(حريات)
نظّم حزب الأمة القومي احتفالاً أمس بالذكرى الـ(49) لثورة اكتوبر المجيدة.
وتحدث في الحفل السيد عبد المتعال القرشي طه شقيق شهيد اكتوبر الأول احمد القرشي طه، وابنته منى، ورئيس حزب الأمة والدكتور أمين مكي مدني رئيس لجنة كونفيدرالية منظمات المجتمع المدني، إلى جانب لفيف من قادة المجتمع المدني والسياسي، كما تخللته أشعار من الشاعر الفخم أزهري محمد علي والأستاذ عمر علي عبد المجيد، واختتم بفاصل أناشيد وطنية من الأستاذ الأمين خلف الله من صالون الإبداع بهيئة شئون الأنصار.
وقال المهدي نقلاً عن ابن حزم تعقيبا على من أشار إليهم ببعض المسئولين قالوا بجواز قتل الثلث لإصلاح الثلثين إن (هذه أقوال الشيطان الرجيم وأتباعه)، وكانت (الراكوبة) نشرت إن عمر البشير قال في أول جلسة لمجلس الوزراء بعد التظاهرات الاحتجاجية الاخيرة، مبرراً عمليات القتل “نحن مالكية”. وذكر ان الامام مالك قال بجواز قتل الثلث لاصلاح الثلثين”.
وتميّز حضور الحفل بالنوعية إذ كان ضمن الحضور الأساتذة والأستاذات عبد العزيز دفع الله، وكمال إسماعيل من التحالف السوداني الحركة الشعبية، وكمال عمر والأمين عبد الرازق من المؤتمر الشعبي، وبشارة جمعة من العدالة، والأمين الطيب عبد القادر ومحمد زين العابدين من الحركة الاتحادية، وسميرة مهدي من الاتحادي الأصل، والريفي سبو من الحزب القومي السوداني، وكمال الجزولي من اتحاد الكتاب، ونعيم دميتري من الكنيسة القبطية، واللجنة التنفيذية للمفصولين، ونفيسة المليك وعلوية جمال محمد أحمد وقسمة مكي وغيرهم وغيرهن من قيادات المجتمع المدني والقيادات النسوية، إلى جانب قيادات حزب الأمة والأنصار.
تحدث في البداية نائب رئيس الحزب اللواء فضل الله برمة في كلمة ترحيبية حول ذكرى اكتوبر وانها تمنحنا الأمل لمواصلة النضال، وبعد ذلك تم تقديم السيد عبد المتعال القرشي طه، أخ الشهيد احمد القرشي، الذي رفض تسليم الجثمان للشرطة مصرا ان يسافر للقراصة.
السيد عبد المتعال القرشي طه
كان أحمد قرشي أول شهداء جامعة الخرطوم، إن اسرة الشهيد أحمد بعد ان شهدت موكب التشييع من المستشفى لميدان عبد المنعم وبعد ان صلى عليه السيد الصادق المهدي هناك، وبعد الجموع الكبيرة التي صلت عليه اعتبرنا ان له اسرة كبيرة اكبر من اسرته هي الشعب السوداني بأسره، ولا اخفي ان زيارات السيد الصادق على راس الوفد الانصاري الذي حضره معه بقيادة الامير نقد الله وغيره من قيادات الأنصار ساهمت في أن تغير اسرة احمد القرشي انتمائها السياسي من الوطني الاتحادي لحزب الامة في يناير 1965م، حيث بايعت السيد الصادق على حزب الامة وقال له الوالد نحن تجانية ولكن نبايعك على حزب الامة مبايعة الانصار للأنصارية، لقد كان الوفد الوحيد الذي اتانا هو وفد حزب الامة والذين واصلوا في زيارتنا هم الانصار على رأسهم عمر نور الدائم عليه الرحمة وبعد ذلك باشهر جاء السيد اسماعيل الازهري والامام الهادي المهدي، وحتى بعد ذلك لوفاة الوالد والوالدة كان السيد الصادق يعزي الاسرة بالبرقيات. نحن حزب امة نقولها مجددا وفي هذه المناسبة هناك كثير من اللغط حول انتماء الشهيد وما اثير من طلقة طائشة وانه كان في طريقه للحمام كل هذه اشاعات مغلوطة تؤكدها تحقيقات الشرطة وكيف لاحد ان يذهب للاستحمام في داخلية غير داخليته. الشهيد أحمد كان يسكن داخلية الدندر واصيب في داخلية السوباط فكيف له ان يكون ذاهبا للحمام؟ بيان الشرطة في 22 اكتوبر يقول ان ضابط الشرطة امر باطلاق الرصاص فهل تكون طلقة طائشة؟ في النهاية اقدم لكم بنتي منى عبد المتعال القرشي لتساهم بجزء في هذه الليلة المباركة مع تمنياتنا بالنجاج للأخ الحبيب الصادق المهدي واعتقد ان موقفه الان مستقى من عبر ودروس في ثورة اكتوبر وما بعدها وهو موقف صحيح وسليم ونعتز به.
أ. منى عبد المتعال القرشي:
أتحدث ليس نيابة عن اسرة الشهيد القرشي فقط ولكن كل الشباب في جيلي اشكر حزب الامة وكل انسان يتذكر ثورة اكتوبر، حالفني الحظ ان سمعت عنها من والدي ومن السيد الصادق المهدي شخصيا اعطاني معلومات لم اسمعها من قبل. 49 عاما مرت ولا يعرف عنها الشباب الكثير. كل ما ارجوه من كل شخص قرا او سمع عنها ان نوثق لها. الشهيد القرشي مات من اجل ان نكون دولة واحدة ومات وهو في شبابه اتمنى لو كنت الشهيد القرشي جديد. اعتز بوقوفي امامكم اشكر السيد الصادق لما منحه لكل الشباب السوداني وهو نصير لهم اتمنى ان يسيروا في ركبه وركب الشهيد القرشي.
د. محمد عبد الرازق، نقيب الأطباء لولاية الخرطوم
اشكركم على هذه الدعوة، وكلكم شهد دور نقابة الأطباء في ثورة سبتمبر، وارجو الا ينطفي النور بكثرة قمع المحاولات، فكل محاولة لإسماع راي المواطن للحاكم محاولة جيدة يؤجر عليها الناس. طيلة عهد هذا النظام نقابة اطباء السودان كانت تعامل كعضو في مجتمع غير مرغوب فيه. أقول يجب الا تموت هذه الشعلة وألا ينطفي عند الشباب النية والبصيرة للتغيير.
نقابة الاطباء كان لها القدح المعلى في تبصير الناس بقلب الأولويات في هذا النظام وأن الأولى ليس رفع الدعم عن سعر المحروقات بل تبقى المحروقات كما هي ويرفع الدعم من الجهات كتحويلات الدولار لدى العمالة الاجنبية. هذا النظام حطّم الصناعة هناك 85 مصنع نسيج قفلت في شندي وبركات واخرها الحصاحيصا وكل المصانع والمشاغل الصغيرة والاحذية. ولكنه إلى زوال فإن لم يسقطوا اليوم فغدا حتما سوف يسقط هذا النظام.
التغيير لا يتم الا بالتنظيم وهذا الشعب يؤمل فينا ولكنه لم ير طحنا الى الان. التنسيق بيننا كنقابات مهنية واحزاب اصبح الان ملحا. ادعوكم لان نلتف لنواجه المصير المحتوم والجوع وما تبقى من سودان صار مقطعا، ضيعوا الامانة والساحات العامة والمرافق العامة وعندما يصحو الشعب السوداني لن يجد هناك دولة قفوا معنا لنوقف البيع الجائر لمرافق السودان.
الإمام الصادق المهدي
أخواني وأخواتي ، ابنائي وبناتي، نرحب بكم في دار الأمة، ونشكر الذين لبوا هذه الدعوة للاحتفال بذكرى 21 أكتوبر الثورة المجيدة، ومثلما أجلنا موضوع الاتفاق على ميثاق النظام البديل لإجراء مزيد من الحوار والتمهيد، نقدر تأجيل اجتماع دار الزعيم الأزهري حرصاً على وحدة الكلمة.
1. جيل مؤتمر الخريجين العام قاد الحركة السياسية السودانية بكفاءة عالية: بلوروا الإرادة الوطنية السودانية، كونوا الأحزاب الوطنية، وحققوا استقلالاً فريداً في سبقه الزماني في أفريقيا وفي نقائه السيادي في القارة.
2. ولكن مشكلتين نقضتا غزل جيل الرواد:
الأولى: عدم الاهتمام الكافي بالخصوصية الجنوبية، وكذلك عدم مراعاة التظلم الجهوي بين أقاليم البلاد المختلفة، والتظلم بين الريف والحضر داخل كل إقليم. والثانية: معاناة من علل تطبيق ديمقراطي لم يسبقه تمكين لثقافة الديمقراطية، ومن أهم تلك العلل ثلاث:
– هشاشة التكوين الحزبي.
– الحجم الكبير لأبوة زعامات الولاء الديني.
– عدم إدماج القوى السياسية الجديدة برافديها اليميني واليساري في العملية السياسية بالقدر الكافي.
3. هشاشة التكوين الحزبي أدت لانقسام حزب الأغلبية في الانتخابات العامة الأولى إلى حزبي الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي. وانقسم الرأي في حزب الأمة في مرحلة لاحقة إلى تيارين أحدهما يرى الاستمرار في ائتلاف كونه لقاء السيدين بين الأمة والشعب الديمقراطي، وتيار يرى أن الأجدى للاستقرار الديمقراطي هو ائتلاف بين الأمة والوطني الاتحادي.
وعدم مراعاة الخصوصية الجنوبية لا سيما في ملفات السودنة، وملف القوات المسلحة أدى لحركة أغسطس 1955م الجنوبية.
واضطراب المشهد الحزبي أودى بالاستقرار السياسي وحال دون كتابة الدستور غير المؤقت للبلاد.
وكان يوم 17/11/1958م موعد استئناف البرلمان جلساته ومتوقع أن يحقق الائتلاف المنشود بين الأمة والوطني الاتحادي أجندته.
4. التيار في حزب الأمة الذي كان يرفض الائتلاف الجديد، ويتوقع هزيمة داخل البرلمان، قرر عدم إمكانية الاستقرار السياسي في ظل الديمقراطية، واستبق انعقاد البرلمان بتسليم السلطة للقوات المسلحة، والتف حول قيادة حزبي الأمة والوطني الاتحادي السياسية بالحصول على تأييد السيدين، مشبوه النتائج، لانقلاب 17/ نوفمبر 1958م، ما منح الانقلاب نوعاً من الشرعية.
قيادة حزب الأمة السياسية، ممثلة في رئيسه السيد الصديق المهدي وغالبية أعضاء مجلس إدارته الساحقة التي كانت رفضت اقتراح تسليم السلطة للقوات المسلحة حينما عرضه رئيس الوزراء لهم من قبل، اعتبرت الانقلاب موجهاً ضد أجندتها السياسية فأعلنت رفضها له منذ البداية وطبعاً عارضه الحزب الوطني الاتحادي وحزبا القوى الجديدة الإسلامي والشيوعي.
من هؤلاء تكونت الجبهة القومية المتحدة التي بمذكراتها ومواقفها والأنشطة المطلبية المختلفة سحبت الشرعية من نظام 17/11.
5. منذ مؤتمر جوبا 1947م كانت الحركة السياسية الجنوبية قد ربطت بين الموافقة على وحدة البلاد وتحقيق ضمانات حصلت عليها في شكل تمثيل في مجلس السيادة والوزارة والبرلمان، والوعد بعلاقة فدرالية في ظل دستور البلاد القادم. انقلاب 17/11 جردهم من هذه الضمانات والنتيجة لجوء القياديين الجنوبيين للخارج وتكوين حركة سانو ثم بعد إطلاق سراح المحكومين في حركة أغسطس 1955م تكوين حركة المقاومة المسلحة أنيانيا.
6. واجه نظام 17/11 تعرية سياسية بقيادة الجبهة القومية المتحدة والحركة المطلبية، واستنزاف مستمر بنشاط المقاومة الجنوبية. حاول النظام مواجهة التعرية السياسية بانفتاح محدود بتكوين المجلس المركزي ومجالس المديريات، ومواجهة المقاومة الجنوبية بإجراءات تثاقف فوقية وإجراءات أمنية واسعة من بينها طرد القساوسة الأجانب من الجنوب.
إجراءات نظام 17/11 هذه دفعتني لإصدار أول كتاب لي في أبريل 1964م بعنوان (مسألة جنوب السودان) فحواه تشخيص غير أمني لقضية الجنوب، أنها قضية سياسية وثقافية واقتصادية لا تعالج في الإطار الأمني وحده، والربط بين حوار حر منشود والبحث عن حل للمسألة. وفي مرحلة لاحقة نشط الحوار حول قضية الجنوب في الرأي العام السوداني عامة وفي جامعة الخرطوم خاصة.
احتضنت الجامعة ندوة د. حسن الترابي التي ربط فيها المحاضر بين توافر الحرية المطلوب وحل مشكلة الجنوب المنشود، الندوة الجامعية الثانية حول مسألة الجنوب واجهها النظام بإجراءات قمعية مبالغ فيها إذ استخدم الرصاص الحي لتفريق جمع طلابي أعزل، أدت هذه الحماقة إلى ردود فعل واسعة نظمت الهيئات والنقابات موكباً أمام دار القضاء لتقديم مذكرة تطالب بالتحقيق العادل في أحداث الجامعة ومحاسبة الجناة، وكتبت القيادات السياسية مذكرات تعلن فشل النظام الانقلابي وتطالب باسترداد الديمقراطية، أخص بالذكر هنا مذكرة الإمام الهادي المهدي. كتب كذلك سائر الزعماء السياسيين مذكرات.
كعادته القمعية تعرض النظام لموكب الهيئات الذي كان يقوده قضاة المحكمة العليا فأدى الصدام لإعلان قيادة الموكب الإضراب العام، الذي وجد تجاوباً واسعاً وحركة مظاهرات في الشارع وتكون في المعارضة للنظام مركزان: أحدهما بقيادة جبهة الهيئات في نادي أساتذة جامعة الخرطوم والآخر في بيت الإمام المهدي بأم درمان.
الإضراب العام وحركة الشارع الواسعة أحدثا تحركاً متعاطفاً في القوات المسلحة.
أهم وجه من وجوه هذا التعاطف العسكري بشهادتي زيارة لواءين لنا في بيت الإمام المهدي، هما المرحومان الطاهر عبد الرحمن المقبول وعوض عبد الرحمن صغير، هما وغيرهما تحدثوا مع المرحوم الفريق إبراهيم عبود في اتجاه حل سياسي غير قمعي، وربما كان تصورهم إجراء تسوية مع مركز أم درمان وعزل مركز الخرطوم.
بدا لنا في مركز أم درمان أن القوات المسلحة لم تقبل دور قمع المظاهرات المدنية وصارت تتطلع لتسوية سياسية للأزمة وربما تصوروا أن البحث عن هذه التسوية أفضل وأكثر قبولاً من غيرها مع قوى غير راديكالية. اعتبروا القوى المتمركزة في الخرطوم راديكالية واسهل التفاوض معنا في أم درمان.
الضابطان المذكوران رتبا للقاء يجمع بيننا وبين الفريق إبراهيم عبود وأعوانه، قلنا لهم نحن نرحب بزيارتهما وبالمقابلة وسوف نعمل على توحيد موقف المعارضة. لسنا مستعدين ان ندخل في تفاهم ثنائي، اذا كان تفاهم فليكن قومياً.
كان الأخوة في مركز المعارضة في الخرطوم قد أدركوا أهمية وحدة المعارضة ففي نفس اليوم زارنا وفد مكون من قيادة جبهة الهيئات في بيت المهدي، وتفاكرنا في تكوين وفد مشترك لمقابلة الفريق إبراهيم عبود، والمدهش، وهو الدرس الذي يجب أن نعيه الآن، أننا حتى تلك اللحظة كان الجامع المشترك هو اسقاط النظام دون بيان للنظام الجديد الذي نريد. وفي حضرة الجمع تناولت ورقة وكتبت فيها ميثاقاً يحدد ما نريد وبعد دراستها اتفقنا عليها فصارت هي ميثاق ثورة أكتوبر ثم ذهبنا لمقابلة الفريق إبراهيم عبود وأعوانه، قابلناه في القصر ثم انتقل الحوار إلى القيادة العامة، حضره وفدنا وقادة القيادات في القوات المسلحة. اتفقنا على إحياء الدستور المؤقت الذي كان انقلاب 17/11 قد ألغاه مع تعديلات تناسب المتغيرات، واتفقنا على تكوين حكومة قومية انتقالية على أن يظل الفريق إبراهيم عبود كرأس دولة بصلاحيات محدودة، على أن تتولى الحكومة الانتقالية برئاسة المرحوم سر الختم الخليفة التنفيذ والتشريع.
واتفقنا أن يكون لجماعة 17/11 عفو من أية مساءلة.
ميثاق أكتوبر كان فضفاضاً للغاية كذلك حال الحكومة الانتقالية ومع ثورية المرحلة ظهر أن استمرار الفريق إبراهيم عبود في مركز الرئاسة شاذ فأرسلت له المرحوم اللواء أحمد عبد الوهاب يعرض عليه الاستقالة مع كفالة مستقبله والتزامنا المستمر بالعفو المتفق عليه فلبى الطلب بلا تردد. الفريق إبراهيم عبود رحمه الله كان مشبعا بروح الانضباط العسكري وكذلك مهتماً بالمصير الوطني وحقن الدماء.
صحيح بعضنا نادى بالمحاكمة، بعد ان اتفقنا وأعطيناهم الأمان، ولكننا وآخرون رأينا أن الوعد ملزم ولا سبيل لمراجعته. وفي النهاية تم تطبيق العفو برغم محاولة البعض النكوص، ولإثبات الحقائق للتاريخ كونت لجنة تحقيق قضائية حققت مع كل المشتركين في الانقلاب والشهود عليه وشهاداتهم موثقة ومودعة بدار الوثائق القومية في الخرطوم لمن يريد معرفة الحقائق.
7. استرد الوضع الانتقالي الحريات وشرع في الترتيب لمؤتمر للحل السلمي لمشكلة الجنوب ما أثمر مؤتمر المائدة المستديرة أول خطوة في التناول السياسي لحل مشكلة الجنوب. ولكن التكوين الانتقالي كان هشاً للغاية، وميثاق الثورة كان محدوداً، لذلك اضطربت الأوضاع عندما اختلفت العناصر المكونة للحكومة الانتقالية. وكذلك لأن التركيبة الانتقالية كانت هشة حينما كان يحصل خلاف لم يكن هناك أساس تشريعي ليحسمه فلذلك كانت تحصل أزمة، وصارت الاتجاهات المختلفة داخل مجلس الوزراء تتصارع في الشارع، ولكي لا تتحول الأمور لمساجلات لا تؤمن عقباها في الشارع عرضنا على رئيس الحكومة أن يستقيل ثم يعيد تكوين الحكومة بصورة متوازنة من جديد فوافق إذا أجاز ذلك مجلس السيادة، كان رئيس المجلس في ذلك الشهر المرحوم د. التجاني الماحي. شرحنا له الموقف فوافق ما أدى لتكوين حكومة السيد سر الختم الثانية وانقشعت الأزمة.
8. تجربة ثورة أكتوبر اسميها اسمين مهمين الأول أنها مدرسة الثورة الديمقراطية والثاني أنها أم ثورات الربيع العربي والأم مدرسة، الدروس المستفادة التي يجب أن ندرسها ونعيها من هذه التجربة هي:
أولاً: كل الذين لجأوا لاختصار الطريق لتحقيق أهدافهم السياسية عبر انقلابات عسكرية سوف يحققون أهدافاً محدودة في المدى القصير ولكنهم سوف يجدون أنفسهم في صف الضحايا، كما قال المتنبي (من يجعل الضرغام بازا لصيده تصيده الضرغام فيما تصيدا) وكما قلت (من تمطى باسما ظهر النمر حتما سيأكله ويبتسم النمر). فالسيد عبد الله خليل أدرك ذلك في أقل من عام وصار ضمن معتقلي النظام. حقيقة سجلها القيادي البعثي منيف الرزاز في كتابه (التجربة المرة) وقال نحن لجأنا للانقلاب للتخلص من خصومنا السياسيين الانقلابيون خلصونا من خصومنا السياسيين وبعد ذلك تخلصوا منا! وسجلتها تجارب الحركات الإسلامية في الكتاب الذي حرره السيد عبد الله النفيسي بعنوان (مستقبل الحركات الإسلامية) الصادر عام 1989م.
ثانياً: النظم الدكتاتورية أكفأ في حفظ أمنها ولذلك يطول عمرها. ولكن طبعاً من تعاريف الشقاء طول العمر مع سوء العمل! ولكن شرعيتها لا تدوم بل تتراكم ضدها المعارضة حتى تبلغ كتلة حرجة تضع حداً لها. البعض يقول لك ما حصل في سبتمبر انتهى، أصلها حاجة تتكتل باستمرار. ثورات الربيع العربي هذه سبقتها حركات عديدة، في مصر مسجلة تظاهرات واعتصامات ثلاثة الف مرة ثم في النهاية صار هناك التراكم الحرج الذي أدى إلى التغيير.
ثالثاً: أشواق المواطنين للكرامة والحرية والعدالة وتوافر ضرورات المعيشة وتقصير النظم الدكتاتورية في توفير ذلك كفيلة ببث الرفض لها، والتحركات الاحتجاجية ضدها، ولكن هذا التحرك مهما كان واسعاً ما لم يصحبه رافع عسكري ينذر بحمامات الدماء بلا نهاية كما دلت على ذلك تجربتا السودان في أكتوبر 1964م وفي أبريل 1985م، وتجارب دول الربيع العربي قاطبة.
رابعاً: لا يكفي أن تتفق القوى الرافضة لنظام دكتاتوري على رفضه بل يجب أن تتفق على النظام الجديد المنشود بصورة محكمة حتى لا يولد النظام الجديد مأزوماً ويصير بفشله دعاية لصالح النظام الاستبدادي المباد. في كثير من بلاد الربيع العربي الآن صاروا يبكون على ما كان.
خامساً: النظام المحاصر شعبياً سوف يحاول فك حصاره بتقسيم مواقف معارضيه، والذين يشطتون في مواقفهم يسهلون مهمته، بينما الذين يحرصون على وحدة المعارضة يقفلون ذلك الباب.
على ضوء تلك الدروس الخمسة المستفادة من ثورة أكتوبر ما هو الموقف الآن في بلادنا؟
أقول: النظام الحالي مسؤول عما آل إليه حال الوطن وأهم معالم حالة الوطن الفكرية بين غلو علماني وغلو إسلامي، وتمزق الجسم السياسي الحاد، والحالة الأمنية المتردية، والحالة الاقتصادية، والوصاية الأجنبية على البلاد، هذه كلها حيثيات، أقول، تستوجب اتحاد كل القوى الرافضة لهذا النظام حول ميثاق للنظام الجديد المنشود لتحقيق تحول ديمقراطي كامل وسلام عادل شامل في ظل وحدة الوطن.
هذا الاتفاق وسائل تحقيق أهدافه سلمية تشمل كل التحركات ما عدا العنف والاستنصار بالأجنبي، وتضع النظام أمام أحد خيارين هما: الإضراب العام والعصيان المدني أي الانتفاضة الشعبية، أو المائدة المستديرة القومية التي لا يسيطر عليها أحد ولا تستثني أحداً. إما يمشي الناس في الانتفاضة أو النظام يلمس رأسه ويعمل كما عمل دي كليرك مع مانديلا في جنوب أفريقيا.
نعم الاجماع الكامل مستحيل ولكن الممكن هو كتلة حرجة ذات جدوى سياسية، نحن في حزب الأمة القومي لن نألو جهداً في سبيل ذلك، ونمد يدنا للجميع فالوطن في خطر وخلاصه ممكن.
ختاماً: سبتمبر الدامي حلقة من حلقات الاحتجاج على سياسات الظلم الاقتصادي، ولا يمكن لدماء شهدائنا أن تذهب هدراً، فلا بد من تحقيق عادل ومحايد لبيان الحقائق ومحاسبة الجناة. نحن حينما زرنا دارفور في عام 2004 قلنا هناك انتهاك لحقوق الإنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وما لم يحدث تحقيق عادل ومحاكمة ومساءلة للجناة فسوف تقوم بهذا الأسرة الدولية لأن لديها مواثيق مرتبطة بحماية المدنيين من العدوان وحصل حقيقة موت لعدد كبير من الأبرياء، وهذا ما حدث.
بعض المسؤولين يبررون على طول عهد هذا النظام سفك الدماء بمقولة منسوبة للإمام مالك، نسب إليه إنه قال بجواز قتل الثلث لإصلاح الثلثين. وصار هذا بردا وسلاما على من يريديون تحقيق هذه الأهداف، لكن الحقيقة أن شرع الإسلام لا يجيز قتل غير الجاني قصداً لمصلحة غيره. (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) هذا كلام غير صحيح.
وكل علماء المالكية الأعلام: شهاب الدين القرافي، وأبو بكر بن العربي، والزركشي، ومحمد الأمين الشنقيطي، وأبو عبد الله القرطبي، أنكروا أن يكون مالك أو أي من علماء المالكية قال هذا الكلام. ونسب القرافي هذه الاشاعة عن مالك للجويني الشافعي الذي أراد أن يشنـّع على مقولة مالك عن المصالح المرسلة، فنسب إليه هذا الكلام ومالك منه برئ. وقال ابن حزم: هذه أقوال الشيطان الرجيم وأتباعه.
وبالإضافة لهذا كله: نحن موقعون على مواثيق حقوق الإنسان الدولية وكلها تتنافى مع هذه المقولة.
في أي كوكب من الكواكب يعيش هؤلاء الناس؟ هذا افتراء على الامام مالك.
نعقتد ان شهداءنا في اكتوبر وعلى راسهم الشهيد احمد القرشي طه واسرته المكلومة لازم يعرفوا أن ابنهم هذا بوفاته هذه قد كتب لهم تاريخا عظيما وادخلهم من أوسع الأبواب وصحيح كما قال أخوه ان الكلام أنه كان ذاهب للحمام فرية ومافي شك أبداً أنه كان شهيداً ودمه غسل عار الدكتاتورية هو وزملاؤه الذين استشهدوا ونعتقد ان كل الشهداء في كل الظروف هذا دورهم :
اتعلم أم أنت لا تعلم
بأن جراح الضحايا فم.
نسأل الله لهم الرحمة، وأن يكن من دمائهم هذه نور لمستقبل الوطن الذي حتما ان شاء الله يحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل ويجعل قصص الاستبداد قصص عفا عليها الدهر، والسلام عليكم ورحمة الله.
أ. أزهري محمد علي
وألقى الشاعر عددا من قصائده من بينها مرثية الشاعر حميد، وقصيدته الأخيرة التي واكبت هبة سبتمبر المجيدة (ياصاحب المشروع في قصرك العالي الصوت هناك مسموع) كانت (حريات) نشرتها من قبل.
د أمين مكي مدني. رئيس لجنة كنفدرالية منظمات المجتمع المدني
بعد كلام الإمام لم يتبق الكثير وإن كنت أود التعقيب بالكلام عن الربيع العربي الانجازات التي تمت او التي لم تتم، نحن نتحدث عن حركات حدثت في السودان من القرن الماضي ثورة 24 واكتوبر وأبريل وهي رموز ودلائل واضحة على عزة الشعب السوداني وحبه للحرية والكرامة والعيش الكريم والمساواة. وهناك أيضا ما جاء في كلام الإمام من صلة اكتوبر بالجنوب الذي فقدناه من بين ايدينا والندوة التي سبق الحديث عنها، والان نحن ايضا نواجه هل يعود الجنوب بل نواجه هل نفقد مزيد من الاقاليم الموجودة، فهناك نزاعات مسلحة تدور في عدد منها باسباب الاستعلاء العرقي والثقافي والديني وعدم وجود التنمية التي تؤدي لحمل السلاح في كل العالم. تحدث الامام عن دارفور وزيارة 2004 والان دارفور بعد 10 سنوات اصبحت no man’s land اذا عندك حصان وبندقية انت حر تعيش وتنهب كما تريد كأفلام الكابويات، نعم نسمع عن ولاة وسيسي وآخرين ولكن اخوانا في دارفور يتحدثون عن الحاصل من فقدان أمن، نحن الان مطالبون بالحفاظ عن الوحدة والحفاظ على النسيج الاجتماعي والوطن والوحدة الوطنية. الظلامات التاريحية تتعلق بالظلامات والحقوق الانسانية، وهي عبارة عن الحقوق السياسية والمدنية وفيها حرية التعبير والتجمع والحقوق الاجتماعية والثقافية وهي الصحة والتعليم والعمل والبيئة والتنقل والاكل والسكن والكهرباء والمياه، اذن نحن اليوم ليست هناك حقوق مدنية سياسية لاننا نعيش في ترسانة قوانين تنفي جميع الحقوق المدنية والسياسية قضاء نسف من معناه تماما ظلم في مخافر الشرطة واجهزة الامن تقبض وتعذب وتفعل ما تشاء ولها حصانة من المقاضاة وايضا الشرطة وكذا القوات المسلحة. التجمع السلمي غير متاح اي 5 اشخاص يمكن يشكلوا تجمع غير مشروع، سابقة النواب في 2010 حينما ارادوا تقديم مذكرة للسيد محمد إبراهيم الطاهر معروفة، استقلال القضاء ومنظمات المجتمع المدني كلها منفية تماما. ثم جاء نفي الحقوق الاقتصادية والاسعار المرتفعة، الان اصبحنا نفقد الحقوق والحريات الاساسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعة لاننا بين العسف والقمع والفقر والافلاس التام للدولة لا مشروع جزيرة لا نفط لا سمسم لا قمح من اين سيعيش الناس وصلنا لنقطة الصفر.
لكننا الآن نستبشر بما ذكره الامام بأننا كقوى مدنية نتطلع لنرى الاجماع حول كيفية الخلاص وتوحيد الرؤى حول المستقبل.
أ. كمال عمر المؤتمر الشعبي
الحبيب الامام اعطانا الكثير من دروس وعبر التاريخ وكان شاهدا وفاعلا في هذه المناسبة العظيمة وبدوري لا اود ان انحاز لاشخاص بقدر ما ان احيي كل ابطال اكتوبر الذين اشعلوا شرارة اكتوبر وبدون انحياز سرني الحديث عن الندوة التي خاطبها الدكتور الشيخ حسن الترابي، كانت كوكبة من الافذاذ هم الان موجودودن يديرون حركة التغيير نسال الله ان يطيل عمرهم ويتقبل منهم هذا ويوفقهم لاحداث ديمقراطية حقيقية.
اكتوبر هذه المرة لها مذاق خاص نقول انها متجددة في نفوسنا انشاء الله هي مدد وتعبئة ودروس وعبر وانا انطلي على كثير من تفاصيل حركة الاحتجاجات التي تحولت الى مشروع ثورة موجودة في نفوس الجميع وعن قريب ستتفجر ان شاء الله وتعصف بهذا النظام الذي بدا يتأكل الان نسمع بلجنة محاسبة لاصلاحيين ادركوا ان هذه المركب غارقة لا نقول لهم مستنكرين كيف تريدون ان تقفزوا منها؟ بل نجرهم منها رئيس المجلس الوطني جمد عضويتهم قلت لهم ذوقوا من هذا الكأس قبلكم ذقناه، أقول مع الاعتذار للعم فضل الله برمة، العساكر ليس لهم أخلاق ولا قيم لهم كلنا جربنا هؤلاء العساكر وهذا الكلام اقصد به السيد عمر البشير وجماعته الذين هم الآن محاوطين الدار، أقول لهم لا تظنوا ان الأمر انتهى بنهاية الندوة بل هو موضوع طويل واحيي قصيدة ازهري الاخيرة (إشارة للقصيدة: ياصاحب المشروع في قصرك العالي الصوت هناك مسموع) وكل الشعراء الذين يلهبون مشاعر الثورة اذا كان النظام يقول المعارضة مختلفة ومنشقة نقول انها موحدة في تغيير هذا النظام وموحدة في اسقاط هذا النظام موحدة بهوادي تحكم الفترة الانتقالية. كبيرهم يتكلم عن مجموعة مندسة وقطاع طرق وعملاء وهو ماشي للحج اي حج هذا، واقرا عن مكرمة رئيس الجمهورية كلهم مشوا على حسابه من قوت الشعب السوداني نحن متفقون ان هذا نظام فاسد، ولو قالوا لي جئتم به أقول لهم قبل ذلك نبي الله نوح جاء بابن فاسد. في تاريخ السودان لم توجد معارضة بهذا الحجم والمسئولية والرؤية الثاقبة لاصلاح السودان كلنا اجمعنا ان هذا النظام لا يمكن اصلاحه كلنا اقترحنا عليهم ما اقترحه قادتنا على عبود لكن عبود لم يكن فاسدا ولم يكن لديه مشكلة مع المحكمة الجنائية هو والعساكر معه لم يكونوا فاسدين لكن هؤلاء لديهم مشكلة كيبرة، هل يمكن ان يجاوروا الحرم؟ هذا نفاق هذا مجرم لو تعلق باستار الكعبة يجب تسليمه.
التجربة الماضية اكدت على حاجة اساسية ان الدم السوداني دم واحد. صلاح سنهوري، والشهداء في اطراف العاصمة كلهم قتلوا بنفس الطريقة. كل المؤتمرات الصحفية للوالي وغيره أكدت ان حزب المؤتمر الوطني تورط في قتل المتظاهرين بوحشية، تورط في القتل من قبل في بورتسودان وامري وكجبار والاعوج ودارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان، والآن ازمة الحرية الان وصلت مبلغ لا يمكن تصوره هذا نظام لا يؤمن بالحرية.
يتحدثون عن انتخابات وأقول كلنا لا نشارك في انتخابات مع نظام يزور حتى انتخابات ائمة المساجد. اخر انتخابات بعد نهايتها وجدنا اصواتنا هنا مدفونة في التراب. عندهم واحد بارع في التزوير مهندس وما مهندس (بتعرفوه براكم)!
يتحدثون عن دستور، الدستور يحتاج مؤسسات دولة مستقلة. واعلام مستقل، تعرفون اعلام (تبت يد المخربين) اتوا لها (عانياً صحيفة الصحافة) بمخرب كبير مسكها، وكل الجرائد الان حرية الصحافة في مازق وحرية التنظيم في مازق وحرية التظاهر في مازق، واختم كلامي بان هذا الشارع هو الفيصل بيننا وبين النظام ولا تنتظروا فيه أن يقول لكم رئيس حزب او مسئول سياسي الامر بالخروج، الأمر جاهز عندكم والشعوب التي طلعت لم تنتظر احزاب تقول لها قرارات. الاحزاب منظمة وليس لنا خيار سوى الشارع نحن رتبنا امورنا كلها ولو بدانا هذا الاسبوع يكون افضل. الهلع في النظام ظاهر. الشوارع ما تديك الدرب من ناس الأمن وان شاء الله نجي نحتفل في دار الأمة با اكتوبر والحرية في المرة القادمة.
ب محمد زين العابدين. الحركة الاتحادية.
أحيي كل شهداء الحرية ابتداء من شهداء كرري وثوار 24 ، وبالمناسبة مع اني اتحادي فانا ود انصار حلاوي وود حبوبة جدي الرابع، الشهداء كلهم يقدمون دماءهم نبراسا لشعوبهم من اجل الحرية والكرامة. اكتوبر لم تكن ثورة ضد قرارات دعم وجوع كان الناس يعيشون في رغد. كانت ثورة من اجل الحرية والكرامة ووحدة البلد والمساواة، وليعلموا في كل الاحوال الناس تثور ليس فقط لانها وصلت مرحلة الضنك والجوع والشعب السوداني الحرية والكرامة عنده فوق كل ذلك ولذلك تكون غضبته شديدة برغم ما عرف فيه من التسامح وطولة البال ولكن عندما يثور هو ذلك المارد الذي لا يقهر، وليتعظوا من كل الثورات التي قامت على الجبابرة من شاه ايران الى شاوشسكو الى القذافي الى غيره، اهم لا يتعلمون، لا يفقهون؟ ألم يعطهم الله قليل من العقل والتدبر؟ اعتبروا مناداة المعارضة ان تعالوا الى كلمة سواء نوعا من الضعف وبداوا يسخرون ويتحدثون عن لحس الكوع وسياتي لحس الكوع وينظرونه.
هذا نظام فاسد من اخمص قدميه الى اخر شعرة سبيب في راسه، ولذلك نحن لا نعرف الانتقام والمجازر ولكن سياخذ القانون مجراه وهو يكفي لهم وسيذوقوا نفس الذي سقوا منه هذا الشعب.
قامت ثورة اكتوبر من اجل اهلنا في الجنوب ضد الصلف والغرور والاقصاء ونقض ما اتفقت عليه القوى الجنوبية. إن فصل الجنوب خطيئة لن تغتفر لهذا النظام وسواة كبيرة نريد ان نتعظ منها ومما حدث في ثورة ابريل. ففيها لم تكن القوى السياسية قد وصلت لكيفية التعايش مع حملة السلاح فوصفوا الانتفاضة بـ(مايو تو) وبدأنا مسلسل كوكادام وما بعدها، والميرغني قرنق الى ان جاء هذا الانقلاب ثم اسمرا وتقرير المصير، نريد وعلمتنا التجارب ان نبني مستقبل حكم يلبي تطلعات شعبنا. مواثيقنا يجب ان يشارك ويوافق عليها اخوتنا الذين يحملون السلاح خارج الوطن الآن وهم ما حملوه الا كارهين. عندما فشل الحوار والتنادي بالتي احسن اضطروا لحمل السلاح قلنا لهم الحرب والدمار ما يكسره في ساعة لا يتم بناءؤ إلا في عشرات السنين. الدرس هو أن القوى السياسية يجب قبل ان ننزل للشارع لاسقاط النظام يجب ان نصل لتوافق كامل في مواثيقنا في كيف يحكم السودان مستقبلا.
م. الريفي سبو جمونا. الحزب القومي السوداني
احيي ذكرى ثورة أكتوبر ونضال الشعب السوداني في التخلص من الطغيان وضرورة إنقاذ البلاد مما هي عليه من حال مترد الآن.
أ. آدم فضل الله محمد الحزب الوطني الاتحادي،
اعتذر نيابة عن رئيس الحزب الأستاذ حسن عبد السلام الذي لم يتمكن من المشاركة لظرف صحي. التحية لشهداء ثورة اكتوبر وللشهيد بابكر عبد الحفيظ الذي ظل مظلوما دوما في ذكرى ثورة اكتوبر. الظرف الموضوعي في ثورة اكتوبر الان اضعاف اضعافه المواطن كان متمتعا بالخدمات الصحية والغذاء ولكنه ثار فقط لتضييق الحريات. السياسة الاقتصادية التي اتبعها هذا النظام لا تنتمي لاي منهج اقتصادي عرفته الانسانية.