جدد زعيم حزب الامة الصادق المهدي التأكيد بان قرار محكمة لاهاي بشأن أبيي قائم على الحل الوسط بين مطالب الطرفين وهو حكم اذا قدر له أن يعيش، يفترض أن يعتمد على حسن النيات من الجانبين في السودان وأن يعتمد أيضا على كفالة حقوق السكان خاصة القبائل العربية، مشيرا الي ان لديها مصالح في المراعي والمشارب، لا يكفلها النظام القائم في السودان، ورأي المهدي الي انها تحتاج الى اتفاق قبلي قوي وملزم للجميع كي لا يؤدي الوضع القانوني الى حرمان قبيلة المسيرية من حقوق الارتفاق التى تعودت عليه.
ووصف المهدي في حوار مع صحيفة (الكفاح العربي) العلاقة بين الحزبين الحاكمين بأنها سيئة جدا ومن شأن ذلك أن يؤدي الى الانفصال.
لكنه استدرك قائلا ان”هناك عناصر كثيرة في البلاد تبذل قصارى جهدها لانقاذ ما يمكن انقاذه”. واضاف هناك برنامج سميناه “من أجل الوحدة الجاذبة” وهذا البرنامج يخاطب مخاوف مواطني الجنوب من الاستثمار في الوحدة ويحاول دعوتهم الى تأييد الوحدة بموجب هذه المراجعات المذكورة، كما أنه يطرح “من أجل وحدة جاذبة” أو “جوار أخوي” باعتبار أنه يرى أن الانفصال نفسه يجب أن يكون بموجب اتفاق كي لا يكون الاستقلال عدائيا كما الحال بين أثيوبيا وأريتريا. ولذلك طرحنا برنامجا للوحدة الجاذبة لمخاطبة مخاوف الجنوبيين ومحاولة لاقناعهم بالتصويت لصالح الوحدة.
وحمل المهدي الحكومة تفاقم الازمة في دارفور . وقال ان قضية دارفور في نهاية المطاف من صنع النظام الحالي، وقال “نحن لا ننكر وجود مشاكل قديمة في دارفور منها الفجوة التنموية والفجوة الخدمية والنزاعات القبلية، والنهب المسلح، والصراع بين الرعاة والفلاحين على الموارد”، واشار الي انها مشاكل تقليدية تعاني منها دارفور منذ زمن الا ان سياسات النظام الحالي أدت الى نشوء مشاكل من نوع جديد، لخصها في اربع ظواهر الأولى نشوء الاثنية المسيسة، بمعنى أن الخلاف العرقي سابقا لم يكن مسيسا. أما الظاهرة الثانية قيام أحزاب مسلحة ذات أهداف سياسية تحارب الحكومة، وهذه ظاهرة جديدة أيضا ولم تكن موجودة في السابق ومعروف أن هذه الظواهر برزت منذ العام 2000. وتمثلت الظاهرة الثالثة بوجود مآسٍ انسانية كبيرة في ما يتعلق بالاجراءات التى تمت لحفظ الأمن والنظام، ما أدى الى نزوح اعداد كبيرة من المواطنين بسبب هذه الاجراءات الى معسكرات للاجئين والنازحين الذين عانوا من مآسٍ انسانية بسبب الحرمان والقهر والخوف وطبيعة الجو. فيما تمثل الظاهرة الرابعة في تدويل القضية وقال المهدي أن محادثات السلام الآن وصلت إلى طريق مسدود، وزاد ” لكننا كقوى سياسية بدأنا نعمل للحصول على موافقة الحركات المسلحة كافة على إعلان مبادئ للحل السياسي” ونأمل من حكماء إفريقيا تبني هذا الطرح.
واتهم المهدي الحكومة بالعمل علي تعقيد مشاكل السودان لأنه قام على أقلية دينية تفرض إرادتها على مجتمع متنوع الأديان ومتعدد الثقافات، وشدد بان السودان يواجه حالياً خطرالتمزق، بسبب كثرة الحروب الأهلية، وبروز ظاهرة التدويل. وقال لم يكن هناك صراع مسلح إلا مع الجنوب، والآن فان كل الجبهات السودانية تشهد صراعات مسلحة. وأضاف لم يكن هناك اي قرار من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع على السودان، واليوم 20 قراراً، كما لم يكن من قبل وجود لأي جندي أجنبي في السودان، وهناك 20 ألف جندي أجنبي هذه الأيام.