الوساطة تتسلم رؤية الحكومة النهائية لحل مشكلة دارفور

محمد دفع الله:

قال الدكتور عمر ادم رحمة الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي المفاوض ان هذا الاخير تشاور مع الحكومة حول مسار المفاوضات وعاد الى الدوحة برؤية الحل النهائي الذي تراه الخرطوم وتم تسليمه الى الوساطة.

تفاصيل

15 عضواً من المجالس التشريعية والمجتمع المدني يصلون الدوحة.. وفد الحكومة يسلم الوساطة رؤية الخرطوم النهائية لحل مشكلة دارفور

د. عمر رحمة: شرحنا للوساطة مبررات رؤيتنا النهائية لحل المشكلة وحل القضايا العالقة وننتظر الرد

الدوحة-الشرق:

وصل الدوحة الدكتور أمين حسن عمر رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات سلام درافور بعد أن تشاور مع الحكومة في الخرطوم حول آخر المستجدات في المفاوضات التي تجري في الدوحة..

وكان رئيس وفد الحكومة المفاوض قال: إنه سيذهب الى الخرطوم للتشاور مع الحكومة حول الرؤية النهائية للحل وسيعود لمحاولة التوصل لاتفاق حول القضايا العالقة في المفاوضات والاطلاع على ما يمكن ان تقدمه الوساطة من افكار.. وكان قبيل السفر للخرطوم قال: إنه أكد للوساطة أن وفد الحكومة لن يكون موجودا في الدوحة بنهاية هذا الشهر للتفاوض مع أي طرف من الحركات المسلحة المتنازعة مع الحكومة. وفي تصريح لـ “الشرق” قال الدكتور عمر آدم رحمة الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي المفاوض: إن الوفد تشاور مع الحكومة السودانية حول مسار المفاوضات وعاد الى الدوحة برؤية الحل النهائي الذي تراه الخرطوم وتم تسليمه الى الوساطة مع توضيح المبررات، وينتظر الوساطة ان تأتي بمقترح حول القضايا العالقة مبينا انه بشأن الوضع الاداري ليس هناك تغيير في رأي الحكومة.. وأشار في هذه الأثناء الى أن الوساطة عاكفة على إعداد الوثيقة الشاملة للسلام.

وفيما يتعلق بالمفاوضات مع حركة العدل والمساواة قال الدكتور عمر رحمة: لا شيء جديد مع هذه الحركة وليس هناك تفاوض حول القضايا العالقة.. وفيما يتعلق بمقترح وقف العدائيات قال: إن الحكومة رفعت رأيها حوله للوساطة.

كما وصل الدوحة ايضا مساء امس وفد مكون من 15 عضوا يمثلون المجالس التشريعية المنتخبة في ولايات درافور الثلاث، وبعض منظمات المجتمع المدني.. ووصل الدوحة في وقت متأخر من مساء أمس حسبو محمد عبدالرحمن رئيس كتلة نواب دار فور بالمجلس الوطني التشريعي المركزي في الخرطوم، وقال موسى محمد علي مادبو عضو المجلس التشريعي في دارفور لـ “الشرق”: إن الوفد الذي وصل مساء امس يمثل كل اقليم دارفور بمناطقها المختلفة كما يمثل بعض الفعاليات في الادارة الاهلية والناشطين في المجتمع المدني مشيرا الى ان الهدف من الزيارة الى الدوحة هو دفع المفاوضات الى الامام بهدف اتخاذ خطوات عملية لتوقيع سلام دارفور..

واضاف: “إننا أحسسنا من البعد ان هناك تعثراً في المفاوضات خاصة فيما يتعلق بمسألة الاقليم الواحد في دارفور بجانب قضايا اخرى ما تزال عالقة”، وقال: إنها جميعا يمكن أن تحل لكن لابد أن تحدث تنازلات من الطرفين من اجل اهل دارفور.

وقال: إن الوفد سيلتقى بالمنتسبين الى الحركات المسلحة سواء من حركة التحرير والعدالة أو من حركة العدل والمساواة حيث سيتم التحدث معهم حول عملية السلام وضرورة ان تتوصل الاطراف المختلفة الى اتفاق سلام شامل وعادل في اسرع وقت نظرا للحساسية التي تمر بها الاوضاع السودانية.. وقال: إن الوفد سيلتقى ايضا بوفد الحكومة للاستماع الى اخر مستجدات العملية السلمية في دارفور، واشار مادبو الى ان وفد المجلس التشريعي وبعض منظمات المجتمع المدني سيلتقي ايضا الوسيط القطري سعادة السيد احمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية والسيد جبريل باسولي الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الإفريقي وسيتم إطلاعهم على رغبة اهل دارفور ورأيهم في القضايا محل الاختلاف بين طرفي التفاوض.

وقال: إن الايام القليلة المتبقية من ايام التفاوض كافية لان يصل الطرفان المتفاوضان الى اتفاق حول القضايا العالقة، وفيما يتعلق بطلب حركة التحرير والعدالة وتمسكها بالاقليم الواحد قال موسى مادبو: إنه ليس من مؤيدي قيام الاقليم الواحد في دارفور مبينا أنه يطالب بالمزيد من التوسع في الحكم الاتحادي ومزيد من الولايات.. وقال: إن التوسع في الولايات كان جزءا من برنامجه الانتخابي الذي فاز بموجبه وحصل على عضوية المجلس التشريعي في دارفور مشيرا الى ان اهل منطقة الضعين يطالبون منذ عام 1998 بأن تكون ولاية قائمة بذاتها، وقال مادبو: إن المطالبة بالاقليم الواحد اذا كان على النهج الذي تم في اقليم جنوب السودان الذي يحدد مصيره في الايام المقبلة والذي بسببه تم تذويب الولايات وافقدها السلطة فإنه لا معنى لها، ويجيء بما اسماه بـ (مركزية جديدة) ووظائف جديدة الامر الذي يضفي اعباء جديدة على المواطنين في دارفور.. واكد انه لابد من مخاطبة جذور المشكلة في دارفور ببحث قضايا التنمية لدرافور وتوفير البنيات الاساسية في كافة مناحي الاقليم.. واكد ان توفير البنيات الاساسية هي السبيل الوحيد لوقف الحرب والاقتتال في اقليم دارفور، وقال: إن مطلب بعض الحركات المتمثلة في ضرورة ان تحصل على منصب نائب رئيس جمهورية وتعقد بها المفاوضات لا معنى له وتساءل لماذا نحن في دارفور لا نطالب بمنصب رئيس جمهورية، مادام منصب رئيس الجمهورية يأتي بالانتخاب الحر وتطالب بهذا الحق كل الاقاليم الاخرى وفق الديمقراطية.. وقال: إن الاصرار على مبالغ معينة في التعويضات يمكن ان يكون مقبولاً، لأن الكثير من المواطنين فقدوا ممتلكاتهم بسبب الحرب وتشردوا ولابد من تعويضهم على الاقل بالحد الادنى.. وفي تعليقه على استراتيجية الحل من الداخل التي الحكومة اقترحتها لحل مشكلة دارفور قال السيد مادبو: إن سبب تعقيد قضايا السودان هو الحل من الخارج لأن كل جهة خارجية لها اجندتها الخاصة سواء الامم المتحدة او الاتحاد الاوروبي مؤكدا ان أي حلول من الخارج تضعف القضية، مشيرا الى قضية الجنوب وان ما وصلت اليه من تعقيد بسبب الحل من الخارج.. وقال: إن الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة لها محاور خاطبت جذور المشكلة مثل التنمية والامن وآخرها دفع الحوار الذي يجري في الدوحة، ومن ناحيته قال السيد عبدالله احمد عمر عضو الوفد وأمين عام مجلس تنظيمات المجتمع المدني بجنوب دارفور لـ “الشرق”: إن تطبيق استراتيجية دارفور مسألة مهمة وقال: إن الوفد سيسعى في تقريب وجهات النظر بين الوفد الحكومي ووفود الحركات المتفاوضة في الدوحة مبينا ان احلال السلام في دارفور صار امرا لابد منه من اجل وقف نزيف الحرب، واضاف: بالنسبة للاقليم الواحد في دارفور هناك وجهتا نظر اذ ان الحركات تطالب بالاقليم الواحد في حين ترفض الحكومة هذا الطلب.. و ان هذه القضية يجب ان يؤخذ فيها اهل دارفور وتتم المشورة معهم.. واوضح في هذا الصدد ان الغالبية الصامتة من اهل الاقليم يريدون الولايات بدل الاقليم الواحد.. واكد مجددا ان الجهة الوحيدة التي تحدد الاقليم من عدمه هو اهل دارفور انفسهم.

وقال: إنهم عندما يلتقون الوساطة سيؤكدون انهم مع السلام وان مسألة الاقليم الواحد مسألة ترجع الى اهل دارفور.

الشرق القطرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *