شيوخ اللاجئين والمفوضية يؤكدون بالادلة كذب الارقام التي قدمها مسؤولون في بعثة اليوناميد للعالم بعودة اكثر من (100) الف لاجي من تشاد لدارفور خلال العام الماضي
كشف تحقيق موسع اجراه راديو دبنقا حول حقيقة ما اذا كانت هناك عودة طوعية حدثت للاجئين السودانيين بشرق تشاد الى ديارهم مرة اخرى في دارفور ام لا ؟ كشف التحقيق عدم وجود اي عودة طوعية رسميا لدارفور لاي لاجيء من معسكرات شرق تشاد البالغة (12) معسكرا وتضم ( 282 ) الف و(743 ) لاجئا منذ العام 2003 وحتى اليوم وذلك حسب الاحصاءات الرسمية المسجلة لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تشاد وشمل التحقيق مقابلات مباشرة مع رؤساء ومسؤولي معسكرات اللاجئين الاثني عشر في شرق تشاد والمفوضية العليا للشؤون اللاجئين في تشاد حيث اكد الجميع وبشكل قاطع عدم وجود عودة طوعية لاي لاجيء من تلك المعسكرات الى دارفور منذ فتح المعسكرات بشرق تشاد وحتى اليوم وجاء التحقيق بعد ان اعلنت الحكومة السودانية بشكل متكرر ومسؤولين في (اليوناميد ) عن عودة (100) الف لاجيء من تشاد الى ديارهم في عدة مناطق بولاية غرب دارفور من بينها شكري وادكونك ونوري وذلك خلال العام 2011 ونشرت تلك التقارير في كبرى وسائل الاعلام والصحافة العالمية كدليل على عودة الامن والسلام في دارفور لكن قيادات كل معسكر في شرق تشاد نفوا بشكل قاطع حدوث اي عودة طوعية من تلك المعسكرات ساندهم وايدهم في ذلك متحدث بإسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تشاد في مقابلة مع راديو دبنقا حول هذا الموضوع ووصف رؤساء معسكرات اللاجئين الاثني عشر في مقابلات مع راديو دبنقا تنشر تباعا خلال الايام القادمة وصفوا اعلان الحكومة ومسؤولين في الامم المتحدة اليوناميد في غرب دارفور عن عودة (100) الف لاجيء بالدعاية المضللة والاكاذيب المحضة وقالوا ان مجرد ايراد مثل هذا الرقم يكشف زيف الموضوع ويعني ان نصف هذه المعسكرات صارت الآن خاوية وهو ما يناقض الواقع تماما وعبر قادة ورؤساء معسكرات اللاجئين وهي (قاقا ، فرشنا ، بريجن ، تريجم ، ملح ، طولوم ، ابو نبق ، اركاسوني ، جبل ، كلونكو ، اردمي و قوز امير ) عبروا عن دهشتهم واستغرابهم حول دوافع اطلاق ما اسموه بالاكاذيب المتكررة حول العودة الطوعية للاجئين وترديدها في هذا التوقيت بالذات وجددوا شروطهم مرة اخرى للعودة والتى على رأسها الامن الكامل ونزع سلاح مليشيات الجنجويد وطرد المستوطنيين الجدد من اراضيهم وحواكيرهم ومحاكمة مرتكبي جرائم الابادة والحرب والجرائم ضد الانسانية في دارفور وتقديم المطلوبين الى لاهاي واتفاق سلام شامل وعادل مع كل الحركات غير الموقعة وتعمير القرى الاصلية بالمواد الثابته وتوفير كافة الخدمات بها .
—
ومن جانبها نفت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بجمهورية تشاد عدم وجود اي عودة طوعية من قبل اللاجئين السودانيين المقيمين في معسكرات شرق تشاد الى اقليم دارفور واكد جان بوسكو مساعد ممثل المفوضية العليا للاجئين بجمهورية تشاد في مقابلة مع راديو دبنقا تنشر لاحقا عدم وجود اية عودة طوعية من قبل اللاجئين السودانين المسجلين لدى المفوضية والبالغ (282) الف و ( 743 ) فرد يقيمون في 12 معسكرا بشرق تشاد وقال جان بوسكو لراديو دبنقا انهم سمعوا ان هناك سودانين عادوا الي السودان واستفسروا زملائهم بالمفوضية العليا لشئون اللاجين الذين يعملون باقليم دارفور عن ذلك وافادوهم بان ليست هناك ادلة مادية تشير الي ان هولاء الناس كانوا يسكنون في معسكرات اللاجئين بشرق تشاد .
—
وفي ذات الموضوع وردا على سؤال حول اصرار الحكومة السودانية وتصريحات مسؤلي اليوناميد في غرب دارفور حول حدوث عودة طوعية للاجئين من شرق تشاد الى ديارهم في غرب دارفور واقامتهم في قراهم حسبما جاء في وسائل الاعلام العاملية وكبريات الصحف العالمية (نيويورك تايمز ) قال رؤساء المعسكرات الاثني عشر بالاجماع في مقابلات منفصلة مع راديو دبنقا ان ذلك يعود الى ما اسموه بالخدعة الحكومية لتضليل الرأي العام العالمي بإستقرار الاوضاع في الاقليم وعودة السلام والامن الى دارفور وكشف شيوخ ورؤساء المعسكرات عن ما اسموه بمسرحية العودة الطوعية وقالوا ان الحكومة بالاتفاق عبر وكلائها المحليون قاموا بتوطين العرب الرحل وهم غير سودانيين من تشاد والنيجر ونيجيريا وبعض القبائل العربية المحلية في الاراضي التي هجرها سكانها الاصليون الى معسكرات تشاد ومن ثم تصويرهم ودعوة المسؤولين الدوليين للتدليل على العودة الطوعية في وقت لم يعد احد من معسكرات شرق تشاد الى دارفور منذ فتح المعسكرات في العام 2003 .
—
وفي غرب دارفور المسرح الذي قيل ان اللاجئين عادوا الية خصوصا في مناطق شكري ونوري اكد فرش ونازحون من تلك المناطق مقيمون في معسكرات الرياض وكرينك وسيسي ومورني عدم وجود اي عودة طوعية حدثت لتلك المناطق لامن اللاجئين ولا من النازحين في تلك المعسكرات واكد نازح وناشط من مناطق شكري انهم سمعوا بعودة طوعية من معسكرات شرق تشاد الى تلك المنطقة وعند التحقق من ذلك على الارض تأكد ان من قدم واقام في تلك المناطق هم المستوطنين الجدد من العرب الرعاه القادمين من تشاد او غيرها ويبلغ عددهم نحو (50) اسرة اقامت في تلك المنطقة التي هي حاكورة تابعة للمساليت واهلها لايزالون لاجئين في شرق تشاد ولم يعد منهم احد واكد ايضا نازحون وفرش من مناطق نوري وقرها الواقعة بين محلية كرينك ومورني عدم حدوث اي عودة طوعية كما صورها اعلام الحكومي ومسؤولي اليوناميد في غرب دارفور .
—
وكانت صحيفة صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اوردت في تقرير لها في شهر فبراير الماضي نقلا عن مسؤولين في الامم المتحدة (اليوناميد ) عودة أكثر من 100 ألف شخص معسكرات تشاد إلى بيوتهم في في دارفور خلال العام الماضي وقال ديزان دوراني، رئيس بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في القطاع الغربي من دارفور( إنه لأمر مذهل. فالناس يعودون مع بعضهم البعض. ويذكرني هذا المشهد بلبنان بعد الحرب الأهلية) وهو ما ثبت من خلال اعلان المفوضية العاليا لشؤون اللاجئين في تشاد ورؤساء المعسكرات انه كان كاذبا محضا كما افاد اللاجئون في المقابلات مع راديو دبنقا .وأشارت الصحيفة في تقريرها كذلك الى قرية نيورو (نوري ) في غرب دارفور التي قالت بأن الالاف من سكانها عادوا اليها وأخذوا يزاولون المهام التي كانوا يقومون بها قبل أن يغادروا واتضح من كلام النازحين والفرش انه لم يكن صحيحا وان المقيمين بها هم ليسوا سكانها ونما المستوطنون الجدد .