النتائج الأولية لاستفتاء جنوب السودان: الانفصال يهزم الوحدة بنسبة 98%
منظمة دولية تتحدث عن خروقات وتجاوزات صاحبت التصويت
الخرطوم: فايز الشيخ
أظهرت نتائج أولية من داخل مراكز استفتاء تقرير مصير الجنوبيين، تصويت الناخبين في الجنوب بنسبة تصل تقريبا إلى 98% لصالح الانفصال، فيما بلغت النسبة في الشمال أكثر من 55% من جملة المصوتين، وأكدت الشرطة خلو سجلها من أية بلاغات مرتبطة بالعملية التي أغلقت أبوابها منذ أول من أمس، وأكد مراقبون دوليون على حرية ونزاهة الاستفتاء. إلى ذلك قالت منظمة مواطني العالم إن خروقات وتجاوزات صاحبت التصويت على تقرير مصير الجنوب، مشيرة إلى أنها يمكن أن تؤثر على العملية برمتها.
وفي شمال السودان، قال رئيس اللجنة العليا للاستفتاء بولاية النيل الأبيض عبد الرحمن محمد أحمد إن عدد الذين أدلوا بأصواتهم بنهاية مرحلة الاقتراع بلغوا نحو 6849 ناخبا من جملة 10276 ناخبا مسجلا، بنسبة تصويت بلغت 66%، وأشار إلى أن الذين صوتوا للوحدة بلغوا 2533 ناخبا فيما صوت للانفصال 3952. في وقت بلغت فيه النسبة بولاية كسلا في شرق البلاد نسبة 57.7% لصالح الانفصال من جملة عدد المقترعين التي بلغت 1229 ناخبا من إجمالي 1694 مسجلا بنسبة بلغت 72.6%. وفي ولاية القضارف الشرقية بلغ عدد الذين صوتوا لخيار الانفصال بولاية القضارف 1666 ناخبا، فيما بلغ عدد الذين صوتوا للوحدة 650 ناخبا، فيما انخفضت نسبة المشاركة بولاية سنار الشمالية إلى نحو 40% من عدد المسجلين، دون أن تعلن النتائج الأولية، وفي القاهرة بلغت نسبة المشاركة في التصويت 97%، وصوت منهم 75 ناخبا لصالح الوحدة، بينما صوت 3163 ناخبا لخيار الانفصال. وفي الجنوب أعطت النتائج الأولية الجزئية التي تضم ثلاثة مكاتب اقتراع 7538 صوتا لصالح الانفصال و169 صوتا لصالح الوحدة، حسب المعلومات التي قدمها مسؤولون في مفوضية الاستفتاء في هذه المراكز الثلاثة.
وهذا يعني أن 97.75% صوتوا لصالح الانفصال مقابل 2.25% لصالح الإبقاء على وحدة السودان. وقال الشرطي جون قادت وهو يقرأ نتائج أحد مكاتب الاقتراع في الباحة المجاورة لنصب جون قرنق الزعيم التاريخي لجنوب السودان: «انتصرنا نحن أحرار».
وكانت عمليات فرز الأصوات بدأت مباشرة بعد إقفال مكاتب الاقتراع مساء السبت. وتؤكد معلومات مفوضية الاستفتاء أن نسبة مشاركة نحو أربعة ملايين ناخب وصلت مساء الجمعة إلى أكثر من ثمانين في المائة، في حين لم تصدر بعد المفوضية الرقم النهائي لنسبة المشاركة.
ومن غير المتوقع صدور النتائج النهائية للاستفتاء قبل فبراير (شباط) المقبل.
ومن جهتها، قالت منظمة مواطني العالم إن خروقات وتجاوزات صاحبت التصويت. وأوضحت المنظمة في مؤتمر صحافي عقدته في الخرطوم أن من بين هذه التجاوزات التهديد ضد الناخبين وتوجيه مسؤولي الاقتراع الناخب إلى الخيار الذي يريدونه.
وطبقا للمنظمة فإن سرية الاقتراع وتحديدا في بعض المراكز بجوبا كانت دون المعايير الدولية، وأكدت أنها لاحظت استمرار الحملة الدعائية للانفصال أثناء الاقتراع، مشيرا إلى أن مراقبيها منعوا من الاطلاع على كشوفات الناخبين في بعض المراكز.
ومن جانبها، قالت بعثة الإيقاد لمراقبة الاستفتاء في تقريرها المبدئي الذي أصدرته أمس خلال مؤتمر صحافي بالخرطوم إن عملية الاستفتاء جرت في جو حر وشفاف وآمن، وأوضح مستشار المنظمة اكوبو يوفنانس أن الاستفتاء تم بصورة نظيفة، لكنه أشار إلى عدة مشكلات استطاعت المفوضية التغلب عليها وتمكنت من إكمال العملية حتى وصلت إلى المرحلة الحالية الخاصة بالفرز والعد وإعلان النتائج. وذكر رئيس البعثة أن المنظمة شاركت في الاستفتاء بنحو 40 مراقبا تم نشرهم على 19 مركزا. فيما أكد المدير العام لقوات الشرطة السودانية الفريق هاشم عثمان خلو سجلات الشرطة من أي بلاغ جنائي متعلق بعملية الاستفتاء. وقال: «إن الشرطة نفذت كل الخطط المرسومة لعملية الاستفتاء بصورة ممتازة بكافة الولايات الشمالية، الأمر الذي انعكس إيجابا بانخفاض ملحوظ في البلاغات الجنائية بفضل الانتشار الشرطي الواسع بكافة المناطق». ويتوقع أن تعلن النتائج النهائية في الأسبوع الأول من فبراير المقبل. فيما أكد والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر أن الخرطوم ستظل آمنة ومستقرة مهما كانت نتيجة الاستفتاء وأن الحياة ستسير بصورة طبيعية بعد إعلان النتائج مثلما جرت الأمور أثناء فترة التسجيل والاقتراع. وفي نيويورك، هنأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شعب جنوب السودان على الاستفتاء، قائلا إن الناخبين أظهروا صبرا وإصرارا على سلمية الاقتراع.
وقدم بان الشكر للجنة استفتاء جنوب السودان والدول المانحة التي ساهمت في تسهيل عملية الاستفتاء وجماعات المراقبين التي حضرت إلى المنطقة لتقييم نزاهة الاقتراع.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة «شعب ومؤسسات السودان بالتحلي بالصبر وضبط النفس إلى أن تعلن لجنة استفتاء جنوب السودان النتيجة النهائية للاستفتاء».