المصير الواحد / بقلم :زرياب عوض الكريم سعد

بسم الله الرحمن الرحيم

المصير الواحد.
‏”لايستطيع أحدهم إمتطاء ظهرك إلا إذا إنحنيت”.
مقولة أمريكية مهداة عن روح ثوراتها لاجل تحرر الإنسان والأرض معا.
يعيش إنسان السودان الأكبر[السودان خلا جنوبه المنفصل والشمال]تحت وطأة
تتالي مصائبه وأوجاعه اللامتناهية..حتي كانت ظلامات واقعة علينا ليلها
متطاول دون فجر عاقب،هذا ماأستقر في أذهاننا ونحن نخوض كفاحا بلا أفق.
ولعل تلكم الروح الإنهزامية ليست إلا مظهرا عن هزائمنا المتكررة
وإخفاقاتنا المتلاحقة التي تشهد عليها كنتونات مابعد سقوط الدولة
السودانية ١٥٠٥م{الفونج-البجا-جبال النوبا-دارفور
السلطنة-دارمساليت..إلخ}وحروبها الداخلية وتنافسها اللاأخلاقي في كثير
الأحيان.ثم صدمة “الإستعمار المصري١٨٢٠م” الكبري تلكم المفتضحة لتخلفنا
أمام التطور العظيم الذي شهدته الرقعة النابضة بالحياة من عالم البشر
‘الغرب’..والذي تلاه إنبثاق صديد أمراضنا الإجتماعية التي نتعيشها الآن.
وآخر هزائمنا في كرري ١٨٩٨م وتبعاتها حتي اللحظة.ذلكم وجه من ضعفنا
البائن اللامنظور في أعين كثير منا سوي أولئك المعتبرين من حركة التأريخ
في بحر الزمن;وكم من قلة هم!
أوحين نحترق بشظايا عنصرية الجماعة النيلو-أوسطية المتشهبة المضرمة في
جوي المستضعفين الذين ليسوا إلا نحن.
بتأريخ الثلاثاء الموافق١١-١٢-٢٠١٢م حملت أخبار وطننا الجريح في مرتفعات
نيله الأزرق ;نبأ فصل الدكتور فرح عقار عن قيادة حزب “المؤتمر الوطني”
أحد مكونات الإستعمارالثاني السياسية وهو كذلك مضيف الحلقة الحلزونية
الإستعمارية الشريرة منذ٢٣عاما..تحت حجة واهية تتعلق برفضهم لمبادرة
طرحها السيد فرح;ثم التشفي منه بأسلوب مافيا الرق النيلو-أوسطي لشعبنا
الأكرم.
لانعرض في هذا المقام لمبادرة الرجل،وإن كنا نري فيها محض إجترار لتعابير
ومضامين منشورات الجماعة النيلو-أوسطية الإبتزازية التي تشبه تهديدات
هتلر والنازية;في وعيدها بفصل هذا الشطر لن ترابنا أو تشريد تلكم الفئة
من شعبنا،وقد غوي منطوق الطغيان هذا عديد مثقفينا الذين جعلوا في خطابهم
السياسي العام،الكيان النيلو-أوسطي متمركز رجاءاتهم كأن به إله المطر
الذي يدعونه ويتوعدونه بأن يسقي آمالهم السلطوية العراض أو يحترقون
ويحرقون الأرض الوطن تقسيما وشرذمة.
وما من مخرج إحقاق لحق يرون;بدونه.فهم يطلبون من هذا الجلاد النيلو-أوسطي
أن يحل إشكالاتهم وأن يرد مظالمهم وأن يعين إقتصادهم وأن يعمر دورهم
وأن..!!وتلك مأساة الضعيف في قومته اللامتجاوزة للتهريج.
بيد أن أحكام مصير المهزومين المغضوب عليهم عند محكمة المنتصر في
٢-سبتمر-١٨٩٨م;ليست إلا أبدية الشقاء في أغلاله التي حرمتنا من كل متنفس
سياسي نحظي فيه بشيئ من حراك آمن نسبيا،فكان إنضمام كل مثقف(ة) منا
لألوية مكونات الإستعمار الثاني الحزبية من حال أكل المضطر للجيفة.
إن المصير السياسي الذي لاقاه د.عقاذ يكتنفه مستقبلنا وواقعنا السياسي
جميعا.وهذه حقيقة لابد من إدراك جمعي لها..أننا لسنا أحرارا بعد،وأننا في
أركان الجيف المأوي إليها محض مؤلفة قلوبهم لاشركاء رأي أو مشورة.وأن
الكفاح من داخل أركان الجيف محكوم بسقف واطئ من الحرية والحقوق..وأن ذات
الكفاح جزء من جهادنا الكبير الذي لاينبغي أن يقتصر علي الحراك من داخلها
وإن كان ذو أهمية لاغني عنها.إلا أن إكمال العمل الخير يتم بالإسهام في
تكوين جسم وطني يشمل كل السودان الأكبر وفقط..نستصوب فيه خطايانا ونغتسل
فيه من دنس فجورنا ضد بعضنا بعضا.ونقعد فيه لأسس واضحة بعد مشورة
وتداول;مستديرة طاولته..تحكم خطي العمل السياسي والإجتماعي المبعثر
المتعثر،لإستنهاض المجتمع والإيثار في بناءه عبر مشروع سياسي كلنا فيه
شركاء إبتداءا بالرأي وإنتهاءا بالتنفيذ.معتبرين مستوعبين لكل التجارب
الكفاحية المثيلة الناجعة في العالم،غير غافلين عن خصائص مجتمعنا.
‏zeriabawadelkreems‏]‏[email protected]]‎

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *