الخرطوم – النور أحمد النور
تحول استدعاء رئيس الوزراء السوداني السابق، زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي إلى مقر نيابة أمن الدولة أمس، للتحقيق معه بشأن اتهامه قوات الدعم السريع الحكومية بانتهاكات في دارفور الى تظاهرة مناهضة للحكومة، بينما اعتبر البرلمان موقف المهدي «خيانة عظمى».
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الامن والاستخبارات، البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) بالكسب المادي من الحرب في إقليم دارفور وسعيها إلى تمديد مهمتها، مؤكدةً عدم ارتكابها انتهاكات بنهب المدنيين واغتصاب فتيات وحرق قرى.
وانتقد قائد قوات الدعم السريع اللواء ركن عباس عبدالعزيز التقارير التي تنقلها البعثة الدولية عن «تجاوزات» قواته واتهامها بعمليات حرق القرى والاغتصاب، متسائلاً عما قدمته البعثة لمواطني دارفور، مشيراً الى أن «يوناميد» تستمد وجودها من طول أمد الحرب في الإقليم. وأضاف: «البعثة وجودها مرتبط بمصالح شركات يجلبون منها المياه الغازية والطعام من الخارج ليكسبوا من خلفها مليارات الدولارات»، وزاد أن «الحرب لن تنتهي لتستمر المكاسب».
وحمل قائد قوات الدعم السريع بشدة على رئيس البعثة الدولية محمد بن شمباس. وقال إنه «لن يرضى عنا حتى يستمر في حصد الدولارات شهرياً»، مؤكداً أن قواته لن تلتفت الى الحملة الموجهة ضدها. وتابع: «سنمضي في مسيرتنا الي ان يتحقق السلام، إما بالتراضي أو بالقوة».
وندد رئيس البرلمان السوداني الفاتح عز الدين بحديث المهدي عن قوات الدعم السريع. ورأى أن موقفه يندرج ضمن خانة «الخيانة العظمى» لتجاوزها الخطوط الحمر، مشيراً إلى أن كلام المهدي حرك قوىً داخل مجلس الأمن لتبني مشروع قرار لإدانة السودان لولا تدخل دول صديقة.
ومثُل المهدي أمام نيابة أمن الدولة أمس، بحضور حشد من أنصاره، رددوا هتافات مناهضة للحكومة. وحضر عدد كبير من المحامين للدفاع عن المهدي في مواجهة ادعاء جهاز الأمن ضده، إثر اتهامه قوات الدعم السريع بحرق قرى واغتصاب فتيات وضم أجانب في صفوفها.
على صعيد آخر، أصدرت محكمة جنايات في شرق الخرطوم، برئاسة القاضي عباس الخليفة، امس حكماً بالإعدام ومئة جلدة على الطبيبة مريم يحيى بعد إدانتها بالرِّدة.
على صعيد آخر، عثرت السلطات السودانية على 305 مهاجرين غير شرعيين غرب مدينة دنقلا عاصمة الولاية الشمالية المتاخمة للحدود مع ليبيا، وذلك بعد أسبوعين على مقتل 10 مهاجرين في الصحراء وإنقاذ 300 منهم معظمهم من الأثيوبيين والأريتريين والسودانيين.
في غضون ذلك، حذرت وكالة «اوكسفام» الانسانية أمس، من أن الازمة بلغت «مستوى حرجاً» في جنوب السودان حيث تهدد مجاعة «كارثية» ملايين الاشخاص، فيما دخل النزاع هناك شهره السادس في غياب أي مؤشر فعلي على وقف الاقتتال.
وقال المدير التنفيذي لاوكسفام مارك غولدرينغ: «إما أن نتحرك اليوم أو أن الملايين سيدفعون الثمن». وأضاف: «نواجه مهمة صعبة جداً، وهي ايصال المساعدات إلى السكان في اسوأ وقت من السنة حين تجعل الامطار الوصول إلى العديد من المناطق أكثر صعوبة وتحول الطرقات إلى انهار من الوحول».
ودعا غولدرينغ إلى «زيادة كبرى وسريعة للمساعدة لمنع وصول المجاعة الى مستويات كارثية».