بسم الله الرحمن الرحيم
المنظمة الوطنية لدعم الوحدة الطوعية
التصعيد الإعلامي لعب بالنار
تشهد البلاد في هذه الأيام، مع دنو موعد الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان وظهور توجه الحركة الشعبية نحو انفصال الجنوب، تصعيداً إعلامياً من بعض قيادات المؤتمر الوطني السياسية والإعلامية والحركة الشعبية ضد بعضهما البعض. وجاء هذا التصعيد متزامناً مع حملة الحركة الشعبية لترحيل أكبر عدد من النازحين الجنوبيين في الشمال إلى مناطقهم الأصلية في الجنوب بصورة انفعالية متعجلة ودون استعدادٍ كافٍ لاستقبالهم بالجنوب حتى اشتكى والي الوحدة من كثرة العائدين إلى ولايته، ودعا بعض شباب الحركة الشعبية الجنوبيين الباقين في الشمال ألا يسجلوا أسماءهم في سجلات الاستفتاء حتى لا تستغل في تزوير نتيجة الاستفتاء. إن كانت قيادات المؤتمر الوطني التي تعمل لتصعيد المواقف تظن أنها بذلك ستضطر النازحين إلى التصويت من أجل الوحدة فإنها مخطئة في تقديرها فمنذ متى كان الابتزاز والتهديد وسيلة للمواطنة الكريمة المتساوية التي ينبغي أن تغري الجنوبيين بالوحدة. كما أن حملة الحركة المتعجلة وغير المخططة لترحيل النازحين لن تنجح في ترحيل أقل من نصف الجنوبيين الموجودين بالعاصمة وحدها فيما تبقى من وقت قصير قبل حلول الاستفتاء، بل لعلها تحرضهم على كراهية الانفصال إن لم يجدوا الرعاية المناسبة التي يحتاجونها لأسرهم وأطفالهم. ولا معنى لمنع النازحين من التسجيل غير حرمانهم من حق كفله لهم الدستور والقانون، وليس هناك من ضمان كامل لعدم التلاعب في عملية الاقتراع على الاستفتاء في الجنوب أو الشمال.
أدت هذه الأعمال التصعيدية غير المسئولة إلى مناخ من التوتر والخوف الشديدين بين الجنوبيين في الشمال وربما تنتقل العدوى قريباً إلى الشماليين بالجنوب، وفي مثل هذه الأجواء المضطربة والمشحونة يمكن لأي حدث فردي أو انفعالي أن يؤدي إلى نتائج خطيرة تعصف بالتعايش السلمي الأخوي الذي وسم العلاقة بين الشعبين على مدى عقود طويلة من الزمن. إن المنظمة الوطنية التي تدعو إلى وحدة على أسس جديدة أو انفصال سلمي سلس يسمح بالتعايش والتعاون وحسن الجوار لتهيب بالزعماء السياسيين في المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وسائر الأحزاب في الشمال والجنوب والقيادات الأهلية والدينية والإعلامية أن يتقوا الله في حق وطنهم ومواطنيهم وتاريخهم فلا يعملوا على بث الضغائن وإفساد العلاقات وإشاعة التوتر والخوف بين الناس فالنار تشتعل من مستصغر الشرر. ونحن ندعو القيادات السياسية والمدنية وكافة المواطنين إلى الالتزام بالآتي:
1- تهدئة الخواطر والأحوال عبر كل وسائل الإعلام والخطاب السياسي والديني حتى نصل بنهاية الفترة الانتقالية إلى استفتاء حرٍ ونزيه دون خوف أو ابتزاز أو إثارة فتنة بين المواطنين. ومن الواجب أن تلتزم الحملات الإعلامية لهذا الخيار أو ذاك بالموضوعية في الطرح والابتعاد عن التجريح والاتهام والإساءة وإثارة النعرات حتى لا نفسد علاقات حسن الجوار الذي سيظل بيننا في كل الأحوال. وينبغي أن يقوم جهد مشترك بين الأحزاب السياسية وقيادات المجتمع الأهلية والدينية ومنظمات المجتمع المدني أن تتحرك في أوساط الجنوبيين بالشمال والشماليين في الجنوب وفي ولايات التماس حتى يطمئن الجميع على أرواحهم وممتلكاتهم أياً كانت نتيجة الاستفتاء.
2- التزام الحزبين الحاكمين بتصريحات قياداتهما العليا بحماية الشماليين في الجنوب والجنوبيين في الشمال، وبمنع كل من يسئ أو يتهم أو يتجنى على مواطني الإقليم الآخر في بلده بصرف النظر عن انحيازه لخيار الوحدة أو الانفصال. والأصل أن تتاح حرية الدعوة لأي من الخيارين في الجنوب أو الشمال حسب ما ينص عليه قانون الاستفتاء. والأفضل أن يحدد كل حزب متحدثاً رسمياً واحداً له في موضوع الاستفتاء والقضايا المتعلقة به حتى يصمت بعض أصحاب الأصوات النشاز الذين يجيدون التهريج وإفساد العلاقات.
3- الاستجابة إلى رغبة المفوضية إن طلبت من مؤسسة الرئاسة تمديد فترة الاستفتاء إلى بضعة أسابيع لتكمل استعداداتها في إجراء الاستفتاء بصورة صحيحة ومنظمة وفقاً للقانون حتى لا تفتح ثغرة لأحد أن يطعن في العملية أو يتشكك في نتيجتها.
4- تكاتف منظمات المجتمع المدني لتعمل في شبكات واسعة للتوعية بقانون وإجراءات الاستفتاء ومراقبة مراحله وبأهمية التعايش السلمي الأخوي بين أهل الجنوب والشمال أياً كانت نتيجة الاستفتاء المرتقب.
وستعمل المنظمة الوطنية لدعم الوحدة الطوعية لتكوين لجنة من كبار الشخصيات الوطنية للاتصال بزعماء الأحزاب وقيادات المجتمع الأهلية والمدنية للدعوة إلى تهدئة الخواطر والنفوس وطمأنة المواطنين كافة على أوضاعهم في الشمال والجنوب.
والله نسأل السلامة لوطننا وأهلينا