المرأة السودانية مؤهلة لرئاسة الجمهورية

قالت لم يخبرونى بالمهر الذى دفعه الترابى وزواجى منه كان مبسطا.. وصال المهدى لـ”الشرق”: المرأة السودانية مؤهلة لرئاسة الجمهورية وليست هناك محاذير شرعية تمنعها

لعبت دورا سريا كحلقة وصل بين الإمام الهادى والإسلاميين ابان حكم النميري
الغناء حلال والكلمات وتبرج المغنيات سببان لتحريمه
الشيخ عبدالله ود جاد الله كان يجلد بنات المهدى فى حال ضبطهن متلبسات بسماع الاأغانى
أى مصيبة تحدث فى البلاد يقولون ان الترابى خلفها
آخر “نكت” السودانيين وقوف الترابى وراء حادثة احتراق طائرة سودانير فى مدرج مطار الخرطوم
بنات وأولاد المهدى كانوا يدرسون فى مدرسة قرآنية مختلطة لانه لا يؤمن بالتمييز ضد المرأة
السجناء فى عهد المهدية كانوا شبه طلقاء يستحمون فى النيل ويزورون اقاربهم ويحضرون المناسبات الدينية
الخرطوم-فتحى العرضي:
قالت السيدة وصال المهدى حفيدة قائد الثورة المهدية فى السودان الامام محمد احمد المهدى وشقيقة رئيس وزراء السودان الاسبق الصادق المهدى وحرم الزعيم الاسلامى المعروف الدكتور حسن عبدالله الترابى الامين العام لحزب المؤتمر الشعبى فى السودان فى حديثها لـ” الشرق ” ان زواجها من الترابى كان مبسطا تماشيا مع ارث آل المهدى فى مسائل الزواج حيث يتسم زواجهم بالبساطة الشديدة تاسيا بجدهم قائد الثورة المهدية.
وسردت السيدة وصال تفاصيل اقترانها مع الدكتور الترابي، وقالت لم يخبرونى بالمهر الذى دفعه الترابى لي، لان العادة تقتضى فى اسرة ال المهدى عدم اخبار العروس بالمهر المدفوع، لان ال المهدى لا يسألون عادة فى تزويج بناتهم عن المهر الذى سيدفعه العريس، وكانوا يشتددون فى امر تبسيط الزواج والابتعاد عن المغالاة. وقالت ان الفرح لم يكن فيه غناء او طرب، وان ال المهدى رحبوا فى الحال بالدكتور الترابى المنحدر من اسرة دينية تاريخية فى مملكة سنار القديمة ” الشيح حمد الترابى ” لذلك كان التوافق بين الاسرتين المعروفتين بالتدين فى الاوساط السودانية، وقالت “اسرة الشيخ حمد عائلة دينية ونحن عائلة دينية “، حيث كان عامل الدين عنصرا مهما فى اقترانها بالدكتور الترابى المعروف بآرائه الفقهية وسعته المعرفية الواسعة. وافادت ان الامام المهدى كان يمنع بناته من ارتداء الذهب ويسمح لهن فقط بارتداء الحجارة الكريمة. واوضحت ان المهدى تزوج من مصر وانجب ابنه الصديق الذى استشهد صغيرا، وسمى والداها ابن السيد الرحمن المهدى عليه، وقالت ” تأثرت كثيرا به “، وتزوج المهدى من جنوب السودان ومن غرب السودان، وغرب افريقيا، والحبشة، لذلك اندثرت ملامح المهدى من وجه احفاده، تماشيا مع سحنات امهاتهم. والمهدى كان رجلا لا يعرف بلدا اسمها السودان الذى كان يعنى حزام السود الممتد من شرق افريقيا الى منطقة غرب افريقيا، ومفهوم الوطن عنده كان معنويا يمتد بامتداد العقيدة. وجد الامام المهدى نجم الدين كان كنزيا من مصر. هذا الواقع جعل من آل المهدى اسرة غير عنصرية لذلك يزوجون بناتهم لاهل الغرب ” غرب السودان ” وعادة اهل وسط وشمال السودان لا يزوجون بناتهم لاهل الغرب ودارفور، حتى عرب كردفان، وهذه العنصرية “جابت حرب دارفور وقتل الفور”.
وتتذكر السيدة وصال عقد قرانها من الدكتور الترابي، وقالت عقد قرانى على الشيخ الترابى كان فى 27 رجب وحضره والدى الامام الصديق. وقديما كانوا يقولون ” ابايع المهدى فى قدير وواقع فى ود الترابى ” فى اشارة للشيخ حمد الترابى المعروف ابان السلطنة الزرقاء فى مملكة سنار الاسلامية.
وتذكرت السيدة وصال الشيخ عبدالله ود جاد الله وسياطه المسلطة على بنات ال المهدي، وقالت انه كان يجلدنا 10 سياط فى حال ضبط احداهن متلبسة بسماع اغنية فى الاذاعة، واضافت “ان بنات المهدى متفرغات للعبادة ولا يقمن باعمال المنزل العادية التى تقوم بها السيدات”. وعاصرت السيدة وصال عددا من بنات الامام المهدى خاصة السيدة عائشة حينما كانت فى سن الثالثة عشرة من عمرها. وتتذكر انهن دائما ساجدات راكعات. واكدت السيدة وصال ان الامام المهدى هو رائد تعليم البنات فى السودان، وقالت كان ابناء وبنات المهدى يدرسون فى خلوة واحدة ” مدرسة قرآنية ” مشتركة تضم البنين والبنات لانهم كانوا اخوة واحفاد الامام، وان الامام المهدى كان حريصا على نيل المرأة قسطا متقدما من التعليم. وكانت بنات الامام المهدى يعلمن النساء القرآن وتجويده واصول الدين. وقالت ان المهدى كان لا يميز بين الرجل والمرأة وانه كان شديد الاهتمام بتعليمها. وانتقدت عدم اهتمام السودانيين بالاثار والتراث، وقالت ان بيت المهدى اشتراه الامام عبدالرحمن المهدى من الانجليز، وان سجن ام درمان الحالى كان منزل شيخ الدين ابن الخليفة عبدالله التعايشى خليفة الامام المهدي. ونفت الحديث الذى يقول ان السجن الحالى كان مكان السجن القديم ابان المهدية، وقالت ان السجناء فى عهد المهدية كانوا شبه طلقاء حيث يذهبون للاستحمام فى النيل، وزيارة الاقارب والاصدقاء وتناول الوجبات وحضور المناسبات الدينية. وكشفت السيدة وصال عن مهام سرية كانت تقوم بها ابان فترات اعتقال الترابي، وقالت اعتقل بـ” سجن فى مايو فى عهد الرئيس الراحل جعفر نميرى 8 سنوات، واعتقل فى فترة رئاسة المشير عمر البشير “حكومة الانقاذ” 5 سنوات. وقالت ” ابان محاربة ومطاردة الرئيس الراحل جعفر نميرى للاسلاميين، كنت انا حلقة الوصل بين الامام الهادى المهدى امام الانصار والاسلاميين فى السودان، واحيانا نسلك طرقا سرية غاية فى الوعورة، الامر الذى يجعل سيارتنا كثيرا ما تضل طريقها ونعانى مر المعاناة، وتحفظت السيدة وصال عما اذا كانت لها ادوار سرية خلال فترة سجن زوجها خلال رئاسة الرئيس الحالى عمر البشير، رغم تكرار الشرق السؤال. وقالت ابان فترة نميرى كنت اتحرك بسرية تامة رغم ان القبضة الامنية الان اشد من تلك التى كانت ابان فترة النميرى فى مايو، لان مايو لم يكن لديها هدف وان الحكومة الحالية ايضا ليس لديها هدف وان افكارها التى تروج لها من بنات افكار الترابي، وان قوات الدفاع الشعبى كانت تدافع عن الاسلام، والموت فى سبيل الله شهادة، والسجن عبادة. وخلال فترات سجن الترابى فى عهد البشير كنت امده بما يحتاجه من كتب واقلام وورق للكتابة، والترابى انتج عددا من الكتب خلال فترات سجنه. وعادت السيدة وصال الى عهد ثورة اكتوبر 1964 التى اطاحت بحكومة الفريق ابراهيم عبود، وقالت المظاهرات فى اكتوبر واجهت السلاح والموت ولم اخف. ومازلت اكافح لنصرة الدين والاسلام. وشاركت فى مؤتمر المرأة فى بكين 1995، وشاركت فى مؤتمر المرأة المهاجرة الذى عقد فى امارة الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة اثناء حرب البوسنة.
يذكر ان السيدة وصال المهدى مصنفة من بين سبع اشجع نساء فى العالم. واشارت الى حب السودانيين الى النكتة المسيسة، وقالت كل ما تحل مصيبة بالبلاد يقولون ابحث عن الترابى لمعرفة ان كان سببا فى ذلك، وقالت حينما سقطت طائرة الخطوط الجوية السودانية القادمة من دمشق الى الخرطوم واحترقت فى مدرج مطار الخرطوم، قالت تهامس البعض ربما كان الشيخ الترابى سببا فى سقوطها. واكدت حرم الترابى فى حديثها لـ” الشرق” اهلية المرأة السودانية لقيادة البلاد والترشح لرئاسة الجمهورية، وقالت انها مؤهلة لرئاسة الجمهورية. وعما اذا كانت هناك موانع شرعية تمنع وصولها الى سدة الحكم، خاصة الحديث الذى يقول فيما معناه ” لعن الله قوما ولوا امرهم لامرأة”، قالت ” هذا الحديث ضعيف، وليست هناك أى موانع شرعية من تولى المرأة الحكم فى أى بلد اسلامي. وقالت ان هناك عددا من الادلة والنصوص القرآنية ” ولكن فقط هناك تقاليد وعادات واعرافا سودانية تمنع ذلك. والدليل على جواز تولى المرأة الحكم موجود فى القرآن فى عدة نصوص، خاصة فى سورة آل عمران ” فاستجاب لهم ربهم انى لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا فى سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجرى من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب”. لا فرق بين امرأة او رجل، وان رئاسة الجمهورية عمل. وانتقدت الاحاديث الضعيفة، وقالت ان بعض الاحاديث ضعيفة وتقعد بالمرأة، مثل الحديث الذى يقول ان صوت المرأة عورة. ونفت ان يكون الغناء الطروب حراما، وقالت ان كانت هناك حرمة فقط ستكون فى مضمون كلمات الاغنية، او لبس المغنيات وتبرجهن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *