الخرطوم – عماد حسن:
طالب السودان مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراء عاجل يلزم (الحركة الشعبية – قطاع الشمال) بالكف عن أي أعمال عدائية تعيق تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مؤخراً مع دولة جنوب السودان .
ودعا مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير دفع الله الحاج علي، مجلس الأمن إلى تبني إجراء عاجل وقوي، في شكل بيان رئاسي أو صحفي يوجه للحركة الشعبية قطاع الشمال لوقف أعمالها العدائية . وأشار إلى خطورة البيان الأخير لقطاع الشمال، الذي قال إنه يهدد تنفيذ الاتفاقية الأمنية الموقعة بين السودان وجنوب السودان والاتفاقيات الأخرى التي تم التوقيع عليها في أديس أبابا في السابع والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي .
وكانت مبعوثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، سوزان رايس أكدت دعم بلادها لمقترح الوساطة الإفريقية بشأن حل النزاع حول أبيي بين السودان وجنوب السودان . وقالت عقب جلسة لمجلس الأمن: »ناقشت الاتفاق الأخير بين الخرطوم وجوبا، إن واشنطن تدعم مقترح اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى برئاسة أمبيكي، بشأن أبيي، الذي سلمته لطرفي النزاع في سبتمبر/أيلول الماضي«، وشددت رايس على أهمية إكمال بقية الملفات التي لم تحسم لإعادة العلاقات بين دولتي السودان .
وفي الخرطوم، قال ميخائيل مارغيلوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون التعاون مع دول إفريقيا: إن الحكومة السودانية وافقت على تقسيم منطقة أبيي الغنية بالنفط مع جوبا . وذكر مارغيلوف أنه بحث وضع أبيي مع الرئيس السوداني عمر البشير الذي استقبله في الخرطوم مساء الجمعة .
وقال المسؤول الروسي: إن البشير أبلغه بتفاصيل الاتفاقيات التي توصلت إليها الدولتان خلال محادثات أديس أبابا . ونقل مارغيلوف عن الرئيس السوداني أنه يوافق على تقسيم أبيي بين قبيلتي دينكا نقوك والمسيرية . وكشف عن زيارة وشيكة لمساعد الرئيس السوداني، نافع علي نافع إلى موسكو يبحث خلالها الجانبان العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين .
وأضاف مارغيلوف أنه بحث أيضاً مع الرئيس السوداني مسائل التعاون بين موسكو والخرطوم في مجال الأمن . وأكد البشير من جانبه استقرار الوضع على طول الحدود السودانية، لكنه لم يستبعد وجود عمليات تهريب للأسلحة الليبية عبر الأراضي السودانية .
وفي السياق نفسه، كشف والي جنوب كردفان »أحمد هارون« أن وفد المقدّمة في اللجنة الأمنية المشتركة بين السودان وجنوب السودان غادر إلى جوبا لمناقشة ترتيبات تنفيذ بنود الاتفاقية الأمنية التي وقعت بين الجانبين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وعلى رأسها فك الارتباط بين حكومة جنوب السودان والفرقتين العاشرة والتاسعة في جنوب كردفان والنيل الأزرق .
وقال »هارون« في برنامج »مؤتمر إذاعي«: إن الاتفاق أحدث نقلة نوعية في مسار العلاقات بين جوبا والخرطوم وفي ولاية جنوب كردفان على وجه الخصوص، وأشار إلى أن طول الحدود بين ولايته ودولة جنوب السودان يبلغ نحو ( 700) كيلومتر، ما يؤكد أن الاتفاق يمس أمن وسبل كسب عيش مواطني الولاية .
على صعيد آخر، أكد مصدر بالسفارة الأمريكية، بأن الخطوات التي اتخذتها السفارة بإيقاف إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول من الخرطوم، لها تأثيرات مباشرة على مصالح عدد كبير من السودانيين، مشيراً إلى تزايد عدد السودانيين الراغبين في زيارة الولايات المتحدة .
الخليج