الحزب الحاكم في السودان يعلن أن القوات المسلحة على مقربة من كاودا معقل الجيش الشعبي
لندن: مصطفى سري
أعلن المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير، أن القوات المسلحة يمكن أن تدخل بلدة كاودا في جنوب كردفان خلال يومين أو ثلاثة، والبلدة تمثل المعقل الرئيسي للجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية في الشمال، في وقت طرحت فيه قيادات بارزة من جبال النوبة تعيش في الولايات المتحدة مبادرة لإنهاء الحرب في المنطقة، والتي قاربت من العام، غير أن الحركة سخرت من ذلك واعتبرته للتغطية على جرائم التي ارتكبها النظام إلى جانب الانتهاكات الواسعة ضد حقوق الإنسان، وشددت على أن دخول المنطقة من عدمه لا يحل الأزمة في البلاد، ووصفت المبادرة بأنها جاءت بتذكرة المؤتمر الوطني.
وقال محمد المصطفى الضو عضو المكتب القيادي في الحزب الحاكم في السودان، إن القوات المسلحة على مقربة من دخول كاودا، مشيرا إلى أنه من الممكن دخولها خلال يومين أو ثلاثة، وقال إن القوات المسلحة تحاصر كاودا من كل الجبهات وأن بشائر النصر ستأتي بعد 72 ساعة. وأضاف «يومان وندخل كاودا».
من جهته، قال أرنو نقوتلو لودي، المتحدث الرسمي باسم الحركة لـ«الشرق الأوسط»، إن دخول بلدة كادوا من عدمه غير مهمة بالنسبة لحركته وإن ذلك لا يقدم علاجا للأزمة. وأضاف «علاج الأزمة في السودان لا يتم إلا بإسقاط نظام المؤتمر الوطني وتقديم البشير ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين ووالي جنوب كردفان إلى العدالة الدولية». وأضاف أن قوات المؤتمر الوطني وميليشياته تمت هزيمتها في المعارك التي دارت في بلدة انقولو الأسبوع الماضي، وقال إن القوات المسلحة قامت بجريمتها بعد تلك الهزيمة بحرق 110 منازل وقتل 6 مواطنين بينهم امرأة وطفل. وأضاف «هذه محاولة للتغطية عن الجرائم التي ظلت ترتكب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وسياسة الأرض المحروقة والتطهير العرقي»، معتبرا أن معاناة شعوب هذه المناطق تزداد يوميا بسبب صمت المجتمع الدولي وأن الخرطوم أصبحت تستخدم الغذاء كسلاح ضد المواطنين.
وقال لودي أن البشير ظل يردد منذ يونيو (حزيران) العام الماضي إنه سيحسم الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق وفشل وأعلن قبل أسابيع أنه سيصلي الجمعة في كاودا ولم يحدث. وأضاف «هم يضللون الشعب السوداني في الإعلام لتغطية هزائمهم المتكررة عسكريا تحت ضربات الثوار في جبال النوبة والنيل الأزرق». وتابع «نحن نسيطر على مائة منطقة في جنوب كردفان بما فيها مناطق لم ندخلها في الحرب الأولى التي انتهت باتفاقية السلام الشامل في 2005 من بينها رشاد، أبو جبيهة والعباسية تقلي وغرب كادوقلي عاصمة الولاية». وتابع «دخول قوات المؤتمر الوطني إلى كاودا لا يعني نهاية الحرب ونحن في انتظارهم هناك». وقال إن قضايا السودان لا تحل بالاستهلاك الإعلامي وإنما بمخاطبة جذور المشكلة. وأضاف «على أي حال يمكن للمؤتمر الوطني أن يدخل كاودا من على الخريطة وأن يقوم بزيارة قوقول ليرى أين تقع المنطقة».
وسخر لودي من المبادرة التي طرحها بعض قيادات النوبة التي جاءت من واشنطن، وقال إن هذه القيادات جاءت بتذكرة من المؤتمر الوطني وإن الحزب الذي ينتمون إليه وهو الحزب القومي تبرأ منهم. وأضاف «أين كانوا خلال فترة السلام التي استمرت لست أعوام؟ ولماذا يزورون السودان في هذا التوقيت؟». وقال «هم جاءوا ليتقاسموا الغنائم مع حزب البشير». وأضاف «عليهم أن يقولوا للبشير بشكل مباشر أن يوقف الحرب هو ويمنع القصف الجوي على المدنيين ويسمح للمنظمات الدولية من دخول المنطقة لتقديم الطعام للنازحين، وفاقد الشيء لا يعطيه لأنهم لن يستطيعوا أن يعلنوا ذلك صراحة». وتابع «هذه مسرحية الرجل الواحد ولن تنطلي على الشعب السوداني لأن هذه القيادات أجسام وهمية من صنيعة المؤتمر الوطني الذي نفض الغبار عنها بعد عدة سنوات ليقدموا عرضا جديدا من الارتزاق بقضايا شعبنا»