النظام يدير حملة “شعبية” في مناطقه لتأييد بقاء البشير في السلطة
المعارضة لا تستبعد أن يستخدمها البشير سلاحا في ” الحوار الوطني “
احمد قارديا خميس
بدأت “المعركة الرئاسية” في السودان من محلية الجبلين بالنيل الأبيض بحملة دعائية هزلية تحت عنوان ” اعادة انتخاب البشير”, أطلقه رئيس حزب المؤتمر الوطني ومعتمد المحلية محمد أحمد معلا منذ نحو خمسة أيام بهدف جمع أكبر عدد من المواطنين لتأييد ترشيح الرئيس السوداني عمر البشير في انتخابات الرئاسة المقبلة المتوقعة في أبريل المقبل.
هذه الدعاية الهزلية التي لا تزال تقتصر لغاية اليوم علي محلية الجبلين وبعض أحياء العاصمة الخرطوم, معقل الإسلاميين الانتهازيين(طائفة البشير),
وتأتي بعد دعايات انتخابية علي صفحات التواصل الاجتماعي, لا تختلف بالنسبة الي السودانيين عن سياسة النظام السوداني المعروفة منذ ربع قرن فيما يعرف ب”تجديد الولاء أو لعبة صناديق”, وذلك بدءا من بعض منظمات المجتمع المدني التي تعتبر ممثل الشعب وهي في الوقت عينه تنطق بلسان حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وهو الأمر الذي يلفت اليه النظر, نشير الي أنّ “دعاية معتمد المحلية قد تكون الخطوة الأولي باتجاه توسيع الدائرة لتشمل فيما بعد مختلف المنظمات المجتمع المدنبي والمحليات ويتسلح بها النظام كورقة في يده في مفاوضات “الحوار الوطني” للقول إن السودانيين يريدونه, خصوصا بعد إعلانه أن ترشحه للانتخابات سيكون بناء علي رغبة الشعب”.
ونوضح أن “المحليات ومكونات المجتمع تكون في العادة هي المحرّك الأساسي لحملة أو دعاية انتخابية أو تجديد الولاء في دول الاسلام السياسي خاصة إخوان السودان, ويتحوّل الأمر الي مزايدات من خلال المسيرات والندوات التي تدعو اليها كل محلية علي حدة محاولة استقطاب أكبر عدد ممكن من المؤيدين, مطلقين نداء التجديد للرئيس, لتأتي نتائج الانتخابات كما سابقاتها وبنتيجة التصويت نفسها, وهذه الخطوة بأنها تعتمد لغة النظام القديمة نفسها, وكأن شيئا لم يتغير في السودان”. ونشير الي أن “نصف الشعب غادر السودان, والنصف المتبقي منقسم بين مناطق النظام ومناطق المعارضة المسلحة, وبالتالي لا قدرة لمن يعيش تحت رحمة النظام ومليشياته أن يرفض طلبا مماثلا يطلب منه تحت الضغط والتهديد”.
وهذا جزء من حملة انطلقت منذ نحو شهر بالتزامن مع مساعي اجتماعات “آلية الحوار الوطني” لحل الأزمة السودانية في الخرطوم, وتصاعدت مع انعقاد الجولة الأخيرة منه, في رسالة للتأكيد علي أن الرئيس عمر البشير ونظامه لن يرحلا, وترجمة عملية لتصريح عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني محمد الحسن الامين في 13 أغسطس الحالي: ” إن كل المؤشرات ماضية لأن يكون البشير مرشح الحزب للرئاسة”, بمعني آخر يريد الامين يقول أن هناك “قرارا شعبيا سودانيا بترشيح الرئيس عمر البشير لفترة رئاسة أخري, وسيضغط الشعب كي يخوض الانتخابات”.
وبدأت ملامح “الضغط الشعبي” تتمثل اقامة مؤتمرات قاعدية أو اجتماعات الزامية واسعة خاصة في المؤسسات الحكومية ترافقت مع إطلاق أغاني لمطربين شعبيين باللهجة الجهادية جميعها تؤكد إعادة انتخاب البشير وأخري تهلل لانتصار الحزب في الحوار الوطني. والنصر في مفهومهم يعني أن الحوار لم يفض الي شئ, وان البشير سيترشح للانتخابات الرئاسية القادمة, وسيفوز بفعل الضغط الشعبي. ولم يقتصر الحملة علي الإعلام, بل شملت تنظيم سلسلة محاضرات في المراكز يقدمها مسؤولون حزبيون في مختلف احياء العاصمة, يتحدثون فيها عن عزمهم “ترجي البشير كي يترشح”.
ونقل ناشط في حي الموردة بامدرمان أن “مسؤولا حزبيا قال خلال محاضرة إنهم سيقبلون بترشح البشير للرئاسة وسينتخبونه, ما آثار غضب زميل له كان ضمن الحضور ونهض يؤنبه علي الملأ لقوله (سنقبل), بينما عليه القول (سنترجي) سيادة الرئيس كي يقبل أن يترشح”.
وتواكبت المحاضرات والندوات “التعبوية” مع اجتماعات تأييد عاد النظام ليحشد لها في المناطق الخاضعة له, تحت التهديد, آخرها في محلية الجبلين بالنيل الأبيض, شارك فيها 700 عضو علي حسب إعلام رسمي يمثلون أعضاء المؤتمر الوطني بالمحلية مساندتهم لترشيح عمر البشير لرئاسة البلاد في الانتخابات القادمة. ويطلقون أغانيهم الجهادية الممجدة لرئيس النظام وزمرته, في مظاهر يصفها السودانيون ب “الوقحة” و “المستفزة”.
[email protected]