النفط اغلي من دمي

حسن اسحق
استخراج النفط من اراضي الدول يكون نعمة علي شعوبها وسكانها، يفرحوا به، وتجول في خواطرهم سحق العطالة ومرتبات باسعار مجزية، بناء مدارس ومستشفيات بمواصفات لا تقل عن العالمية. ان البترول في الدول التي تحترم شعوبها، فاتحة خير وسعادة، وهذا المنتج ليس دائم، قد ينتهي مع الزمن، وايضا اثاره علي البيئة يكون ضرره اكبر، ويحولها من اراضي خضرا الي اراضي قاحلة، رغم ذلك لا يستغني عنه، ويستبشروا به خيرا. واذا اسئ استخدام النفط في الدولة، يجلب كوارث ومنها الحرب والاقتتال حول الحقول للسيطرة عليها، والحكومة السودانية متمثلة في المؤتمر الوطني، منذ ان استخرج قبل اكثر من عقد، ما الناتج الذي عايشه السودانيين في حياتهم، من سكن وصحة ووظائف، لا جديد اتي به هذا البترول للسودان. والعائد المالي استغلته الحكومة لشراء السلاح في حربها اللعينة في الجنوب قبل استقلاله، والاراضي الجنوبية المنتجة له ، لم تستفد ب1%، الموظفين في كل الحقول كانوا من المركز الجهوي، واشتهرت وزارة النفط، ان موظفيها من قبيلة بعينها، فتحت لها ابواب الرزق الانقاذي فجأة، واما العاملين فهم من العامة، لا ضير ان وظفوا لكسب قوتهم اليومي، في حدود الملبس والمعدة. ان كارثة النفط الانسانية تظهر سلبياتها بوجود سلطة قامعة،تسترزق به للبقاء الي الابد، تشتري منه الرصاص، وتنسي تعليم الصغار والدواء، تشتري السلاح، لتقتل المعارضين، تبني القيادات العسكرية، وتغفل في تأمين اجواءها، ودولة تضربها في العاصمة، فكل
هذا بالنسبة لهم في السلطة عادي جدا، مادام الفعل لم يقم به السودانيين. ان الخروج الا خير في ثورة سبتمبر اثبت ان العوائد النفطية المالية يقتل بها السودانيين في العاصمة ومناطق الحروب، تشتري السلاح من الصين وايران، وتنسي ان تشتري المنتجات التكنولوجية الحديثة لتدريب خريجيها وتلامذتها، او تبعث بهم الي الخارج ليتعلموا من الا موال النفطية. انها جادة فقط في فتح معسكرات لتعليم التطرف ودعم معارضين لحكومات تراها معارضة لسياستها الاقليمية، وتهتم بتجهيز اجهزتها الامنية والجيش والشرطة والقوات الخاصة، وتدربهم علي قمعه وقتله، اذا اقتضت الضرورة، ولا ترغب في ارسال الدواء للاطفال، وتحتكر الدقيق وغاز الطهي لأذلال السودانيين. اذا خروجوا يقتلوا باموال نفطهم،وضرائبهم التي يدفعوا. هنالك قصيدة لشاعر عبر بها عن كارثة النفط الانسانية، تقول، من قال ان النفط اغلي من دمي، مادام يحكمنا الجنون، سنري كلاب الامن، تلتهم الاجنة في البطون.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *