أن يكون على أرض الواقع، وأن يتم التنسيق بينهم وتبادل المعلومات المهمة وتشكيل راي عام قوي وبشكل خاص خارج السودان من خلال الصحافة العربية والقنوات الفضائية وزيادة النشاط في هذا المنحى، ومن اليوم على كل من يستطيع أن يكتب مقالاً في صحف عربية مكان تواجده ومكان علاقاته الشخصية أن يفعل في ظل غياب القناة الفضائية التي كنا نحلم بها لتقود العمل الوطني في هذه اللحظات التي نحتاجها أكثر من أي وقت مضى، لذا علينا أن نكثف من نشاطنا الاعلامي بكتابة المقالات والتقارير الاخبارية والمشاركة في المداخلات عبر البرامج الفضائية لكافة القنوات العربية منها والأجنبية.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
الأحد 6 يناير 2013م الساعة الثالثة صباحاً.