النبأ اليقين فى هيبة الدولة
بقلم الدومة ادريس حنظل صحيفة رأى الشعب
يقول حكومة الخرطوم بصوت عالى لا نفرض فى هيبة الدولة،كيف يكون هيبة الدولة؟هل ابا دة شعبه وتشريده وأكل امواله؟ نقول للحكومة الفاشلة تقوم هيبة الدولة فى الاصل على المبادئ الخلقية والاسس الاجتماعية التى تتمثل فى قواعد الدين الحنيف،بسلوكها وحرماتها والمساواة والعدالة المطلقة التى لا تعرف تفرقة عنصرية او جهوية اوطائفية، ويساوى بين الناس القوي والضعيف،والمسلم وغير المسلم،بجميع مللهم وطبقاتهم المختلفة ،ويكون هيبة الدولة بالقوة والامانة والصدق ،كما قال تعالى(إن خير من استأجرت القوي الامين) وقوله(إنك لدينا اليوم مكين امين)ويضا قال ابوبكر الصديق رضى الله عنه فى خطبته(وليت عليكم ولست بخيركم،فان احسنت فاعينونى وان اسأت فقومونى)ويضا كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه(من رأى منكم فئ اعوجاجا فليقومه)فيرد احدهم ياعمر(لورأينا فيك أعوجاجا لقومناك بحد سيوفنا) فيحمد عمرالله ان يجعل فى امة محمد(ص)من يقوم اعوجاجه بسيف،ولا يقول مثلما يقول الهمبول عمرالبشير اقتلوهم اسجنوهم شردوهم اختصبوا نساءهم كلهم معارضة وخونة ومرتذقة وعملاء ويقول لجرذانه لا نسلمكم الى المحكمة الجنائية حتى (الكديس)هذا الرئيس الذى يبيد شعبه وينسى قول عمربن الخطاب(لوعثرت بغلة فى العراق لوجدتنى مسؤول عنها)وكذلك عندما عارضت المرأة عمربن الخطاب فى قضية المهر عند ما تولى الخلافة قال للناس(إما بعد فقد ابتليتم بى وخلفت فيمن بعد صاحبى،فمن كان بحضرتنا باشرناه بانفسنا ومهما غاب عنا ولينا اهل القوم والامام وكان الخليفة عمربن الخطاب ينام فى الشارع ويسند الحجر تحت الشجرة وتاتيه به كل الوفود المعارضة فيقولوا له(حكمت فعدلت فنمت ياعمر)هذه هيبة الدولة فى القوة والامانة والصدق واعطأ كل ذى حقه ومستحقه فى الحقوق والواجبات.لاتكون هيبة الدولة بالتوجيهات والاوامر والنواهى والترغيب والترهيب ،وحدها بل لابد من قوة تجعل للتوجيهات هيبة فى النفوس والقلوب،ومن هنا قدم القرأن الكريم القوة على الامانة فى قوله(إن خير من استأجرت القوى الامين)فلا يجوز ان يتولى قيادة الامة فى الدولة الا الكفء الامين، وعندما جاء ابوذر رضى الله عنه وطلب الامارة قال له رسول(ص) (هذه امانة غذى وندامة)،ويضا عندما جاء نفر من يهود المدينة يطلبون من الرسول(ص)ان يولى رجلا يحكم لهم فى اشياء اختلفوا فيها فقال لهم رسول(ص)ائتونى العشية ابعث معكم القوي الامين)والقوة بشجاعة القلب والبدن والامين بحفظ حقوق العباد التى شرعها الله وهى خشية الله التى تحول دون الظلم والاستعلاء فى الارض.وان تكون هيبة الدولة بطاعة المحكومين للحاكمين والعكس صحيح وليس الهيبة ان يتعدى الحاكم على ارواح الناس واجسادهم وحرماتهم واكل اموالهم بالباطل وتشريدهم وتهجيرهم القسري وتسليح القبائل ضد قبائل والنفرات والبيعات الجماعية والفردية رسول(ص)(كل مسلم على المسلم حرام،دمه،وعرضه،وارضه،وماله)وليس هيبة الدولة تحول من الضروري الى استبداد لايرفع صوت احد فوق صوته ولا تعلواعلى هامته هامة.ومن طبيعة الاستبداد ان يكون الحاكم مستبد بنفسه وحاشيته وبطانته مما يستاثرون بالسيطرة على مفاصل الدولة،فتبقى له علامة الحكم ومراسيمه دون عمل تنفيذ وشرهما استبداد تستشري فيه السلطة بين المنافسين على كراسى الذى يؤدى الى الفتن ويثير الصراع فتغتصب الادارة وينصرف الناس عن العمل فيبطل العمران ويتفاقم الخراب،فتشتد قسوة الحياة لسد حاجة الدولة الى المال فيقل معه الولاء وتقع العداوة بين الحاكم والحكوم،وانما تكون هيبة الدولة باحترام ارادة الرعية وان تكون البيعة حرة وعن طواعية وطيب النفس ورضاء الضمير،صفقة اليد ثمرة القلب هكذا هيبة الدولة،وليس فرض هيبة الدولة باتباع الهوى والاستيلاء على كراسي السلطة عبر الظلم البائن بينونة كبرى وإقصاء الاخر وتجنيد المليشيات والجنجويد والتنازل عن الارض للدول العربية وعلى سبيل المثال(مصر)على حلايب وبيعه للدول العربية والغربية والافريقية،واصدار الدساتيرالمخالفة للكتاب والسنة والاجماع والقياس سواء كان دستور التنظيمات اوغيرها وتمليك السلاح الغيرمرخص للغير سواء داخل الخرطوم اوخارجها ودخول القوات الاممية والافريقية لحفظ امن الدولة وترك بعض اجزاء السودان للاخرين كما ذكرته أنفا،ولا تكون هيبة الدولة بكثرة قيام القمم الافريقية والعربية خارجيا وداخليا والاعتقالات والقتل ليلا ونهارا بدون رقيب وتفتيت الحركات والقبائل وضرب بعضهم ببعض والاتفاقات الثنائية وكثرة الفساد بانواعه المختلفة الذى تفشى فى ربوع البلاد يعرفه كل قاصى ودانى وتاكيدا على ذلك سرقة عمر البشير وعشيرته وجرذانه (27)مليار دولار وتقرير المراجع العال للميزانيات،وكذلك تقرير منظمة الشفافية العالمية الذى وضع السودان فى المرتبة الاولى فى الوطن العربى وفى المرتبة الثالثة فى العالم بالنسبة للفساد الاقتصاد.اما الفساد الادارى والسياسى والاخلاقى،فحدث ولا حرج ودليل على ذلك كثرة المعوقين الذ ين يفترشون الارض ويلتهفون السماء واصحاب الحوائج يملأون الارصفة من كل الجهات والامراض الوبائية التى تبيد الاطفال فى المعسكرات والمستشفيات والتى تحاصر الانسان السودانى،ولكن للاسف الشديد فكم سالت دماء الشعب السودانى فى سلاسل النزاع الطويل المخيف ولم تفق، وليس فرض هيبة الدولة بالشعائر الدينية فحسب،ولكن فرضها بالعدالة ليكون منهج الحياة التى يجب ان تحفظ للانسان حقه مثل مدينة الرسول(ص)،سليمان الفارسى،ابوبكر القرشى،صهيب الرومى،بلال الحبشى ،لذلك قال الله تعالى(ان الله يأمر بالعدل والاحسان)وقال الله تعالى(ولايجرمنكم شنأن قوم على الا تعدلوا اعدلوا وهو اقرب للتقوى)ويقول الرسول(ص)فيما معناه(ان اخب الناس الى الله يوم القيامة واقربهم منى مجلسا امام عادل وان ابغض الناس الى الله يوم القيامة واشدهم عذابا امام جائر)اذن العدل الذى يريده الاسلام ونظامه من الحالم هو العدل المطلق الذى لا يميل ميزانه الحب والبغض ولا تغيير قواعده المودة والشنئان،ولذلك كانت الجنسية فيها هى العقيدة والوطن فيها دار السلام والحاكم فيها هو الله والانسان فيها خليفة الله لتطبيق شرع الله والدستور فيها القران ،هذه هى هيبة الدولة بعيدا عن التاثير بالقرابة للافراد التباغض بين الاقوام،فيتمتع بها المسلمون جميعا دون تفرقة وغيرهم ولو كان بينهم وبين المسلمين شنئان او خلاف.