المناضل الشاب، إبن دارفور ، محمد أدم : قضية دارفور قضية إنسانية محلية عادلة ، تداخل فيها الاقليمي والدولي
25 أكتوبر 2010 بواسطةKabawen
الأنبياء أوصوا بسابع جار ، فما بالنا إذاً بجارنا المتاخم لنا “الساس في الساس” ، أين نحن منهم ، وأينهم منا ؟
نشكوا تجاهل الأخر لقضايانا وهمومنا كليبيين ، فمن العدل أن نتسائل عما ندركه ونعرفه عن ذلك الأخر.. ؟ إنهم أشقائنا وأهلنا في دارفور ، هنا وعلى مرمى حجر من حدودنا الجنوبية ، وتجاوراً مع مأساتنا المحلية التي يذهب ضحيتها أهلنا التبو ، في دارفور معاناة إنسانية متفاقمة ، وتزداد تفاقماً يوماً عن يوم ، في بلد أصبح السؤال عن مستقبله ومستقبل شعبه محط إهتمام وأطماع الجميع ، في ظل نظام حاكم هش ، غير مؤهل ، أودى بمصير أهالي الأمه السودانية العريقة إلي مهب الإعصار.
وعودةً من ؤسان ليبيا لملف الجارة دارفور ، وتقديراً منا لآهمية الوضع في السودان ، وتأثيره المباشر والغير مباشر على منطقتنا عموماً، نستضيف في هذا العدد ، الصديق المناضل الشاب : محمد أدم ، العضوالمؤسس لتنظيم :
(( مبادرة السلام الاجتماعي لدارفور لحقوق الارض وثقافة السلام )) ، محمد أدم ، من مواليد مدينة :نيالا ، عاصمة جنوب دارفور، عام1975، خريج كلية العلوم الزراعية، ومن مواكبي أزمة دارفور منذ إندلاعها ، وبتاريخ طلابي حافل : كرئيس رابطة طلاب درافور بجامعة الجزيرة ، الأمرالذي عرضه لمضايقات أمنية هددت حياته، فلجأ إلى مصر وطلب اللجؤ السياسي، حيث تعرض هناك إلى إكراهات وإنتهاكات، أفضت بمقامه في الديار الهولندية.
أخي أدم : بعد التحية والترحيب .. أسمح لي أن أنقل لك تعازينا الحارة في وفاة رفيق نضالكم : إبراهيم الزبيدي .. مؤخراً، وأفسح لي المجال لطرحالسؤال الأول :
س1. كمناضل شاب إبن منطقة دارفور ، ما نظرتكم لقضية دارفور، أساسها، أبعادها فتداعياتها ؟
ج : قضية دارفور هي قضية سياسية ذات أبعاد أخري متعلقة بالتهميش والإهمال مثل حرمان الدارفورين من المشاركة المتوازنة في الثروة والسلطة وإدارة الدولة منذ استقلال السودان، كما أن جزء من الصراع في دارفور يرجع الي عدم توفر الخدمات والبرامج التنموية في الاقليم.
وهنالك خلفيات تاريخية تعتبر من العوامل المؤثرة علي الأزمة وأسبابها: سوف نشير إليها كمقدمة لنعطي فكرة عن خلفيات الصراع.
سلطنة دارفور كانت مملكة قائمة بذاتها حتي قيام الحرب العالمية الاولي وعضو في عصبة الأمم .
عندما قامت الحرب العلمية الاولي وقفت الي جانب سلطان المسلمين في تركيا وعقاباً لموقفها ذلك تم غزوها وضمها إلي السودان الحديث سنة 1916 وإمعاناً في إذلالها طلب الانجليز عدم تقديم أي فرص تنموية وخدمية لها.
– أول مدرسة ثانوية كانت سنة 1956 التي تحولت في عهد الإنقاذ إلي مركز لتمويل مليشيات الدفاع الشعبي ومن ثم ضمت الي جامعة الفاشر…التي كانت جامعة الفاتح من سبتمبر سابقاً بالمناسبة
أقام الانجليز مشروع الجزيرة لزراعة القطن لتمويل مصانع لانكشير في بريطانيا – فوجئ الانجليز بأن السكان في منطقة الجزيرة (وهي منطقة تقع في وسط السودان) قبائل رعوية ولا يميلون إلي العمل اليدوي – وكان لديهم اعتقاد أن العمل اليدوي عمل دوني.
في حين أن مملكة دارفور كانت هضبة زراعية جلبوا منها أعداد كبيرة من العمال ليشتغلوا في مشروع الجزيرة.
– قبائل البقارة في دارفور، لهم ميول عسكرية (وهم من القبائل العربية التي كانت ترعى البقر، وإكتسبوا الاسم من خلال تلك المهنة)
– تم حرمان دارفور وكردفان من خدمات التعليم لتكونان مصدر للأيدي العاملة في مشروع الجزيرة من ناحية ، وكمصدر أيضاً للجنود من ناحية أخري.
لما تمت السودنة – وأقصد سودنة الوظائف بعد خروج المستعمر تم توزيع 888 وظيفة كان حظ كردفان ودارفور منها (ولا وظيفة واحدة)
– سنة 2005 إتعملت إحصائية كان 80% من الجنود في القوات المسلحة من غرب السودان وكان هنالك 7500 ظابط في القوات المسلحة 5700 منهم من شمال السودان
– لم يكن هنالك اي مشروع تنموي البته في عهد الإنجليز.
– لما جاءت الحكومات الوطنية وتعاقبت بعد خروج الاستعمار ، تم إنشاء مشروعين فقط
1- مشروع سمي : مشروع العناية البيطرية في جنوب دارفور – منطقة الغزالة جاوزت
2- مشروع ساق النعام في شمال دارفور
– في دارفور هنالك طريق واحد فقط معبد هو طريق (نيالا – كاس – زالنجي) طوله 186 كم انشأ سنة 83 بمنحة من حكومة ألمانيا لان دارفور كانت لها علاقة صداقة بولاية سكسونيا السفلي.
إقليم بحجم فرنسا وليس فيه ولا شارع واحد (معبد) هل يمكن تخيل ذلك.
هل تعلم لغاية الان في ولاية غرب دارفور (لم يروا) شارع معبد نهائي الي تاريخ هذه اللحظة.
هذه هي الأسباب الحرمان التاريخي الذي أدي إلي نشوب الأزمة
ثم سارت الحكومات المتعاقبة علي إدارة الحكم في السودان علي نفس نهج الانجليز أي المستعمر.
وتفاقمت الازمة بشكل صارخ في عهد ثورة الإنقاذ الحالية وسياساتها التي أفرزت نتائج كارثية.
وهو ما أدي الي تداعيات إقليمية ودولية أهمها : صدور قرار مجلس الأمن رقم 1706 بشأن الأزمة في دارفور والذي أكد علي تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور ، وضرورة وضع حد للمآسي التي تحدث هناك ومن أهم ما ورد في نص القرار التشديد علي ان تحل قوة تابعة للأمم المتحدة بدلا عن قوات الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الإقليم وهو الامر الذي أثار كثير من ردود الافعال علي المستوي المحلي والاقليمي والدولي.
– ثانياً صدور قرار محكمة الجنايات الدولية بإدانة الرئيس السوداني عمر البشير بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والمطالبة بتوقيفه والمثول امام العدالة
وهو الامر الذي اثار ردود افعال متباينة اقليما ودوليا.
س2. حسناً ، ماهي الأوضاع الداخلية الأن، في الوقت الراهن ؟
ليس هنالك تصور واضح للوضع السوداني الداخلي ولكنه بشكل عام غير مطمئن لأن السودان مقبل علي مرحلة حساسة ومفصلية في تاريخه وفي وحدته وهو تاريخ 9/يناير القادم موعد الاستفتاء علي حق تقرير المصير بالنسبة لجنوب السودان والذي اعتقد حسب رأيئ أنه سيسفر عن انفصال الجنوب وقيام دولة مستقلة ذات سيادة وكيان جديد. ولكن هنالك سيناريوهات كثيرة متوقع حدوثها ، مطروحة في شكل أسئلة هل ستكون هنالك وحدة مع الحرب ؟ أم أنفصال مع الحرب ؟ أم وحدة ولا حرب ؟ أو انفصال ولا حرب؟ كل هذه الاسئلة لا احد يستطيع ان يتكهن باجوبتها.
بالاضافة الي ان هنالك الان حديث يدور حول تأجيل الاستفتاء وهو ما تحاول أمريكا تجنبه بتصعيد التدخل الديبلوماسي بين الطرفين لتجاوز نقاط الخلاف حول الموضوع.
ولكن بالتأكيد سوف تنعكس نتائج استفتاء الجنوب علي الوضع في دارفور بالدرجة التي يمكن ان تغري الدارفورين بالمطالبة إذا وصلوا لمرحلة انسداد الافق بوضع مشابه للجنوب.
ليس فقط الدارفوريين ولكن سوف تكون سابقة من المحتمل ان تنتشر في كثير من الدول الافريقية وبعض الدول العربية في شمال أفريقيا.
س3. بحكم تجربتك الشخصية، في التعامل مع الأنظمة المجاورة للسودان على قضية دارفور، وأقصد تجربتك مع النظام الليبي ، والمصري بالتحديد ؟ ما الخلاصات التي خرجت بها من خلال تلك التجربة ؟
هنالك مبادرات كثيرة ومتعددة من الرئيس معمر القذافي منذ إندلاع الأزمة في دارفور لمحاولة حلحلة الصراع في دارفور وآخرها المبادرة الحالية لتكوين جبهة من بعض الفصائل والحركات الدارفورية الرافضة للمفاوضات الجارية حالياً في الدوحة ، ولكن مع تقديرنا لمجهود القيادة الليبية والشعب الليبي الا أن كل تلك المبادرات لم ترواح مكانها لسببين الاول: هو عدم وجود افكار ورؤي جوهرية لمعالجة الأزمة ، والسبب الثاني : هو أن الدور الليبي في معظم الأحيان يقوم كرد فعل لاستفزاز ما.
أمنيتي أن يعي النظام الليبي أن دارفور هي وسيط التواصل بين ليبيا وكل افريقيا ، لان الطريق الثقافي الوحيد في أفريقيا يمر عبر دارفور – تشاد – الكمرون – نجيريا – السنغال.
أما الدور المصري فهو دور يقوم علي معطيات هي:
– أولا: ًالتعامل مع نظام الامر الواقع في الخرطوم مهما كان شكله أو لونه أو طعمه لضمان استمرار المصالح المشتركة والمتبادلة والتي علي رأسها الحفاظ علي تدفق مياه النيل بالنسبة لمصر وتسويق النظام عربياً وأمريكياً بالنسبة لحكومة السودان.
– ثانياً : الوقوف في نفس الوقت علي مسافة متساوية مع كل فصائل المعارضة السودانية.
وهو دور يمكن أن تطلق عليه أنه دور حذر يمسك بكثير من الخيوط المعقدة ويصر علي التعاطي معها في آن واحد وهو ما يفقد الدور في بعض الاحيان الحياد اللازم والقرار الحاسم.
س4. حسناً ماذا عن السياسية الدولية تجاه دارفور ،، وبالأخص السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، السؤال يستحضر الحملة الإعلامية الأمريكية خلال هذه الأيام ، ولقاء الممثل العالمي: جورج كلوني، “متبني للقضية السودانية” بباراك أوباما، وتصريحاته عبر الـCNN
الموقف الأمريكي في عهد الإدارة الأمريكية السابقة كان يتسم بالصرامة الشديدة في التعاطي مع نظام الخرطوم ، ولكن مرحلة مابعد التوقيع علي اتفاق السلام الشامل الذي يعرف باتفاق نيفاشا الذي أعطي الجنوبيين حق تقرير المصير تبدلت الإدارة الجمهورية السابقة بإدارة الرئيس اوباما الحالية.
إلا أن الإدارة الحالية تفاجأت بنفاذ الوقت وهنالك كثير من الملفات التي لم تعالج بالطريقة التي كانت ترغب فيها مثل قضية دارفور وقضية أبياي (منطقة نفطيه حدودية متنازع عليها بين الطرفين)
فأطرت إلي تكثيف الجرعة الدبلوماسية وهي ما تسمي بدبلوماسية اللحظات الأخيرة لتسليط الضوء علي ما ستؤول إليه الأمور من خلال توجيه الميديا الأمريكية من جانب وتهيئة الرأي العام الأمريكي من جانب آخر وهو الذي لا يرغب في إرسال أبناءه إلي حرب جديدة أي كانت المبررات.
وهنا علي ما اعتقد جاءت مهمة توصيل الرسالة بأسرع وقت ممكن وبأقصر مسافة وبالطبع خير من يقوم بهذا الدور هم نجوم السينما والمشاهير العالمين.
س5. من الواضح بأنك متذمر من العطاء السياسي للقضية، وتحبذ العمل ضمن المظلة الحقوقية والتنموية والإنسانية الدولية ؟ لماذا ؟ وكيف ؟ وما هي الأولويات التي يجب الإلتفات إليها بحسب تقديرك ؟
نعم صحيح …
لان السلام يرتبط إرتباطا وثيقا بالتنمية والتعليم وإحترام حقوق الإنسان . حيث الفقر والجهل يعدان من الأسباب المهمة والتي يمكن أن تؤدي إلي تورط الشباب في النزاعات العنيفة ، ولذلك يجب الإهتمام بإحتياجاتهم الأساسية في المشروعات التي يمكن تنظيمها لتشجيع التعليم وثقافة السلام وهذه الامور تعتبر ضرورية .
ثم لابد من عدم الإكتفاء بالتدخل فقط من أجل السلام عند إندلاع المشاكل ، ولكن لابد أيضا من وضع سياسات وقائية.. لان السلام لا يعني فقط غياب الحرب فحسب ، ولكنه يعني وجود كل النقاط التي تقوي السلام ومنها التعليم وحقوق الإنسان والمساواة بين جميع الأعراق ، والتنمية المستدامة والتسامح والتحمل ، والتفهم و، والمساواة ، والمعاملة والتكافل ، والثقة.
ولذلك رجعنا للبحث عن ما هي العوامل غير السياسية التي تؤدي الي نشوب وإستمرار الحرب؟
فكانت النتائج :
بجانب مساهمة عدة عوامل في خلق النزاع في السودان عامة ودارفور خاصة إلا أن جميعها يرجع لقضايا تتعلق بتقاسم وتوزيع الثروات والموارد، ومن أهم تلك الموارد هي الأرض: فالأراضي هي مفتاح الثروة والسلطة سواء تم استغلالها لغايات الزراعة أو لرعاية المواشي أو لم يتم استغلالها مثل النفط والمياه الجوفية.
فأنشئنا : مبادرة السلام الاجتماعي لدارفور لحقوق الارض وثقافة السلام: (spid) ، وهي منظمة طوعية مستقلة غير ربحية تهدف إلي نشر :
التعليم
ثقافة السلام ، التسامح وقبول الآخر
ونعمل من أجل :
المصالحات الإجتماعية
التعايش السلمي في دارفور
وحقوق الأرض والسكن ومنع إنتهاكهما
ونري أن قضية الارض تعتبر من القضايا الرئيسية التي يجب الاهتمام بها في دارفور.
لمزيد من المعلومات يمكن زيارة موقعنا علي الانترنت قريباً :www.insudan.org
س6. إنقسام السودان واقع أت لا محالة ، والجنوب بداية السيل ؟ كيف تحللون الأسباب والمآل ؟ وما موقفكم ؟
باختصار شديد الأسباب تاريخية في المقام الاول وتتعلق بإصرار الشمال العربي المسلم علي فرض أحادية ثقافية علي الجنوب المسيحي الأفريقي بجانب اخفاق كل النخب التي تعاقبت علي حكم السودان من الاعتراف بحوق الجنوبين ، وعدم الالتزام بنفيذ الاتفاقيات المبرمة.
أما المآل فلا احد يستطيع الاجابة كما أسلفنا.
أما إذا كنت تسألني عن موقفي الشخصي: أنا في نهاية الأمر سأحترم رغبة أبناء جنوب السودان في تقرير مصيرهم بالبقاء في السودان كدولة واحدة أو بالانفصال.
س7. هل ترون أنكم معنيون بما يدور في المنطقة ؟ هل من عوامل مشتركة قد تقودكم إلى التواصل ولما لا التنسيق مع الحراك الحقوقي والسياسي في الجوار: حراك الجنوب السوداني ، الأقباط والمجتمع المدني المصري، الحركة الأمازيغية والحقوقية في عموم الشمال الأفريقي، خصوصاً وأن جزء من مجتمع دارفور أمازيغي الجذور والثقافة ؟
بلا شك شك هنالك عوامل إنسانية كثيرة تجمع.
وبعض المؤرخين يشيرون إلي هجرة بعض قبائل شمال السودان مثل النوبيين ، والزغاوة في شمال دارفور من مناطق الأمازيغ ، وطريقة حياتهم الصحراوية خصوصاً الزغاوة هي نفس الطريقة الطوارقية، مثل اللبس ، تغطية الرأس بالعمامة ..الخ.
نحن في مبادرة السلام الاجتماعي لدارفور نعمل في إطار منهج التحالف الدولي للموئل – شبكة حقوق الارض والسكن… ونحن عضو في هذه الشبكة لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط (مينا) – مقر المكتب الرئيسي بالقاهرة… وهنالك أجسام كثيرة في المنطقة المذكورة جزء من هذا التحالف وكل المنظمات التي تعمل في هذا المجال داخل أو خارج التحالف نحن علي استعداد للتعاون معها وتبادل الخبرات في وضع أسس جديدة تتسق مع المفاهيم العالمية لحقوق الانسان ، وترسيخ هذه المفاهيم في البنية المجتمعية ، ووضع سياسات إجتماعية وقائية تشمل كل النقاط التي تقوي عملية السلام وثقافة الحقوق في المنطقة.
س8. كيف تستشعرون المستقبل القريب، وما تصوركم للمستقبل البعيد المدي لشعبكم وقضيته العادلة ؟
أنا لست متفائل… ولكن يبقي الفكر صامداً…والحق العادل في حياة كريمة سينتصر في نهاية المطاف.
س9. هل من كلمة أخيرة لشباب المنطقة عبر موقع ؤِسان ليبيا ؟
أنا سعيد أن ألتقيهم عبر هذا المنبر وقدرنا جميعاً أن نولد في بلدان تحكمها أنظمة شمولية وديكتاتورية ولكن يجب أن ندعم الشباب بالقدرة علي تجنب النزاعات اليومية من خلال روح الحكمة والمجتمع المدني والتدريب والتواصل مع الشعوب والثقافات الأخرى.
و كامل تقديري للأستاذ والصديق المحترم: فتحي بن خليفة…الذي جعل التواصل بكم ممكنا.
وإلي لقاء…