المعارضة التشادية تطلب حضور قطر كضامن للسلام.. آل محمود يبحث مع غرايشن سلام دارفور
الدوحة-عبدالبديع عثمان-الخرطوم-الشرق:
اجتمع سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشئون الخارجية مساء امس مع سعادة الجنرال سكوت جرايشن المبعوث الخاص للرئيس الامريكي للسودان والوفد المرافق له . جرى خلال الاجتماع بحث آفاق سلام دارفــور في الدوحة وآخر المستجدات حول المفاوضات الجارية . كما التقى غرايشن الذي وصل إلى الدوحة امس، وفد الحكومة السودانية ووفد حركة العدل والمساواة كلاً على حدة، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه الاطراف السودانية لاستئناف مفاوضات سلام دارفور في الدوحة بعد غد الثلاثاء . منجهة اخرى، أعلن السيد محمد شريف جاكو المفتش العام للمعارضة التشادية في تصريح لـ “الشرق” أن المعارضة التشادية طلبت حضور دولة قطر كضامن لعملية السلام .
التفاصيل
رحمة لـ الشرق: زيارة المبعوث الأمريكي تهدف لدفع المفاوضات.. آل محمود يبحث مع غرايشن تطورات سلام دارفور
الدوحة-عبدالبديع عثمان-قنا:
اجتمع سعادة السيد احمد بن عبدالله ال محمود وزير الدولة للشئون الخارجية مساء امس مع سعادة الجنرال سكوت جرايشن المبعوث الخاص للرئيس الامريكي للسودان والوفد المرافق له. جرى خلال الاجتماع بحث افاق سلام دارفور في الدوحة وآخر المستجدات حول المفاوضات الجارية. على صعيد آخر، التقى غرايشن الذي وصل الى الدوحة امس، وفد الحكومة السودانية ووفد حركة العدل والمساواة كلا على حدة، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه الاطراف السودانية لاستئناف مفاوضات سلام دارفور في الدوحة بعد غد الثلاثاء. وأكد الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي السوداني لمحادثات الدوحة الدكتور عمر آدم رحمة في حديث خاص لـ الشرق ان الوفد الحكومي بحث مع غرايشن وجهات النظر حول المضي قدما في العملية السلمية بعد وقف اطلاق النار، مؤكدا جاهزية وفد الحكومة للتفاوض مع كل الاطراف. وقال ان زيارة المبعوث الامريكي تهدف للمساعدة في دفع المفاوضات من خلال حث فصائل دارفور على الانخراط في وحدة اندماجية او توحيد موقفها التفاوضي. وقال رحمة إنه يتوقع ان يشهد اليومان القادمان تطورات ايجابية على صعيد وحدة فصائل دارفور.
على صعيد آخر، قال رحمة لـ الشرق ان الوفد الحكومي تلقى رؤية حركة العدل والمساواة حول مشروع اتفاق وقف اطلاق النار. واضاف “كنا نتوقع مقترحا يقوم استنادا على رؤية الوساطة، لكن للاسف فان الحركة تقدمت بورقة جديدة مليئة بالتفاصيل التي لم يحن الاوان لمناقشتها بعد”. وتابع ان من المفترض ان يكون الاتفاق المطلوب الان هو اتفاق في غاية البساطة لان الهدف منه في هذه المرحلة هو وقف القتل والعدائيات تمهيدا للدخول في المفاوضات حول القضايا الجوهرية.. اما التفاصيل فانها تأتي في مرحلة اتفاق الترتيبات الامنية واتفاق وقف اطلاق النار النهائي الذي ينقل الاقليم من حالة الحرب الى السلام والاستقرار. واعرب رحمة عن امله في ان يتم التعامل مع الاتفاق استنادا الى رؤية الوساطة، الامر الذي من شأنه ان يدفع المفاوضات الى التحرك الى الامام وصولا الى الاتفاق النهائي بالسرعة المطلوبة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي لمحادثات الدوحة الدكتور عمر آدم رحمة في حديث خاص للشرق أمس بأن الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي جبريل باسولي حدد يوم الثلاثاء السادس من أبريل الحالي لبداية المفاوضات المباشرة بين الوفد الحكومي وحركة التحرير والعدالة.
وألمح رحمة إلى جاهزية الوفد الحكومي للتفاوض مع كل الأطراف وقال إذا ما تم استئناف التفاوض وخلصت النوايا من المكن الوصول لاتفاق بين 10 إلى 15 يوما .
وقال رحمة إن الأجواء إيجابية ومشجعة على قيام هذه الجولة في الموعد المحدد خاصة أن هنالك عددا من الإشارات الإيجابية بعد قرار بعض الحركات الانضمام إلى حركة التحرير والعدالة ووجود كل الأطراف المتفاوضة في الدوحة .
وأوضح رحمة بأن الفترة الماضية شهدت عددا من المذكرات المتبادلة بين الطرفين حول كيفية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الاتفاق الإطاري تضمنت بنود تقاسم الثروة و السلطة والترتيبات الأمنية والنازحين واللاجئين وكما شملت أيضا قيام لجنة خاصة تعني بإزالة سوء الفهم بين الطرفين وهي عبارة عن لجنة إشرافية تقوم بتذليل العقبات التي قد تعترض الطرفين .
وأضاف : هناك اقتراح بتكوين لجنة مصالحات اجتماعية لعقد المصالحات بين المجتمع الدارفوري وتوجيه الاهتمام لمصلحة المواطنيين والنأي عن كل ما يمكن أن يحدث الضرر بالمجتمع من صراعات لافتا في الوقت نفسه إلى أهمية هذه المصالحات والتي سبق وأن تعرضت لها اتفاقية أبوجا في بند المصالحات القبلية منذ العام 2006 .
وحول مسارات العملية التفاوضية قال رحمة : العملية التفاوضية تجري حتي الآن في مسارين مع العدل والمساواة والتحرير والعدالة وشدد علة أنهم في الحكومة ضد أي مسار ثالث للتفاوض وقال : لن نوافق علي ذلك معتبرا أن ذلك سيحدث ربكة في المفاوضات ودعا في الوقت نفسه إلى وحدة اندماجية بين الحركات .
وحول الانتخابات القادمة وتأثيراتها على العملية التفاوضة أوضح رحمة بأن الوفد الحكومي سيواصل التفاوض حتي 10 أبريل الجاري والوفد يمتلك تفويضا كاملا بالتوقيع على أي اتفاق يحدث خلال هذه الفترة كما أن الاتفاق سيكون ملزما للحكومة القادمة .
مشيرا إلى أنه وبعد 10 أبريل القادم ستتوقف العملية التفاوضية نسبة لتحول الحكومة الحالية إلى حكومة تصريف أعمال .
وأضاف رحمة : وبعد الانتخابات وقيام حكومة جديدة فإن الوفد المفاوض يتوقف على شكل الحكومة الجديدة مشيرا في الوقت نفسه إلى تواجد الوفد الحالي خلال فترة الانتخابات بالدوحة كتأكيد على استمرارية منبر الدوحة.
السودان: المفوضية ترفض التأجيل.. وواشنطن تثق في نزاهة الانتخابات
الخرطوم-وكالات:
أعلنت المفوضية القومية للانتخابات السودانية أن الانتخابات الرئاسية ستجرى في موعدها ضاربة عرض الحائط بطلب لأحد أحزاب المعارضة إرجاؤها أربعة أسابيع لمعالجة الشكاوى بخصوص مخالفات في العملية الانتخابية. وانسحب المرشحون الرئيسيون في الانتخابات الرئاسية خلافا لزعيم حزب الأمة المعارض من السباق الأسبوع الماضي قائلين إن التصويت “جرى التلاعب فيه” بالفعل كي يفوز الرئيس الحالي عمر حسن البشير. ووضع زعيم حزب الأمة الصادق المهدي قائمة من ثمانية مطالب تشمل أعطاء موافقة على إرجاء الانتخابات لأربعة أسابيع قبل السادس من أبريل نيسان وإلا انسحب حزب الأمة أحد أكبر حزبين للمعارضة في السودان من مختلف مستويات الانتخابات.
وقال نائب رئيس المفوضية عبد الله أحمد عبد الله للصحفيين عقب اجتماع مع المبعوث الأمريكي سكوت جرايشن إن المفوضية تعمل على إجراء الانتخابات في الموعد الذي حددته أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من أبريل. وأضاف أن اللجنة أكدت لجرايشن أنها أكملت جميع الإجراءات الضرورية لإجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة. وقال زعيم حزب الأمة في وقت سابق إن جريشن أبلغه أنه سيحاول تنفيذ إرجاء الانتخابات أربعة أسابيع. وتوجه جريشن إلى الخرطوم بعد تهديدات المعارضة بمقاطعة الانتخابات. وتسلم واشنطن بوجود مشكلات تكتنف العملية لكنها تريد إجراء الانتخابات في موعدها مما يسمح ببدء العمل في التجهيز لاستفتاء في الجنوب على الانفصال في يناير كانون الثاني عام 2011 . وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن جرايشن سيواصل الضغط من أجل أكبر قدر من المشاركة في الانتخابات. وقال جرايشن “هم (المفوضية القومية للانتخابات) اعطوني الكثير من المعلومات تجعلني أثق أن الانتخابات ستبدأ في موعدها وأنها ستكون حرة ونزيهة قدر الإمكان. هذا تحد صعب لكني أعتقد أنهم استعدوا وقبلوا التحدي.” وأضاف جرايشن أن المفوضية “قامت بعمل جدي لضمان وصول السودانيين إلى مراكز التصويت. وستضمن الإجراءات والآليات المعتمدة الشفافية وسيتم تسجيل السكان وفرز (الأصوات) بأفضل طريقة ممكنة”.وغادر جرايشن الخرطوم قبيل ظهر أمس متوجها إلى الدوحة حيث تجري محادثات السلام بين مجموعات متمردة من دارفور والسلطات السودانية. ومن المقرر أن يعود الموفد الأميركي إلى السودان مبدئيا من أجل الانتخابات المقررة خلال أسبوع، كما أفادت مصادر متطابقة.
وأبلغ البشير تجمعا انتخابيا أمس في بلدة كسلا بشرق البلاد أنه لن يكون هناك تأجيل. وهدد الشهر الماضي بطرد المراقبين الدوليين الذين طلبوا إرجاء التصويت.
قبل الدخول في مفاوضات مع حكومة الرئيس إدريس ديبي.. المعارضة التشادية تشترط وجود قطر كضامن للسلام
الخرطوم-صباح موسى:
أعلن السيد محمد شريف جاكو المفتش العام للمعارضة التشادية في تصريح ل “الشرق” أن المعارضة التشادية طلبت ضمانات دولية وإقليمية من أجل تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الدولة التشادية، ومن بين تلك الضمانات حضور دولة قطر كضامن لعملية السلام. ووصل وفد عن الحكومة التشادية برئاسة عبدالرحمن موسى الوسيط الوطني التشادي، و”أحمد محمد باشر” وزير الداخلية التشادي إلى الخرطوم وذلك لبحث سبل التفاوض المباشر بين الحكومة والمعارضة التشادية المسلحة بوساطة سودانية. وقال محمد شريف جاكو المفتش العام للمعارضة التشادية في اتصال هاتفي من فرنسا لـ “الشرق” إنه عقد لقاء وديا بين الوفد الحكومي والمعارضة التشادية أمس الأول، وإن المعارضة التشادية طلبت ضمانات دولية وإقليمية من أجل تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الدولة التشادية، موضحا أن المعارضة التشادية حصرت هذه الضمانات في حضور المجتمع الدولي أي (الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وسيماك، تجمع الساحل والصحراء وقطر ودول الجوار التشادي). وفي الخرطوم بحث الوفد الحكومي التشادي مع قيادات المعارضة التشادية المسلحة العودة إلى البلاد والانخراط في النشاط السياسي السلمي، وأكد وزير الداخلية التشادي أحمد محمد باشر أن الاتفاقية التي وقعتها حكومة بلاده مع قادة المعارضة التشادية في مدينة سرت ما زالت سارية, وأنه ليس هناك ما يمنع من عودة المعارضة إلى تشاد، وأبدى استغرابه من عدم عودة قيادات المعارضة إلى تشاد حتى هذه اللحظة، وقال جئت إلى الخرطوم لأعرف ما الذي يمنع عودتهم. مشيدا بعلاقة بلاده بالسودان خاصة بعد زيارة الرئيس ديبي الأخيرة للخرطوم، وأضاف باشر: لقد بدأنا صفحة جديدة ونحن نتشاور الآن في جميع المجالات، ولفت إلى أن هناك هدوءاً كبيراً تعيشه الحدود التشادية السودانية بفضل التحول الأخير في علاقات البلدين، وأكد التزام تشاد القوي بعدم استضافة أي عنصر من قوات العدل والمساواة، مشيرا إلى أن تشاد لن تسمح لهم حتى بمجرد عبور أراضيها أو التواجد داخل تشاد. وقال الطيب عبد الرحمن موسى الوسيط الوطني التشادي عقب المُبَاحثات في الخرطوم، إنّ بلاده تسعى من أجل أن تَتَوصّل حركة العدل والمساواة إلى اتفاق سلام مع الحكومة السودانية. وأكدت مصادر من المعارضة التشادية لـ “الشرق” أن هناك حركات مسلحة تشادية أعربت عن تشككها في جدية النظام التشادي في إقامة صلح وطني بالبلاد.
يذكر أن مُباحثات الجانبين السوداني والتشادي التي رأس الجانب السوداني فيها د. غازي صلاح الدين، مستشار الرئيس السوداني، مسؤول ملف دارفور ناقشت مجالات التعاون الأمني والاقتصادي والثقافي بين البلدين، وأعْرَب د. غازي عن ارتياحه لمسار العلاقات بين بلاده وتشاد .