المهدي: السودان يدفع ثمن أخطاء البشير
رئيس حزب الأمة أكد أن السودان يدفع الآن ثمن أخطاء ارتكبها البشير (الجزيرة نت)
قال مرشح الرئاسة ورئيس وزراء السودان السابق ورئيس حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي إن أخطاء كثيرة وقعت في البلاد منذ انقلاب الرئيس الحالي عمر البشير “هي التي يدفع السودان ثمنها الآن”.
وأشار في مقابلة مع الجزيرة نت، إلى أن إعلان النظام بأن توجهه عروبي إسلامي فحسب “كان أكبر تلك الأخطاء، وهو الذي دفع أحزاب الجنوب إلى التفكير في تقرير المصير”.
وأكد رئيس حزب الأمة أن المعالجة الخاطئة لمشكلة أبيي ومحاولة تغيير الوضع الاجتماعي في دارفور، كانت من بين تلك الأخطاء كذلك.
واعتبر أن انفصال الجنوب لا محيد عنه إذا استمرت سياسات الحزب الحاكم على ما هي عليه، ولكن الأسوأ أن الانفصال سيتم بصورة عدائية “تخلق في الجنوب دولة معادية للسودان تساهم في الاستقطاب بين دول وادي النيل”.
وقال المهدي إن حزبه يسعى حتى الآن لتشجيع وحدة فيها كثير من العدالة مع الجنوبيين، ويسعى كذلك إلى توقيع بروتوكولات مع الجنوبيين تخفف من العداء الذي يمكن أن يحدث في حال الانفصال.
كما انتقد ترشح البشير، وقال إنه حاول الاتفاق مع حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية كي يجدوا له بديلا يشرف على استفتاء الجنوب وسلام دارفور، ولكنهم لم يقبلوا.
وقال المهدي إن الصيغة التي كان يبحثها تتضمن حلا لمشكلة البشير مع الجنائية الدولية لا يسلم بموجبه الرئيس ولا تهمل المحكمة الدولية، وقال إن الاتفاق مع مجلس الأمن على حل ما كان ممكنا.
ترشيح البشير
وأكد المهدي أن البشير يريد حماية نفسه من المحكمة الدولية بترشحه مضحيا بمصالح السودان، وأوضح أن رئيسا مطاردا لا يمكن أن يتحرك بما فيه الكفاية، وسيؤدي انتخابه إلى أن يبقى السودان مشلولا.
وقال أيضا إن الانتخابات -إذا نجح البشير- ستخلق أزمات للسودان بدل أن تحل أزماته، مشيرا إلى أن الإصرار الغربي على عدم تأجيل الانتخابات وحديث بعض الدوائر اليمينية الأميركية عن حتمية نجاح البشير، إشارات تفيد أن الغرب يريد تمزيق السودان بذريعة بقاء البشير.
ونفى رئيس الوزراء السابق أن يكون قد قبل بالتنازل لمنافسه مبارك الفاضل، وقال إن صاحب الحظ الأقل هو الذي عليه أن يتنازل، ولكنه مع ذلك اعترف بوجود اتفاق بين الاثنين لم يرد الإفصاح عنه.
ورفض ما يتهم الناس به حزبه من الغياب عن الساحة خارج المناسبات الانتخابية، وقال إنه ظل يمارس أنشطة سياسية وثقافية وعلمية مكثفة طيلة الوقت من ضمنها محاضرات وندوات ومقالات.
دارفور
واعترف المهدي بأن حزبه تضرر جراء الصراع في دارفور وأن معاقله هناك لم تعد كما كانت، ولكنه في نفس الوقت قال إن “الأمة” يقوم بما ينبغي هناك وإنه انحاز إلى أهل دارفور ويساند مطالبهم.
كما أصر على أن ما تم من اتفاق سلام مع الجنوب تم اقتباسا من أفكاره في مؤتمر أسمرا عام 1995 الذي خون وقتها بسببه، وأوضح أن الحل في دارفور إذا تم لن يكون إلا على أساس ما يتبناه من الوقوف مع أهل هذا الإقليم الذي وصفه بأنه ذهب ضحية محاولة حكومية لتغيير الوضع الاجتماعي فيه.
وتطرق المهدي إلى المشكلة في أبيي وقال إن الحكومة خلقتها حين نقلت الصراع من صراع تقليدي بين الدينكا والعرب إلى صراع بينها وبين الحركة الشعبية، ثم أعطته بعدا دوليا حين نقلته إلى لاهاي، مؤكدا أن الحل كان ينبغي أن يتم بين القبائل نفسها، وبرعاية سودانية.