القاهرة : رفيدة ياسين
رغم توقيع اتفاق السلام الشامل بين شمال السودان وجنوبه في عام 2005 وهو الاتفاق الذي أنهي أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الطرفين حيث أصبح بعدها الجنوب شريكاً أساسياً في حكم السودان ، إلا أن حدة الخلاف بين شريكي الحكم في السودان (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) تتصاعد بين الحين والآخر ، فلم تخف نبرة التلاسن بينهما منذ توقيع الاتفاق، وجددت الحركة الشعبية لتحرير السودان تهديدها بمقاطعة الانتخابات المقرر إجراؤها إبريل القادم بسبب إصرارها علي رفض نتيجة الإحصاء السكاني ،وقال “يين ماثيو” الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان في اتصال هاتفي للشروق من الجنوب: “أن الحركة طالبت مفوضية الانتخابات بعدم اعتماد هذه النتائج في توزيع الدوائر الانتخابية” ، وأضاف : أن الحركة قدمت اقتراحات للمفوضية بتكوين لجنة فنية لتبحث معايير جديدة تستطيع أن توزع بها الدوائر الانتخابية للتتأكد من نتائج التعداد، مشيراً إلي أن الحركة الشعبية طالبت مفوضية الانتخابات بعدم اعتماد نتائج التعداد التي قدمها المؤتمر الوطني إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن المفوضية لم تلتفت لذلك، وعليه فإن الحركة هددت بمقاطعة الانتخابات ، وحذر “ماثيو” أنه إذا تم توزيع الدوائر الانتخابية وفقاً لهذه النتائج فان الحركة لن تشارك في جريمة تزوير الانتخابات.وحول إجراء مؤتمر جوبا قال الناطق باسم الحركة: أن كل الترتيبات جاهزة للقاء قمة القوي السياسية السودانية بالعاصمة الجنوبية جوبا موضحا أن اجتماعات المكتب السياسي للحركة لا زالت قائمة لتحديد موعدها ، وكشف “ماثيو” أن الحركة قدمت دعوات لكل الحركات المسلحة لحضور المؤتمر ،علي الجانب الآخر قال “مندور المهدي” الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في تصريحات خاصة للشروق: أن الإحصاء السكاني لم يجريه المؤتمر الوطني بل تم بأيادي أبناء جنوب السودان وبإشراف مفوضية الانتخابات ، واعتبر رفض الحركة الشعبية لنتيجة الاحصاء يؤكد رغبتها في التهرب من إجراء الانتخابات في موعدها وعدم جاهزيتها، مضيفاً أن الحركة الشعبية تخشي من تغيير المعادلة بالنسبة للحكم القائم في ظل الأداء الضعيف لحكومة الجنوب في جنوب السودان.
ورهن المهدي مشاركة حزبه بمؤتمر جوبا بثلاث شروط أولها دعوة كل القوي السياسية لحضور المؤتمر، ثانيا أن يكون المؤتمر الوطني مشاركاً في كل ترتيبات انعقاد المؤتمرالإجرائية والمشاركة في كل الأوراق المقدمة فيه ، وثالثا أن يتم منح المؤتمر الوطني الفرصة الكافية للتعبير عن رأيه ومواقفه .
واعتبر المهدي انه في حال عدم توفر هذه الشروط سيكون المؤتمربمثابة منبر لتمرير أجندة المعارضة فقط .
وأكد أن الأحزاب المعارضة، وإلي جانبها الحركة الشعبية ليس لهم القدرة علي إرغام المؤتمر الوطني علي شئ ، وأشار إلي أن أحزاب المعارضة لا تملك سوي التحدث في المنابر قائلا: إذا كانت لهم قدرة علي فعل شئ لكانوا استطاعوا ان يسقطوا النظام بما أسموه انتهاء شرعية الحكم.
وكشف مبارك الفاضل المهدي رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر جوبا للشر انه سيتم انعقاد المؤتمر أثناء شهر رمضان الا ان اليوم لم يتم تحديده بعد.
وأضاف الفاضل انه تم دعوة كافة القوي السياسية للمشاركة في هذا المؤتمرالذي أسماه بالوطني بهدف الوصول إلي حل سوداني سوداني لمشكلات البلاد الداخلية مشددا علي خطورة تدويل مشكلات السودان وقال : سنبحث كقوي سودانية عن الحلول وليساعدنا الخارج في تنفيذ هذه الحلول وليس في حل المشكلات.
وحذر من مغبة غياب المؤتمر الوطني عن الحضور قائلا : يجب أن يشارك المؤتمر الوطني مع بقية القوي السياسية والا سيعزل نفسه.