المركز الإفريقى للقانُون الدولى وحقُوق الإنسان يُدين ويستنكِر ويطالِبْ

المركز الإفريقى للقانُون الدولى وحقُوق الإنسان يُدين ويستنكِر ويطالِبْ

إختِطاف الناشِط الدارفورى – صالح عبد المجيد – وإخفاءهِ قسراً , يُمثل جريمة دوليّة – ويعزز فرص الكراهيّة – ويقلل من فرص السّلام فى إقليم دارفور المُضطرب
يُعْرب المركز الإفريقى للقُانون الدولى وحقُوق الإنسان , عن أسفًه الشديد ,وعميق قلقه, جراء تزايد أعداد الأفراد المختفين قسرا فى السّودان, بصورة عامّة , وإقليم دارفُور على وجه الخصوص , خاصّةً نُشطاء حقُوق الإنسان .

وفى وقت سابق من شهر سبتمبر الجارى , تلقّى المركز الإفريقى للقانُون الدولى وحقُوق الإنسان ببالغ القلق نبأء إختطاف , وإخفاء الناشط الدارفورى – صالح عبد المجيد – من قبل قوات يرتدون ملابس مدنيّة ومدججون بأسلحة ناريّة , ويعتقد المركز أن تلك القوات , تابعة لحكومة المؤتمر الوطنى فى السّودان .

والمركز إذ يدين مثل هذه التصرفات , والممارسات التمييزيّة والتحييز العنصرى من قبل عناصر الأمن السّودانية , ويعتقد المركز , ان تلك التصرفات مدعاة للكراهيّة والعنصريّة .

ويخشى المركز الإفريقى للقانون الدولى وحقوق الإنسان , أن يكون الناشط , يواجه صنوفاً متعددة من التعذيب داخل الغرف المغلقة , بعد أن أُجبر على فقد الإتصال بالعالم الخارجى .

ويرى المركز , أن إختطاف الناشط , يمثل إنتهاكاً خطيرًا لكافة المواثيق , والمعاهدات الدوليّة , وخاصة المعايير الدوليّة المتعلقة بشأن المحاكمات العادلة والمنصفة , والإعتقالات التعسفيّة , والإخفاءات القسريّة .

ويعتقد المركز , ان هذا الإعتقال تم بناء على أُسس عُنصريّة , يستند الى العرق – اللون والأصل القومى , لذا فإنه مشجُوب أدبياً , ويمثل ظلماً وخطراً إجتماعياً , ويكرس من حالة الإحتقان والكراهيّة بين أبناء السّودان , ولايوجد أى مبرر نظرى , أو علمى لهذا التمييز البربرى الإجرامى العنصرى الخطير , الذى يتسم بالكراهيّة , والإهانة , والإنتهاك الخطير لحقوق الإنسان , و يمثل عقبة كأداء دون إقامة علاقات وديّة بين أبناء الشعب الواحد .

ومن الجدير بالذكر أن إختطاف الناشط , وإخفاءه قسراً , يمثل إنتهاكاً جسيما للإعلان العالمى لحقُوق الإنسان , خاصةً نص المادة (5) من الإعلان, الذى ينُص على أنه: ( لايجوز إخضاع احد للتعذيب ولا المعاملة ولا العقوبة القاسيّة , أو الحاطة بكرامة الإنسان , والمادة (9) – من الإعلان ذاته, ينص على أنه : لايجوز إعتقال اى إنسان أو حجزه تعسفاً , فضلاً عن مخالفته الصريحة للعهد الدولي الخاص, بالحقوق المدنيّة والسياسيّة , الصادرة عن الأمم المتحدة فى ديسمبر من العام 1966م , والذى صادق عليه دولة السّودان فى وقت سابق .

ويطالب المركز الإفريقى للقانون الدولى وحقُوق الإنسان السُلطات السُّودانية , بالإفراج الفورى عن الناشط الدارفورى , أو تقديمه لمحاكمة عادلة ومُنصفة , إذا كانت هناك تهم متعلقة بالإختطاف التعسفى , والإخفاء القسرى الذى يمثل فى حد ذاته جريمة نكراء , وذلك بأن يتم النظر فى قضيته بصورة مُنصفة وعلنيّة , مع مراعاة المعايير الدوليّة المتعلقة بالمحاكمات العادلة والمُنصفة , وكفالة حق المعتقل فى الحياة والحريّة والسلامة الجسديّة والنفسيّة , وعدم حرمانه من حريته الشخصيّة بصورة تعسفيّة .

كما يطالب المركز الإفريقى للقانون الدولى السُّلطات السُّودانيّة , من أن تضع فى إعتبارها بأنّ, لجميع الأفراد كرامتهم , وحقوقهمْ الأصليّة , التى هى غير قابلة للإنتقاص, والتصرف , خاصةً حقهم, فى الحياة ( عدم إزهاق الأرواح) , والسلامة الجسديّة ( عدم تعرضهم للتعذيب البدنى والنفسى) .

ويحذر المركز سُلطات المؤتمر الوطنى, من مغبة أن يتم إخفاء الناشط قسراً , وذلك من خلال القبض والإحتجاز الذى تعرض له مؤخرا , ويعتقد المركز ان ذلك سوف يترك أعمق الأثر فى نفوس الملايين من النّاس, الذين تعرضُوا للظُلم والقهر والإهانة والبطش .

حماد وادى سند الكرتى

المحامى

ومدير المركز الإفريقى للقانون الدولى وحقوق الإنسان

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *